أمى ..يامن حُرِمتُ من رؤياكِ ..أمي كم أنا متضوع آشتياقا للقياكِ …هاهى أيام الفراق قد طالت يا أمى .. وكم تمنيت أن يكون لكى عمرى .. لم أنادى .. ولم أناجي أحلى أسمْ .. وحُرمت شفاهى من أن تكون لها بَسمْ ..كم من الأعوام مرت ..لا أدرى..ومتى ألقاكِ ياكل عمري ..لا أدرى ..”فأيناك ياموت حتى لك أجثو ..إإتني سريعا ..فيما تجفو ..لقد أضنى البعد قلبي ..وأنا إليك أهفو” .. كنت أخاف أن أكتب عنك ياأمى .. أخاف أن يظهر للناس ضعفى .. أخاف أن يخرج منى حنينى .. فتخرج الأشواق والأمنيات مشدودين باأحزانى ..فاأنا لم أشعر بدفئ أحضانك على صدرك الحاني .. لم أذق فرحة تضحك طفلك الباكي .. رق قلبة للأمهات .. لأنه فيهن رأكي .. تدمع العينان كلما رأيت أم تهدهد طفلها الباكي .. وأنا طفلك الباكى .. فمن يهدهدني .. كم تمنيت أن ألقى برأسى على صدرك .. فتسمع أذناى ألحان من دقات قلبك .. فتزول الأتعاب بحضنك .. كم تلهفت للمس خدك .. فأرى حب جارف يملأ عينك .. فاأذوب فى هذا الحب وأقبّل خدك .. أتمدد وألقى برأسى على رجليكى .. وأحكى لك عن قصة حبى .. فتدمع عينك .. وتسقط الدمعة على صدرى .. فيرتعش جسدى .. تضحكى لى .. وتمسحى شعرى بيدك .. أمسك يديك ..أحتضنهما على صدرى .. فلا تشدى يدك .. أطقطق أصابعك .. وتضربينى .. وامسك بصابع لأعضك .. فتقرصينى .. فبحب أجرى وتجرى ورائى .. وأقف فجأة لتقعى فى حضنى ..فاأذوب ياأمى فى حضنك .. وأنظر إلى وجهك الباسم المشرق ..فتحذرينى ..بلاش شقاوه احسن أضربك بالعصاية … أأأه كم أشتقت لعصاكى ياأمى ..كم أشتقت لعصا محبتك الرقيقة … كم من الأحلام ياأمى أفتقدك فيها .. كم من المواقف أراكى انتى فيها .. كم من المشاكل أقف فيها وحدى ولا أرى غيرك فيها .. ولم أتمنى أحد غيرك معى ..لم يبقى لى غير أنى أحلم بكى .. يجرى الصبية من حولى .. يلتفون حول أمهاتهم .. وأنا بينهم وحدى .. يضحكون .. يلعبون .. وانا أيضا أضحك .. من فمّى .. نقيم الإحتفالات فى المدرسة .. فاأعزف وأمثل وأغـنى .. يشترون الهدايا .. فاأقف بعيدا … لمن أشترى ؟ .. أرجع للمنزل حالما .. فمن يستقبلنى؟ .. من يحضننى؟ .. من يقبلنى؟ .. من يسألنى عن دروسى ؟ ..من يسألنى عن دموعى ؟ بل من يجفف دموعى ويغسل وجهي ؟.. تتوه عيناى فيمن حولى .. فاأدخل حجرتى .. أنام ببدلتى .. وتسيل من عينى دمعتى .. فتنهار وتسقط من الألم على مخدتى .. وفى كل عيد .. أقف أمام صورتك .. صامتا .. ليس لى إلا دموع تجرى .. ولم يبقى لى سوى الحلم
بقلم : نشأت عدلى
الوسوم"أمى مصباح الحياة" "أمى نور الفجر" "أمى عيونى" "أمى" "اشتقت ليكى يا أمى" "عمرى" نشأت عدلى
شاهد أيضاً
“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “
بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …