الأحد , ديسمبر 22 2024
الدكتور رأفت جندى
رأفت جندى

الزند ولمس البواسير

السيد الوزير السابق المستشار الزند

أننى تألمت وانزعجت بسبب اقالتك الظالمة، ولم اكن ادرى عندما أرسلت لك خطابا العدد السابق اطالبك بالاستقالة ان طلبي سيستجاب له فورا ولكن بالإقالة و ليس بالاستقالة! لقد كنت قد طلبت منك الاستقالة من اجل ظلم أطفال بنى مزار الذين حكم عليهم بمنتهى القسوة والظلم بالسجن 5 سنوات بسبب ثواني على فيديو على أمور لم يقصدوها، وها هو قد تمت ادانتك واقالتك بعدها بسبب ثواني على فيديو انت أيضا لم تقصده!

هل هي عدالة السماء تحققت فورا في شخصك وقبل الرب طلبي؟

قضية أطفال بنى مزار كانت قضية رأى عام، ونعلم انه كان في مقدورك ان تفعل شيئا لتوبيخ هذا القاضي الظالم، ولكنك قلت في نفس الحلقة أنك لا تستطيع ان تتدخل في أي قضية، ولكننا امام قاضى ظالم اثار الرأي العام كله، خاصة انه قد خالف كل مقايس العدل والنزاهة ورفض ادراج طلب الافراج عن هؤلاء الأطفال بكفالة، ولكنك عزيزى الزند تشدقت بانك لا تتدخل! ولقد قال اجماع نادى القضاة بعد اقالتك انهم أيضا لا يتدخلون في أي قرار من السلطة التنفيذية بالرغم من انهم متعاطفين معك ويرون الظلم البين في اقالتك.

السؤال بعد هذا الى اين تذهب مصر؟ هل نحن في اتجاه الدولة الدينية التي تحاكم كل من يمس بواسير الدولة الدينية الملتهبة؟

أنا اعلم تماما بصفتى طبيب أنك عندما تلمس بواسير أي شخص ملتهبة يتألم هذا الشخص وقد يثور وتصدر منه أفعال عصبية؟ فهل وصلت مصر لهذه الدرجة من التهاب بواسيرها؟

الزند قال مثلا خياليا أنه لو أخطأ رسول فسيحاكمه، فماذا حدث غير أنه صدرت اوامر خفيه بانه قد لمس بواسير ملتهبة؟! ولو كانت اقالة الزند بسبب أخر نعلمه ام لا نعلمه فوجبت اقالته أيضا في وقت أخر غير هذا! ولقد سمعت -ولا أدري صحة الخبر- ان السعودية قد طلبت محاكمته! فهل تتحكم السعودية في امورنا الأن!

لقد قال وزير الخارجية الأمريكي امام الكونجرس “ان دول الخليج قدمت لمصر البلايين بينما أمريكا قدمت لمصر الملايين، فهل نتوقع ان مصر ستكون موالية لأمريكا ام الخليج؟” وبعدها قال أوباما لرئيس وزراء استراليا أن النفوذ في الشرق الوسط منحصر بين السعودية وإيران غير ذاكر مصر، يأتي هذا متزامنا مع قول الرئيس السيسى أنه مستعد لبيع نفسه من اجل مصر، فهل قصد رئيسنا السيسى أن ارادتنا قد بيعت بالفعل للسعودية والخليج بسبب احتياجنا؟!

قبل أن تتحكم فينا السعودية صدرت لنا بواسير سلفية ملتهبة، انشغلنا بها وتوقفنا عن الإنتاج فصارت مصر لعبة بأيديهم، وفى القرون السابقة عندما خشيت بريطانيا العظمى من الصين صدرت لهم الافيون لتلهى الشعب الصينى عن الإنتاج فيما عرف بـ “حرب الافيون” وهكذا فعلت السعودية بتصديرها لنا البواسير السلفية المحتقنة.

فهل لدى الشعب المصرى علاج لهذه البواسير؟ ام نرسل لهم مراهم ولبوس من الغرب لعلاجها؟

د. رأفت جندي

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.