الأحد , نوفمبر 24 2024
المغرب
عساسي عبدالحميد

مفاتيح الرئاسة الأمريكية الثلاثة ( وول ستريت – الكاوبوي – أمن إسرائيل)

عساسي عبدالحميد

الانتخابات الرئاسية الأمريكية ستدور في النهاية بين شخصين؛ ”هيلاري كلينتون ” عن الحزب الديمقراطي

والملياردير المثير للجدل ” دونالد ترامب ” المنتمي للحزب الجمهوري؛ وهو الصراع الكلاسيكي الشبيه

بديربي حاسم للفوز بالبطولة يجمع غريمين وجمهورين عريضين يملئان مدرجات الملعب

وكل جمهور يحمل قميص فريقه ويرفع شعارات مكتوبة ومسموعة 

=============

مفاتيح الفوز الرئيسية بكرسي الرئاسة في بلاد العم سام هي ثلاثة؛ ان أحسن استعمالها

المرشح على الوجه الصحيح يكون هو سيد البيت الأبيض و حاكم الامبراطورية العظمى ….

1- أما المفتاح الأول

هو شارع ” وول ستريت” حيث الدولار وماكينة المال وأرصدة الشركات الكبرى

التي تشغل الملايين من المستخدمين..هذا الشارع له تأثير في توجيه بوصلة الكتلة الناخبة عبر أرباب الشركات ومالكي الأسهم ..

2- أما المفتاح الثاني

هو عقلية أو ثقافة ” الكاوبوي ” التي مازالت متجدرة في المخيال الأمريكي خاصة لدى أولائك المنحدرين

من أصول أنجلوسكسونية؛ فالصورة النمطية لرئيس أمريكاعند هؤلاء أن يكون قويا كراعي البقر ب كولورادو

أو نيو مكسيكو؛ الذي يمسك بالمسدس جيدا ويصيب قطعة نقدية ترمى أمامه في الهواء

وسط اعجاب المجتمعين ويردي أفراد العصابة قتلى ان هم هاجموا مصرف المدينة أو حانة خمر

أو ضيعة أبقار؛ فينال اعجاب راقصة الصالون الحسناء ”سوزي” ويشرب البيرة

على حساب شريف المدينة على ايقاع نغمات البيانو والكمان ورقصات الغرب الأمريكي …

 أما المفتاح الثالث

والذي لا يقل أهمية عن المفتاحين الأول والثاني وهو أمن دولة اسرائيل والابقاء عليها وسط بحر من

عرب يتربصون بها ويتحينون الفرصة للرمي بها في بحر عكا وبحيرة لوط ؛ وما من مرشح أمريكي يتقدم

للانتخابات الرئاسية الا و يضع أمن دولة اسرائيل على رأس برنامجه الانتخابي ؛فهذا الرئيس الأمريكي

”جيمي كارتر” سنة 1979 وأمام الكنيست الاسرائيلي يقول

(( ان علاقة أمريكا باسرائيل أكثر من خاصة ..لقد كانت ولا تزال علاقة فريدة ..لا يمكن تقويضها…فهي متأصلة في وجدان وأخلاق وديانة ومعتقدات الشعب الأمريكي .))

أما الرئيس ” رونالد ريجان ” و أثناء حملته الانتخابية قام بزيارة المنظمة اليهودية ” بناي برث ”

وخطب قائلا (( ان اسرائيل ليست أمة فقط بل هي رمز ؛ ففي دفاعنا عن حق اسرائيل في الوجود انما ندافع عن القيم نفسها التي بنيت على أساسها أمتنا ))…

وهنا يتداخل السيكولوجي النفسي بالعقائدي الإيديولوجي والاقتصادي الاستراتيجي بشكل عضوي 

فالإيمان بدولة إسرائيل بالولايات المتحدة الأمريكية أصبح عقيدة مترسبة في المزاج العام الأمريكي

واللوبي اليهودي كان ولا يزال مؤثرا في الصناديق الزجاجية؛ و ينجح دوما في إمالة البوصلة

لصالح المرشح الذي يقدم ضمانات أكثر لدولة اسرائيل؛ على أن تبقى متفوقة عسكريا واقتصاديا

وديمقراطيا على جيرانها العرب….فاستمرارية اسرائيل وقوتها جزء لا يتجزأ من العقيدة المترسبة

في الوعي الأمريكي والتي رسبها الاعلام؛ وأكثر الناس ايمانا بها هم البروتستانت..

=============

المفتاح الأول

الذي هو وول ستريت سيستعمله المرشح الجمهوري ” دونالد ترامب ” بطريقة أفضل من منافسته

مدام كلينتون؛ فالرجل من خلفية مالية ومستثمر في العقار والفندقة وصناعة الطيران وخبير بتقلبات السوق

والبورصة وحركة سيولة الراساميل؛ وعلاقاته متشعبة مع كبريات الشركات الأمريكية التي تؤثر في الكتلة الناخبة …

المفتاح الثاني

يتفوق في أيضا الملياردير ترامب على منافسته مدام كلينتون فالرجل يتكلم بعقلية الكاوبوي القوي

المتمنطق بمسدسين وهو يقوم بتسييج الضيعة لكي لا يدخلها مهاجر مسلم في نيته القتل والتخريب

ونشر خطاب الكراهية ؛ أو مكسيكي من الجنوب فالبلد ضاقت بهم ولم تعد تتحمل المزيد منهم؛ علما

بأن ل ”ترامب ” أصدقاء رجال أعمال بارزين من أصول أمريكو لاتين من بينهم مكسيكيون

مصالحهم مرتبطة باستثماراته؛ ومن المؤكد أنهم سيجلبون له أصوات جزء هام من الكتلة الناخبة

حتى من بين المنحدرين من أصول مكسيكية؛ رغم تصريحاته الأخيرة اتجاه المهاجرين المكسيكيين التي وصفها

البعض بالعنصرية ..عقلية الكاوبوي لدى دونالد تجلت في احدى تجمعات حملته الانتخابية؛ حين لوح بالعصا

الغليظة في وجه المملكة العربية السعودية؛ و قال أنه في حالة وصوله للرئاسة سيوقف شراء نفط السعودية ما لم

تحشد هذه الأخيرة قوات برية لمحاربة داعش وأن تلتزم بالقضاء عليها

(( والمقروء ما بين السطور في تصريح ترامب وهو أن السعودية مسؤولة على نشر الإرهاب في العالم تنظيرا وتمويلا …))

و أضاف المرشح الجمهوري أنه لولا أمريكا لكانت السعودية قد احتفت من الوجود؛ فعليهم أن يدفعوا

لنا المال ان هم أرادوا حمايتنا لهم .

=============

أما المفتاح الثالث

وهو دعم دولة اسرائيل والعمل على ديمومتها بما يتماشى مع العقلية البروتستانتية

وهو مفتاح ثبت أن كل رئيس أمريكي يستعمله بشكل جيد؛ فمدام كلينتون

والسيد ترامب يحسنان معا استعمال هذ المفتاح …
=============

فلمن يا ترى ستكون الغلبة ؟؟ لرجل المال والأعمال الخبير بدهاليز وول ستريت والكاوبوي

الذي يحرس حظيرة البقر وهو نائم بعين مفتوحة و أخرى مسدودة ؟؟

والذي يراه المتتبعون للشأن السياسي أنه رجل المرحلة ؟؟

أم لوزيرة الخارجية السابقة وزوجة الرئيس السابق التي استقالت سابقا من منصبها بذريعة الإرهاق

وسلسلة الوعكات الصحية ؟؟

المفاتيح الثلاثة لدخول البيت الأبيض هي

1- شارع وول ستريت

2- ثقافة الكاوبوي

3- أمن اسرائيل 

شاهد أيضاً

سوهاج

خالد المزلقاني يكتب : أوكرانيا وضرب العمق الروسي ..!

مبدئيا أوكرانيا لا يمكنها ضرب العمق الروسي بدون مشاركة أوروبية من حلف الناتو وإذا استمر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.