الجمعة , نوفمبر 8 2024
هانى رمسيس

مبروك لابن الزبال.عفوا ابن بائع البسبوسة .

بقلم : هانى رمسيس
رغم ان ثورة ٢٣يوليو بعد اكثر من خمسون عاما اختلف الناس عليها وعلي تقيمها
وصار الجدل بين مجتمع مصرى منفتح ومجتمع مصرى قرر الانغلاق وبين نهضة صناعية وتقابلها قرارات عنترية كلفت مصر ثروتها في ايام حكم اسرة محمد على
..واصبح المؤرخون يتجولون بين حقبها واشخاصها واحدا تلوا الاخر وتحكى الحكايات والروايات من اجدادنا ايام الثورة
…ولكن اكثر ما كان يمس المصريين وتوارتهم ولم ينسوه هو الطبقية وتصنيف الناس من افندى وبيه وباشا ..وما يترتب علي هذا من امتيازات ووجاهة ومجتمعية
…يسعى لها الناس ويشترونها بالمال لنوال العزة والفخامة ليكون ذو نفوز وعلاقات
وتستمر التطلعات ليساعد اسرته في تبوا المناصب وتتصال الاسرة وتكون ذات واجهة اجتماعية بمساعدة شخص واحد وصل لمنطقة النفوذ
…وترتب علي هذا اوضاع اجتماعية خاصة فابناء الباشاوات والبهوات هم ابناء المجتمع المددل والاهتمام من المحيطين بل وربما المجتمع كله
..وجاءت حركة يوليو لتخرج علينا بوابل من قوانين العدالة الاجتماعية والمساواة
واتاحت لجيل كامل ليس له تاصيل اسرى كبير من عامة الشعب ان يصلوا الي. مناصب لم يكن يحلموا بها ومنها مؤسسة القضاء
..ّففتح الباب لابناء الطبقة الوسطى والدنيا ان تصل لتتبوا منصة العدل وتقضى بين سكان بر مصر وكان الجميع فخورين بابناءهم واظن ان تعاطف المصرين مع الثورة كان كلمة السر فيه هذا المبدا وهو القضاء علي الطبقية
..فوصل للقضاء ابن الزبال والكناس والعمال البسطاء في كل المهن وخرج علينا جيل من الشباب لا يحمل في الدنيا غير كفاءته وجهده وموهبته
..ولعل اشهر مشهد في السينما المصرية يعبر عن هذا في فيلم الايدى الناعمة عندما صعب الحال علي البرنس وذهب يتمشى علي كورنيش النيل وجد عربة البسبوسه
وقال لبائع البسبوسه ..انت يا ممكن اكل بسبوسه ..وقلب في جيبه فلم يجد شئ
..فاعطاه صاحب العربة الرجل كبير السن بشهامة المصرين دون ان يحرجه قطعة بسبوسه واثناء هذا حضر شاب وسيم منمق الملبس بهي الصورة والهيبة والشكل
وسلم علي والده وانحنى ليبوس يده ..فقال له البرنس احمد مظهر بكل انبهار وتعالي
ده ابنك ..قاله ايوه ..وبدء هذا الفنان الشاب يتكلم بصوت جميل عن الثورة وما قدمته من مساواة بين طبقات الشعب وقال ان الفرق يكون بين الناس بالكفاء .وانبهر البرنس به وتعلم منه الدرس وقرر ان يغير من حياته
…ليؤكد هذا المشهد من ترسيخ لما حاولت توضيحه ان ابناء البسطاء فتح لهم الطريق ليكونوا متفاعلين مع مجتمعهم بشكل طبيعي واصبح لهم دور وباب مفتوح للوصول لمناطق صنع القرار
…وفي المقابل كان يحكم مصر علي تعاقب يوليو حكام من طبقات ريفية بسيطة مصرية بدءا بجمال عبد الناصر ومرورا للسادات ووصلولا لمحمد حسنى مبارك
فكلهم حكام جاءوا من نفس الظروف البئية والمجتمعية تقرببا
..وبعد مرور ما يقرب من اكثر من ستون عام جاء وزير من نفس الطبقة اسر بسيطة . ابائهم كانوا بلا حرج او عيب يصيبهم
اما كناسين او زبالين او بائعى البسبوسه والذين اخرجوا بكفاحهم جيل قضائى من افضل الرجال
..ينسف النظرية المجتمعية التى جعلت منهم اصحاب شان ووجهاء المجتمع
سيادة الوزير المقال وعدد من السادة الاكابر من جيله ليس ليقولوا اننا من طبقة البسطاء وسنقف وراء كل مجتهد من كل الطبقات الاجتماعية فلا فرق بين مواطن ومواطن الا بالاجتهاد والعمل والسعي
..لا لم يقولوا هذا بل قالوا ان ابن الزبال ليس له مكان بيننا فهذه طبقة دونيا فى المجتمع لا يليق ان تكون بيننا..وهم اولي من اي طبقة او جيل في مصر لتبنى كل ابناء المصرين المجتهدين في هذا المجال
…ومنذ خروج هذه التصريحات ونشعر جميعا بغبن والم شديد لاننا جميعا صنفنا ومن جيل ما كان ان يفعل هذا
..وبالبحث وجد ان التوريث في القضاء هو افة العصر وان ابناء القضاه اولى من غيرهم بالوصول لهذا المكان ولهم من النصيب في اغلب التعينات في المؤسسات الافضلية
واصبحوا طبقة فوق كل الطبقات ويحملوا من الوجاهة الاجتماعية ما لا يحمله احد غيرهم سواء بنين او بنات
…وفوجئ الناس بحال ابناءهم ..وعودنا لابناء الباشا والبيه وضاع حلم انهاء الطبقية في مصر وعادت تطل علينا الطبقية ليس براسها علي حياء بل بجسدها العارى تفسد الضعفاء
…وخرج الوزير بكلماته التى اثارت الازمة الاخيرة التى اثارت المجتمع بخصوص انه يحاكم النبى لو اخطا …وهي كما اعتادنا منه لغة تعالي اسقطته في المحذور ولان الجميع كان في حالة تربص به فلم يلتمس له احد العذر وبات كل الرماح المعدة لاطلاقها تستقر في صدره دون مواربة او رحمة لتصيبه في مقتل
..وكان قرار الاقالة الذى تقريبا لم يحدث ان يعلن منذ حركة الجيش في ثورة ٥٢..وفي ضربة ذكية من النظام تم اقالته والاطاحة به دون رحمة او اهتزاز
…ولاننا كلنا ابن الزبال الذى راه سيادته طبقة لا يليق ان نشجع ابناءها علي الاجتهاد والتطوير والنجاح فجاء شعب ابن الزبالين ليخرجوا فرحا ورقصا وابتهاجا بازحة شخص جاء بنفس الظروف الذى تكلم عنه ابن بائع البسبوسة
ورمزيا فاذا كنا جيل ابن الزبال فهو جيل ابن بائع البسبوسة فاذا كان بائع البسبوسة خرج فرحا بخروج الملك وخرج جيل ابن الزبال فرحا بثور يوليو فجيل ابن ابن الزبال خرج فرحا بخروج وزير جيل ابن الزبال وجيل بائع البسبوسه

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

صناعة الانحدار !!!

كمال زاخر الخميس ٧ نوفمبر ٢٠٢٤ من يحاربون البابا الحالى هم تلاميذ من حاربوا البابا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.