أندرو سعد فؤاد طفل في الثالثة عشر من عمره ذات الوجه الملاكي يخطف القلوب لكل من يره لأول مرة فهو طالب في الصف الثاني الأعدادي بمدرسة سان جبرائيل للغات متفوق في دراسته بشهادة جميع أستاتذته بالمدرسة ومحبوب جدا من جميع الخدام بكنيسته مطيع لأسرته التي كانت تفتحر به لتفوقه و حسن أخلاقه وهدؤه في لحظات معدودة أغتالته يد الأهمال واللامبالاه وفقد حياته وفقدته أسرته الي الأبد بعد ثلاثة عشر عاما من رحلة كفاح أسرته في تربيته وتعليمه
وتروي والدته حنان زغلول قصة مأساة عشتها الأسرة في فقدان أبنها الأكبر وتقول أندرو أكبر أبنائي الثلاث مارك في الصف الخامس الأبتدائي وبيتر أربعه سنوات وأندرو كان في الصف الثاني الأعدادي طفل متفوق دراسيا بجميع مراحل دراسته محبوب من جميع أساتذته وزملائه بالمدرسة وكان بجانب تفوقه الدارسي كان متفوق بعدة أنشطة رياضية وثقافية وفنية بالمدرسة بجانب الخدمة بالكنيسة فهو شماس بكنيسة السيدة العذراء والبابا كيرلس عمود الدين بكليوباترا بالاسكندريه الحضور علي الصلاة والأنشطة بالكنيسة التي تبعد عن منازلنا بمحطة ترام واحدة فكان يستقل ترام الرمل بين الذهاب الي الكنيسة والعودة الي المنزل بأعتبارها أسهل وسيلة مواصلات وفي يوم الجمعة الموافق 27 فبراير الماضي كعادته ذهب للكنيسة بعد رجوعه من أحدي الدروس المدرسية وذلك لحضور الخدمة بالكنيسة وفي هذا اليوم طلبت من والده الذهاب للكنيسة لأخذه بعد أنتهاء الخدمة لكنه قال أنه يريد المكوث مع أصدقائه والخدام بالكنيسة بعد انتهاء موعد الخدمة ويقوم بالرجوع بمفرده وكان معتاد علي ذلك ووصلت الساعة الحادية عشر وربع ولم يأتي للمنزل فقمت بالإتصال بأحد الخدام بالكنيسة مينا سامي للأطمئنان عليه ومعرفة سبب تأخيره فقال لي أنا قمت بتوصيله الي محطة الترام من ربع ساعة وبالفعل ركب ومن المفترض انه قد وصل فهي محطة ترام واحدة وبعد ساعة تم أبلاغي أن أندور تعرض لحادث نتيجه سقوطه من الترام بمحطة كليوباترا الصغري المحطة المعتاد النزول فيها
ويكمل مينا سامي أحد الخدام بالكنيسة في ذلك اليوم طلبت من أندرو توصيله فرفض وقال “لا أنا حركب الترام علشان تعبان ومش قادر أمشي “فقمت بتوصيله أنا وأصدقائه الي محطة الترام وبالفعل ركب الترام وهذا كان حوالي الساعة الحادية عشر مساءا وبعد حوالي ربع ساعة قامت والدته بالأتصال بي للسؤال عنه فقالت لها من المفترض ان يكون وصل وبالفعل قمت بالبحث عنه أنا وأحد الخدام من الكنيسة وأثناء رجوعنا في طريق الترام سمعنا بوجود حادث علي محطة ترام كليوباترا الصغري ولم أتخيل انه هو وشاهدت عربه للأسعاف وتجمع من بعض الناس والترام متوقف في محطة كليوباترا الصغري والناس بتقول ولد سقط من الترام وهو بينزل المحطة فمن قوه الدفع لسقوطه إصطدم رأسه بقضيب الترام وأستغاث بجمله واحدة وقال ” يا بتوع العذراء كليوباترا ألحقوني ” وقام بعض ركاب الترام بالصراخ للسائق للتوقف وطلب الأسعاف التي وصلت حوالي الساعة الثانية عشر مساءا وكانت عربه الأسعاف توشك علي السير فاقتربت منها لأشاهده غارق في دماءه بداخل سيارة الأسعاف وقد فارق الحياة ويضيف مينا سامي المحطة كانت مظلمة جدا ولا توجد بها أي أضاءه بالأضافة انه بشهادة الجميع الترام لم تتوقف اكثر من 10 ثواني أو أقل لنزول الركاب في المحطة والبعض قال انه لم يكن بالعربه اكثر من أربعه أشخاص ولذلك لم يتوقف سائق الترام المدة الكافية حتي يستطيع الركاب النزول
ويكمل سعد فؤاد يعمل محامي والذي تحول بحق الي الأب الملكوم بعد فاجعته بوفاة أبنه الأكبر عرفنا بالحادث حوالي الساعة الثانية عشر من مينا سامي أحد الخدام بالكنيسة ولم أحتمل الصدمة ولم أعرف أنه توفي ألا بعد وصولي الي مكان الحادث بمحطة ترام كليوباترا الصغري وتم أبلاغي أن سائق الترام في قسم شرطة سيدي جابر لأجراء التحقيق معه بعد اصرار الناس علي ايقافه وعربه الأسعاف أنتقلت الي هناك أيضا ولم يتم نقل ابني الي المستشفي لأنه بالفعل توفي ذهبت الي هناك وشهدت ابني بداخل عربه الأسعاف التي علمت فيما بعد أنها وصلت بعد ساعة من سقوط ابني من الترام و التقرير الطبي قال نزيف حاد بالرأس ناتج عن كسر بالجمجمة ناتج عن سقوطه من عربة الترام ولا توجد شبة جنائية ولم تتوصل التحريات الي أي شبه جنائية وتم الأفراج عن سائق الترام في اليوم التالي للتحقيقات بضمان وظيفته والنتيجة انني فقدت أبني في لحظات نتيجة أهمال سائق وسرعته فأين وسائل الأمان علي الأبواب التي تظل مفتوحه والترام تسير بسرعة رهيبة في المحطات ولو كان السائق قام بالوقوف في المحطة المدة الكافية لنزول الركاب ما حدث ذلك واين المرايات التي بجانب السائق التي من المفترض أن يري فيها الركاب عند النزول بالأضافة أن محطة كليوباترا الصغري هي من المحطات المظلمة ولا توجد بها أي أضاءة علي الرصيف والأسعاف التي وصلت بعد حوالي ساعة الي مكان الحادث ويقول والد الطفل أنا اليوم فقدت ابني ولم تكون هي الحالة الأولي أو الأخيرة لمسلسل الأهمال لعدم أتخاذ جزاء رادع ضد المخطئين ولكني قمت بتقديم بلاغ رقم 4699 لسنه2016
ضد سائق الترام وتحدد جلسة يوم السبت الموافق 19 مارس القادم جنح سيدي جابر للنظر في القضية واثق في عدالة الله التي تأتي لي بحق ابني الذي لا يعوضني شيء عن رحيله