جريدة الأهرام الجديد الكندية 
مقالات مشابهة
نادرا ماأشارك فى الندوات متحدثا،لأننى أحب مهنة الصحفى المراقب،الذى لديه عيون وآذان مفتوحة على مختلف الآراء والأفكار،هذا من ناحية.
ومن ناحية أخرى ،يدرك أن هذه المهنة،ليست مجرد عمل يؤديه والسلام،بل رسالة اجتماعية وإنسانية سامية ومقدسة،فيتعبد فى محرابها ويخلص لها إخلاصا تاما،فإن لم يفعل ،فسوف تقذف به حتما وبعنف خارجها،غير مأسوف عليه…وكم شاهدت ورأيت أمثال هؤلاء يرحلون فى صمت،ويسقطون من الذاكرة بمجرد أن يغادروا مناصبهم!!.
لذلك يأتى حرصى على المشاركة فى هذه الندوة مدفوعا..
أولا: بأن القاص المبدع “محمد شلبى أمين”.. يكتب بروح المقاتل لا المؤرخ ،روح الجندى لا المثقف..الذى يؤمن بعدالة قضيته، وبأن الكلمة كالبندقية والمدفع لا مجال أمامهماللتعبير سوى المعانى الواضحة كحد السكين،والتى تكاد أن تنزف دما دفاعا عن معتقداته وقناعاته الصارمة.
وثانيا: أن هذا العمل الذى نحن بصدده اليوم،له قصة عزيزة عليه – وعلينا جميعا – فهو”أى المؤلف” ابن مدينة المنصورة الباسلة،هذه المدينة العريقة اسما ومكانة،سطر رجالها ونسائها، شبابها وأطفالها،واحدة من أعظم ملاحم التاريخ المصرى الوسيط،عندما انقضوا على جيش لويس التاسع العرمرم،فقتلوا وأسروا منه المئات بمن فيهم الملك نفسه،الذى خيل له بأنه قادرعلى غزوها واحتلال أرضها فى بضعة أيام قليلة،لا أكثر،ثم ما يلبث أن يعود إلى بلاده مظفرا ومكللا بالأزهار والانتصارات..لكن هذه المدينة الأبية استعصت عليه،وكسرت غروره،وأذاقته ذل الهزيمة المرة.
ولهذا أعتقد أن الرسالة المضمرة فى هذا الكتاب،تتمحور حول فكرة مركزية تنساب بيت ثناياه دون إقحام أوافتعال،وهى أن المصريين قادرون فى كل زمان ومكان،على تحدى المستحيل وقهراليأس وهزيمة الأعداء،مهما كانت أعدادهم،وعدتهم ،وعتادهم ،أو كانت جنسياتهم وألوانهم،لافرق لدى المصريين،فكل من يطأ تراب مصر المنصورة،فإنه مهزوم لامحالة.
وأتصور فى الختام أن هذه هى رسالة :محمد شلبى أمين” إلى شبابنا اليوم،وهى رسالة فى تقديرى تتجاوزالزمان والمكان،وتعكس مثل المرآة المحدبة،ماضى التاريخ وأحداثه،لتدلنا على حاضر التاريخ وتداعياته،كيما نحسن قراءة الواقع الراهن قراءة صحيحة وهادئة،فلا نسقط فى فخاخ اليأس والإحباط المنصوبة فى كل زاوية من زوايا هذاالوطن العزيز.
عبد السلام فاروق
مدير تحرير الأهرام المسائى
14/3/2016م
