الخميس , أغسطس 15 2024
حمدى عز نقيب السياحيين

الوجه القبيح لرأسمالية القطاع السياحي .

يعتبر القطاع السياحي من أهم القطاعات التي تعتمد عليها الدولة في الحصول على الدخل القومي؛ حيث تعتمد استثماراته على البيئة الطبيعية للدولة من أرض ومناخ وآثار وبحار، وتكون الطبيعة في هذه الحالة هي المصدر الخام للثروة. ومن المفترض أن هذا ملك لورثتها من الشعب على مر الأجيال، لكننا نجد حفنة قليلة يستغلون هذه الطبيعة لتحويلها إلى ثروة هائلة في خزائنهم، بل واستعباد شعبها المالك الحقيقي وتسخيره في العمل من أجل زيادة أرباحه.
لذلك يعتبر القطاع السياحي هو نموذج حي للرأسمالية في شكلها المتكامل؛ حيث يُدار هذا القطاع الحيوي من كيان هو المسيطر الوحيد على تركيبة وتشكيلة هذه المنظومة، وهو المعروف لدى العاملين في القطاع السياحي بـ “اتحاد غرف وشركات السفر والسياحة”.
القطاع السياحي هو اهم ركائز العمله الصعبه للدخل القومي المصري ومن اهم القطاعات التي تضخ في سوق العمل اكبر عدد من العالمين حيث تتراوح نسبه الارقام المدونه الرسميه الي مايقرب من 3 مليون عامل بالاضافه الي الطبقه العماليه المؤفته الغير رسميه والتي تقترب الي نصف العدد السابق او تزيد قليلا .
هولاء الذين يعملون هم من يديرون بحق و بشكل رسمي المنظومه السياحيه في اطارها التنقيذي وتحت مظله عدد من القونين التي تشرعها الجهات الاداريه للدوله والمتمثله في وزارة السياحه هذا هو الاظار الشكلي الذي يدور في فلكله القطاع السياحي بشكل عام .
ولكن تحت وطأه الازمات وتصاعدها في القطاع السياحي ادركت العماله السياحيه ان منظومه القطاع تديرها وتحرك تروس الياتها المستثمرين ورجال الاعمال لهذا القطاع – استيقظ العاملون فاذا هم بعد سبات دام سنوات ادركوا انهم كانوا عبيدا مستباح فكرهم ومجهودهم تحت قانون السخره التي يفرضه صاحب العمل وبدعم من الدوله في اطار تشريعات وقوانين تجعل العماله المصريه بصفه عامه تذوق جيمع الوان القهر واللانسانيه في المعامله وخاصه حين يتعرض القطاع السياحي لازمه تلو االاخري .
تعتبر الدوله هي شريك فعال مع رجال الاعمل السياحيين في فهر العماله وحرصها الشديد علي عدم مسانده العاملين في الحصول علي حقوقهم حتي لايصاب صاحب العمل لاي نوع من فقدان ارباحه الاستثماريه بالرغم من منح الدوله لرجال الاعمال والمستثمرين من تنازلات خارجه عن المنظق والعقل مثل منح اراضي بابخس الاثمان في ارقي مواقع سياحيه وايضا اعقاءات ضريبيه بلاحساب وموافقات لقروض بنكيه بلاضوابط ومع كل هذا ماتزال تعلن الدوله انحيازها التام لطبقة راسمال بل ويؤكدون انهم حلفاء لاصحاب الاعمال ضد الكادحين من ابناء هذا الوطن – فالعاملين في القطاع السياحي تحملوا في صمت لسنوات طويله كل تبعات الوضع السياسي والافتصادي حتي فاض بهم الكيل .
تعددت الازمات في القطاع السياحي علي مدار مايقرب من 5 سنوات حتي اكتشف لنا الوجه القبيح للمستثمرين ورجال الاعمال من تاخير وصرف رواتب الي حرمان جائر ثم يتظور الفكر الي غلق المنشاءات بشكل علني وقد يكون باسلوب رسمي او عشوائيا لكي يعلنوا وبشكل فاضح انهم سلطه فوق القانون وان تشريعهم الذين يؤمنون به هو الربح الدائم والخساره الممنوعه ولا يوجد من يجبرهم علي تغيير ذلك الفكر .
نموذج فندق تروبيكانا روزيتا شرم الشيخ
حتي يكون لدينا المزيد من الرؤي والتي تؤكد افكارنا نري نموذج حي يري النور ويعطي ويثبت اطروحتنا هو العاملون بفندق تروبيكانا روزيتا شرم الشيخ بخليج نعمه حيث بداوا اعتصامهم بعد توقف اداره الفندق عن صرف رواتبهم لشهري يناير وفبراير وبعد وعد شفهي كان زائفا من المدير العام للفندق باستلام الرواتب ثم قبولهم عرض لتنظيم جلسه تفاوض مع اداره الشركه وعندما تجاوز الوقت ولم يات احدا او يتصل بهم فقد قرروا تصعيد الموقف من اعتصام الي اضراب عن الطعام داخل اسوار الفندق مقدمين درسا في الاصول المتبعة للاضراب والاعتصام الذي تكفله كل الدساتير والمعاهدات الدوليه .
وقد فوجيء المعتصمون بقوات من الشرطه تتجه لهم اعقبها قوات الامن المركزي التي هاجمتهم بعد فتح الابواب وخلفت حاله من الذعر بينهم وخاصه بعد القاء القبض علي 11 منهم تم ترحيلهم الي قسم شرطه شرم الشيخ ثم التعدي عليهم بالضرب اثناء القبض وتوجيه تهم التظاهر للمقبوض عليهم رغم عدم خروجهم للطريق العام حسب شهاده احد العاملين المتواصلين معهم ولم يذكر اسمه .
والجدير بالذكر انه بعد اجراءات مكثفه لوزاره القوي العامله ووزارة السياحه وعدم اتخاز اي اجراء حقيقي لكي ينال العاملين بالفندق مستحقاتهم الماليه وتصاعد وتفاقم الحدث الي النيل منهم والقبض عليهم وتوجيه التهم لهم بهتانا .
هذه المعركه هي تجسيد حي يوضح لنا حجم الوحشيه التي تمارسها سلطه راسمال حين تتعرض ورافضه فكر الخساره او فقدان اي جزء من ارباحها المتراكمه والتي اتت من عرق ودماء هؤلاء العاملين وتحت مظله ورعايه مباركه من الاجهزة المعنيه التي تمتلك سلطه الدوله التي منحتها لهم ابناء هذا الشعب وصاحب هذا الوطن الحقيقي .
العلاقه بين الاستعباد والاحتياج والهيمنه في القطاع السياحي
الاستعباد
هل نستطيع أن نتخيل كيف تكون ظروف العمل للعاملين في القطاع السياحي، وخاصة المناطق البعيدة مثل شرم الشيخ،و طابا، ودهب..إلخ؟ هل نتصور كيف يعيش هؤلاء وكيف تكون إقامتهم وبأي صورة وكيف يكون مستوي الوجبات لهم وكيف يتم نقلهم إلى مقر عملهم، وما هو متوسط رواتبهم؟ بل هل نستطيع أن نتخيل أنواع الوظائف التي يعمل بها أكثرية العمالة هناك وخاصه الوظائف الدنيويه منها ؟
الاحتيــــــــــــاج
بعد سنوات عديدة من الدراسة يلجأ الكثير إلى العمل في القطاع السياحي آملا في رزق دائم ومتاح، لكن معظم هؤلاء يعملون في درجات دونية وبمرتبات أقل بكثير مما يتقاضاة أي عامل ذو جنسية أخرى، في ظل ظروف قاسية يفرضها صاحب العمل بتخفيض راتبة أو زيادة ساعات عمله بسعر بخس عن راتبه، وسط هجوم عنيف بتسريحه والاستغناء عنه مع انعدام حقوقه، فوزارتي السياحة والقوى العاملة جهات منفذة فقط بقوانينهم لكل ما يريده أباطرة السياحة على حساب عامل مقهور. فمَن يحاسب رجال الأعمال بعدما أغلقوا منشآتهم وسرحوا آلاف العمال؟— فنحن لم نسمع عن تاخر رواتب لاي عامل في القطاع السياحي يحمل جنسيه غير الجنسيه المصريه وهذه هو العنصريه بعينها وخاصه حين تكون من صاحب البيت لاهله .
الهيمنة
رجال السياحة من رجال الأعمال هم الذين يحددون كيف يسير هذا القطاع من سياسات. نستطيع القول أن وزارة السياحة، ممثلة في وزيرها، لن تستطيع فرض أي قوانين أو قرارات تخص هذا القطاع الحيوي دون الرجوع وقبول الرضا من هؤلاء الأقلية، أي موافقة رجال الأعمال والرأسماليين السياحيين لهذه السياسات.
هل تستطيع أن تتخيل أن أصحاب الأعمال من السياحيين هم القادرين علي تحديد عدد السائحين القادمين إلى مصر وفقا لحجم مشاركتهم في التسويق السياحي، بل وتحديد أنواع الجنسيات والأنماط السياحية التي يمكن للدولة أن تهتم بها، كما لهم القدرة علي توجيه وزير السياحة إلى أي مدينة يجب الاهتمام بها، لينقل الوزير بدوره هذه الرسالة إلى اجتماع مجلس الوزراء حيث رئيس الوزراء ووزير التنمية المحلية. لذلك نجد محافظات تم التركيز والاهتمام بها ومحافظات أخرى لا تُوضع على خريطة المناقشات السياسية، وتعاني قراها من انعدام الصرف الصحي ومياه الشرب النقية.
يتوازى ذلك مع تدليل رجال الأعمال وإعطاءهم أراضي الشعب في أرقي المناطق السياحية بسعر بخس لإقامة مشاريعهم الاستثماريه السياحية واقتصارها على جذب السياحة من الفئات الثرية فقط .
دعوة وحقيقة ثابته
هذه دعوة افاقه الي جميع العاملين بالقطاع السياحي – ارفعوا رؤسكم فانتم من تديرون تروس العمل السياحي – لاتقدموا المزيد من التنازلات فان اصحاب الاعمال رافضين تقديم اي نوع من التنازلات والتي هي جزء من ارباحهم الذين حصلوا عليهم بدماءكم – فلن يعمل صاحب العمال بدونكم – كونوا يدا واحده امام بطش من يحصل علي قوت اولادكم وهم جياع – الدوله لن ترضخ اليكم الا عندما تكونوا جيمعا معا – اعلموا ان خزائن رجال الاعمال ممتلئه باموال مصنوعه وتحمل عرق عملكم فرجال الاعمال كما اطلق عليهم الاقتصاديون هم عصابه من الاعداء لن يلتهموا بعضهم بعضا بل عصابه تتجمع علي فريستها لتلتهم كل احشائها لكي لا يتبقي منها شيئا .

شاهد أيضاً

الدكتور عماد فيكتور سوريال يتحدث من خلال الجزء الثالث للأحوال الشخصية عن المرأة

23 رِيحُ الشِّمَالِ تَطْرُدُ الْمَطَرَ، وَالْوَجْهُ الْمُعْبِسُ يَطْرُدُ لِسَانًا ثَالِبًا. 24 اَلسُّكْنَى فِي زَاوِيَةِ السَّطْحِ، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.