الثلاثاء , نوفمبر 19 2024
وادى الريان

تفاصيل انتهاء أزمة “دير وادي الريان”.

أكدت مصادر من محافظة الفيوم انتهاء، أزمة دير الأنبا مكاريوس السكندري، “وادي الريان” والتي أثيرت منذ أكثر من عام، بين الدير والدولة لشق طريق يمر بالدير يربط ما بين طريق “القاهرة _أسيوط الغربي” بطريق الوحات، مؤكدة أن أعمال الهدم بدأت فجر اليوم الثلاثاء، بحضور محافظ الفيوم المستشار وائل مكرم، وقوات أمن الفيوم برئاسة مساعد وزير الداخلية ومدير الأمن اللواء ناصر العبد، ورئيس المباحث لتأمين عمليات الهدم وحفظ ممتلكات الدير وتأمين الرهبان.

وقال مصدر كنسي ل”البوابة كوبتك” ان المحافظ كان قد تلقي رسالة من رئاسة الجمهورية مساء أمس الإثنين، تفيد أنه تم إبرام اتفاق بين الدولة والكنيسة، و إشارة ببدأ العمل فورا.
وأكد المصدر ان البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، شكل لجنة من الاساقفة لمتابعة تنفيذ المشروع، بعد أن أوكل الانبا إرميا الاسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي بإبرام الاتفاق مع الدولة، وجاءت المفاوضات بعد موافقة غالبية رهبان الدير على فتح الطريق بعد وصول خطاب الاب اليشع المقاري من “فرانكفورت”.

الانبا ارميا “مهندس الصلح”
وكشف مصدر كنسى، أن الأنبا أرميا الأسقف العام، ورئيس المركز الثقافي القبطي، البابا تواضروس قام بإسناد المهمة إليه، لإجراء لقاءات مكثفة لمدة يوميين متتاليين لكي يتم إنجاز المهمة، لافتًا إلى أنه اجتمع مع الراهبين الممثلين للدير، وتعرف منهم على مخاوفهم وما تم التوصل إليه.
وأضاف المصدر أنهم أعربوا له أن غالبية الرهبان وافقوا على إعلاء مصلحة الدولة، وعدم الوقوف أمام المشروعات القومية، مؤكدًا أن الأنبا إرميا طلب من ممثلي الدير بإجراء أجتماع اخر وأخير مع رهبان الدير للتأكد من موافقتهم.
وأكد المصدر انه تم انعقاد اجتماع بين رهبان الدير مساء الأحد الماضي، وجاءت النتيجة مماثلة للاجتماع الاول، وهي موافقة ١٢٣ راهب وطالب رهبنة من أصل ١٤٠ واعتراض أربعة من الرهبان و١٣ من طالبي الرهبنة، على فتح الطريق الذي سيمر بداخل الدير.
وأشار المصدر الكنسي إلى أنه تم الموافقة علي العرض السري، الذي قدمه المهندس إبراهيم محلب، مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية، اثناء زيارته الدير في ديسمبر الماضي، ليعرض عليهم شق الطريق، وبناء أسوار للدير على الجانبيين، وقاموا بتقديم الخرائط التي تحمل التصميم والتي حملت توقيعهم.
وأشار المصدر إلى أن الرهبان أعربوا عن قلقهم الشديد، عند تنفيذ المشروع ان يختلف الواقع عن الخرائط، معلنين تشككهم في الشركة والتي من المقرر ان تنفذ المشروع، وذلك بعدما نشبت خلافات بينهم وبين الشركة، منذ أكثر من عام، حيث تصدوا للمعدات والعاملين ومنعهم بالقوة من هدم السور، مطالبين أن يكون التنفيذ بيد شركة أخرى.
وتابع أن الانبا أرميا عرض طلبهم على الدولة، والتي وافقت أن تقوم شركة “ايوبكو” المملوكة لعدلي أيوب، بتنفيذ المشروع تحت إشراف الدولة وتوجيهاتها.
واستطرد المصدر، قائلًا:” قضي الانبا أرميا صباح اليوم الثلاثاء أكثر من 6 ساعات في اجتماعات متتالية مع ممثلي الدولة، والذين رحبوا بموافقة الكنيسة على الفور، وإصدار التعليمات اللازمة لبدء العمل في نفس اليوم”،وانتقلت على الفور الشركة المنفذة بعد تغيرها لتصبح شركة “ايوبكو” بصحبة قوات الأمن والمحافظ إلى الدير لبدأ عمليات الهدم.

كواليس “خطاب فرانكفورت”
وحصلت “البوابة نيوز”، على نص خطا الأب اليشع المقاري راعي دير الريان سابقا، نهاية فبراير الماضي، والتي حملت توقيعه، والذي حرره من فراش المرض بفرانكفورت في ألمانيا بعد أن اجري عملية جراحية وتحسنت حالته، طالبهم فيها بالخضوع للدولة، وإعلاء المصلحة القومية للبلاد، وعدم التعرص لهم أثناء فتح الطريق، معلنًا موافقته على عمل المشروع القومي للدولة وجاء نص الخطاب كالتالي:”إلى اخوتي وأبنائي رهبان دير الانبا مكاريوس السكندري بوادي الريان، نعمة لكم وسلام من الرب يسوع المسيح ملك السلام، راجيا أن تكونوا جميعا في مليء الفرح والمحبة والسلام، اكتب إليكم من المستشفي في مدينة فرانكفورت بعد انتهاء الأطباء من عملية جراحية تمت بنجاح، بنعمة الله ومحبته ورعايته، فالشكر له في كل حين، حيث اننا على وشك الوصول إلى اتفاق مع الدولة لحل جميع مشاكل الدير، وهذا الاتفاق سيكون مرضيا للدولة والكنيسة”.
وتابع:”سيحقق هذا الاتفاق بنعمة الله مصلحة الجميع، وبما لا يتعارض مع المشاريع القومية التي تقوم بها الدولة، وفي نفس الوقت سيحافظ على كيان واستقرا الدير لجيلنا ولأجيال قادمة حتى تتمتع بعبادة الله في هذا المكان بسلام، لذلك أطلب منكم جميعا باسم ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح أن تعيدوني على إتمام هذا الاتفاق بسلام، والا تحدث من ناحيتكم أية مقاومة من أي نوع لأي من سلطات الدولة التي ستقوم بتنفيذها هذا الاتفاق، تحت أي ظرف من الظروف، والتعامل بمحبة كاملة مع الجميع كما أوصانا السيد المسيح في كل تعاليمه، وليتمجد ويتبارك ويرتفع اسمه العظيم القدوس في كل حين”.

وأكد المصدر الكنسي أن البابا تواضروس الثاني ترأس اجتماعًا مساء أمس الإثنين بالمقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، بحضور الانبا ارميا، والانبا مكاريوس اسقف عام المنيا، لبحث ما تم التوصل اليه مع الدولة وعملية التنفيذ، ومتابعة ما يستجد من أمور.

وفي تصريحات خاصة للمتحدثين باسم الدير وفق وكالة “الاب اليشع” لهم بأداء المهمة، أدلي الراهبين مارتيريوس وبضابا، اننا بعد أن أوكلنا “الاب اليشع” بإنجاز المهمة قمنا بعمل الاتصالات اللازمة مع الدولة والكنيسة لبدء تنفيذ القرار بشق الطريق وفق اتفاق مع “محلب”.
وقالوا للبوابة كوبتك :”نحن رهبان دير الانبا مكاريوس والأخوة طالبي الرهبنة، نعلن خضوعنا الكامل لرئاسة الكنيسة القبطية، متمثلة في شخص قداسة البابا المعظم تواضروس الثاني، وآبائنا أعضاء المجمع المقدس”.
وأضاف الرهبان أنهم يتعاونون بشكل تمام مع الجهات الحكومية والقوات المسلحة، لشق طريق الواحات والذي يخترق أرض الدير إعلاءً للمصلحة العليا للبلاد، مؤكدين أن الدولة تعهدت بتقنين وضع الدير وكذلك تأمينه وممتلكاته ورهبانه، وإنشاء أسوار حماية وعدم المساس بالمنشأت والمغائر والكنائس، وذلك بعدما قاموا بمقابلة مدير أمن الفيوم وتقديم طلب لتأمين الدير ومعدات شق الطريق حتى الانتهاء من بناء أسوار الدير.

شاهد أيضاً

ارتفاع قيمة واردات مصر من الوقود إلى 12.5 مليار دولار

قال مسؤول حكومي إن مصر استوردت شحنات وقود من الخارج بقيمة تجاوزت 12.5 مليار دولار …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.