بقلم : نشوى الغندور
منذ اليوم الأول لزواجهما تعلم أنه كان يحب غيرها، كان يحب تلك الفتاة الحسناء التي طالما أغوت بجمالها شباباً وحطّمت بفُجْرها قلوباً ولطخت بقُربها قيماً وقامات .
لم يشغلها ذلك، ولم تقف عنده كثيراً، وكانت تحدث نفسها وتقول شتّان بيني وبينها، أنا زوجته أنام في فراشه أما هي فعلى كل فراش تنام !
لا بأس إن شَغَفتْ فكره بعض الوقت فهو بشر، ما دامت لن تتعدى كونها لقطة في فيلمٍ إباحي .
وجاءت اللحظة .. وعلى فراشٍ من حرير معطَّرٍ برائحة الزهور وضوء خافت كضوء الشموع لبِستْ ما يستر بجمال ويكشف بفتنة، أبرزت جمال عينيها بأسود حالك ورطبت شفتيها بلمسة من لسانها، أما حمرة خدها فكانت لا تحتمل أي إضافات صناعية فقد كانت عذراء متوهجة بحمرة الخجل !
تركت لشعرها العنان فمنه ما استقرّعلى كتفها ومنه ما تطاير على وجهها.
يقولون أفضل العطور ليس أغلاها لكن أفضل العطور هو الذي يتفاعل مع جسدك ليعطي أفضل نتيجة، وعطرها كأنما صُمم لها خصيصاً، عندما تضعه تكون هي ولا أحد سواها !
سألها : هل أطفئ الضوء ؟
قالت : لا .. أحب أن أراك . ألا تحب أن تراني ؟!!
فأغمض عينيه وقال : حتى في الظلام أراكِ .
وانتفض جسدها نشوةً واعتبرت في حينها أن ما قاله وما فعله هو أكثر الأشياء الرومانسية التي يمكن أن تحدث بين رجل وامرأة ..” يضاجعها وهو مغمض العينين ” !!
وتمر الأيام والشهور وتبدأ تتساءل .. ألن يخطئ مرة ويختلس النظر إلى جسدي أو حتي إلى موضع يده عليه ؟!!
ألا يثيره أن يرى ردّ فعل هذا الجسد حين يداعب بيديه وشفتيه وأنفاسه الحارَّة كل موضعٍ فيه ؟!!
تأخرت في السؤال ورغم ذلك لم تتعجل الإجابة ليفاجئها هوبها في إحدى الليالي مع هزة جسده يزِلّ لسانه وينطق باسمها .. اسم الفتاة الحسناء التي كانت أو التي ظنّت هي أنها كانت !!
كان يغمض عينيه ليرى فتاته، يقبّلها، يداعب بيديه مواضع طالما أحبتها من جسدها ، يتشمّم عطرها،يتلذَّذ بسماع تأوهاتها، أما زوجته فلم تكُن عنده إلا واقعاً لموروثٍ ثقافي بالٍ وقذر يقول ” في الظلام تتساوى كل النساء ” !!