داعيةٌ إسلامي يظهر في حلقة ليشرح الشريعة وقيم التسامح في الإسلام، لكن بشكلٍ مختلف، فالداعية التركي عدنان أوكتار ظهر أمام راقصات وفنانات إغراء مرتديات ملابس مثيرة وأمامهن زجاجات الخمر – في ممارساتٍ يحرمها معظم علماء الإسلام -.
الفيديو الذي تداولته العديد من وسائل الإعلام العربية مؤخراً، ليس أول فيديو للداعية التركي المثير للجدل، إنما سبقه تسجيلات أخرى ظهر فيها وهو يرقص صحبة أتباعه من النساء المثيرات.
وعدنان أوكتار – أو هارون يحيى كما يعرفه البعض – باحثٌ ومفكرٌ ورجل أعمالٍ تركي، أثار الكثير من الجدل منذ ظهوره، سواءً بسبب منهجه العلمي وأفكاره، أو ممارساته الشخصية التي يعدها البعض مخالفةً لتعاليم الدين الإسلامي.
ويصف أوكتار نفسه بأنه “مفكر إسلامي عصري” مناهض للإلحاد والمادية والداروينية، ويعده البعض كأبرز المدافعين عن نظرية “الخلق” في مقابل نظرية التطور، إلا أن الباحث التركي وصاحب الفهم الإسلامي المختلف لم يحظَ بأي مصداقية من جانب المؤسسات الأكاديمية المعتبرة حول العالم.
ويحل عدنان أوكتار كمقدم برامج وضيف دائم على قناته A9TV الواقعة في اسطنبول، كما يتابعه أكثر من 200 ألف على صفحته الرسمية على فيسبوك، وتنشر له مقالات أحياناً في بعض الصحف العربية كـ “القدس العربي”.
وفيما يلي نستعرض أبرز محطات الداعية المثير للجدل:
دخوله المصحة النفسية:
ولد عدنان أوكتار في 2 فبراير 1956 في العاصمة التركية أنقرة لأسرة قوقازية الأصل، حفظ في صغره شيئاً من القرآن ودرس كتب الفقه الحنفي، بجانب إكماله للتعليم الابتدائي والثانوي في أنقرة، ثم انتقل في العام 1979 إلى اسطنبول حيث درس الفلسفة والفنون الجميلة في جامعة “المعمار سنان”، والفلسفة بجامعة اسطنبول.
في العام 1980، استطاع أوكتار جذب العديد من الأتباع من خلال جماعة دينية صغيرة أثناء دراسته بجامعة إسطنبول، حيث كان يصف نفسه حينها بالمفكر المعادي للماسونية والشيوعية، بجانب تأليفه كتاباً مكوناً من 550 صفحة، يدعي فيه اختراق اليهود والماسونيين مؤسسات الدولة التركية، بهدف “تقويض القيم الروحية والدينية والأخلاقية للشعب التركي”
الكتاب طُبع – بحسب صحيفة Hurriyet Daily News – نحو 100 ألف مرة، لكن سرعان ما اتهم أوكتار بتهمة التحريض على ثورة دينية، وسُجن على إثرها 19 شهراً، قضى 10 منها في مصحة نفسية، حيث شُخص هناك باضطراب الوسواس القهري والشيزوفرينيا. وبعد إطلاق سراحه توسّعت جماعته الدينية بشكلٍ كبير، واتخذت من معارضة نظرية التطور والداروينية شعاراً لها، وأنشأت في نفس الوقت مؤسسة بحثية تخدم هذا الهدف، كما يعتقد بعض أتباع عدنان أوكتار أنه المهدي المنتظر.
معاداته للداروينية واشتباكاته العلمية:
إذا ذكر اسم عدنان أوكتار في الأوساط العلمية فإنه يقترن بكتابه المسمى “أطلس الخلق”، الذي خصصه لتفنيد النظرية الداروينية، والذي يقع في 800 صفحة، وتمت ترجمته إلى أكثر من لغة، وأرسل بلا دعوة إلى الأمم المتحدة والكونغرس الأميركي وأقسام علم الأحياء بالجامعات حول العالم.
ويحاول عدنان أوكتار في هذا الكتاب إثبات أن أشكال الحياة على الأرض لم تتعرض للتغير أو بمعنى أصح التطور، وهذا من خلال الاستعانة بأحافير يبلغ عمرها ملايين السنين، فالكائنات التي تعيش الآن على الأرض – بحسب الكتاب – تشبه التي عاشت منذ ملايين السنين.
إلا أن الكتاب لم يقنع الأوساط العلمية والأكاديمية المعتد بها حول العالم، فعالم البيولوجيا التطورية أستاذ علم الأحياء بجامعة أوكسفورد، ريتشارد دوكينز
انتقد كتاب أوكتار بشدة، حيث قام الكاتب التركي بالخلط بين أنواع من الحيوانات، مثل مقارنته صوراً لثعابين سامة بنوع آخر مثل حيوان الأنقليس البحري.
وعلى إثر هذا، حاول عدنان أوكتار في العام 2008 حجب موقع ريتشارد دوكنز الرسمي في تركيا من خلال حكم محكمة.
وفي فرنسا قام الداعية التركي بإرسال آلاف النسخ من كتابه إلى المدارس والجامعات هناك، لكن وزارة التعليم الفرنسية طلبت من المدرسين والأساتذة الاحتراس من الكتاب لأنه لا يتماشى مع العلم والمناهج التي تدرس هناك.
تصرفاته وتعاليمه الغريبة:
في العام 1991، أُعيد اعتقال أوكتار في إسطنبول، وأعلن أن الفحص أظهر أن دمه يحتوي على مستوى عالٍ من الكوكايين، ثم صدر حكم ببراءته، لكن الرجل ادعى أن الأمر كان مجرد ابتزاز ليوقف نشاطه الفكري، خاصةً أنه كان وقتها يعدّ كتاباً عن تاريخ الماسونية في العالم وعلاقتها بالصهيونية.
ويحاول عدنان أوكتار نشر الفكر الإسلامي بطرق غالباً ما تثير جدلاً، خاصةً عند حديثه عن وحدة الديانات السماوية، فيما يشكك بعض منتقديه بقدرته على فهم ما يقرأ من نصوص القرآن والعربية لأنه لم يتعلم العربية، لكنه يرد على ذلك بأنه يستعين في ما يكتبه بأناس يتقنون العربية.
وتحيط بأوكتار مجموعة من النساء التي يسميها “القطط”، واللائي يرتدين معظمهن ملابس تكشف عن أجسادهن بشكلٍ كبير، بجانب خضوعهن لعمليات تجميل.
وبصحبة هذه النساء اللائي يظهرن مع أوكتار في برنامجه، فإنه يقوم بالدعوة إلى فهم جديد للإسلام بخصوص المرأة، إذ يدعو النساء إلى إبراز مفاتنهن وارتداء الملابس المثيرة و”البكيني”، ويتضمن برنامجه بعض فقرات الرقص، حيث ظهر في فيديو سابقاً والذي انتشر بشكل واسع، وهو يرقص رقصة Gangnam Style صحبة “قططه”.