بقلم : نبيل المقدس
رؤ 3 : 1 – 6
نجد فاعليات هذا العنوان في الرسالة التي أرسلها المسيح لكنيسة ساردس من خلال يوحنا الحبيب
وأحب أن أنوه أولاً أن كلمة ساردس هي اسم بلدة تقع وسط نهر هيرمس علي تل مرتفع.
وكانت في امتداد باستمرار، حتي إن قمة التل لم تحوها، فامتدت المدينة إلي ما تحت التل
فأصبحت كلمة ساردس، هي اسم المدينتين، التي فوق علي التل، والثانية التي كانت أسفل التل.
كانت ثروة ساردس فوق الخيال.. وكانت في أبهي سنواتها.. وكان “كروسسCrosses ”
آخر ملوك ساردس.. وفي عهده كانت عظيمة . لكنها انحدرت أيضًا في عهده نتيجة عدم سهره
عليها واعتماده علي قوة جيشه.
باختصار شديد، اضطرت مدينة ساردس بقيادة “كروسس” أن تواجه كورش ملك فارس
وكانت هذه المواجهة هي نهاية عظمتها وبهائها.. وذلك لأن الملك “كروسس”
اعتصم في قلعة مُقامة علي تل هش مملوء شروخ وهو لم يعرف.. وحاصر كورش القلعة 14 يومًا
لكنه لم يبالِ كروسس، معتمدًا علي قوة وحصانة القلعة
وفي أثناء الحصار لاحظ أحد جنود كورش أن جنديًا من
ساردس وقعت خوذته من علي سور القلعة.. فوجدوا أن العسكري ينزل من أعلي عن طريق الحبال
لكن من المحال بعد ما التقط خوذته أن يصعد إلي أعلي القلعة عن طريق الحبال
فراقبوا هذا الجندي حتي جاء المساء، فاكتشفوا أن قاعدة القلعة هشة وكان من السهل علي الجندي
أن يفتح فتحة ويدخل منه، ثم يسده من الداخل.
انفضح لكورش متانة القلعة ودخل هو وجنوده إلي القلعة بنفس الطريقة وعمل فتحات في الجدار الهش
واكتشفوا أن تسليح جنود ساردس غير كافية، وتم الاستيلاء عليها.. وانهارت ساردس اقتصاديًا وأخلاقيًا.
اختفت ساردس لمدة حول 200 سنة تحت حكم كورش، لكن جاء الأسكندر الأكبر اليوناني واستردها من الكورشيين
وأصبحت تحت الحكم اليوناني، وأصبحوا جزءًا من اليونان.. لكن الرومان طمعوا فيها وحاصروهم لمدة سنة
لكن نسي شعب ساردس الدرس القديم، وبنفس الطريقة سقطت تحت نفوذ الرومان
رد الرومان أهمية وبهاء ساردس، لكن ضربها زلزال مدمر في 17 بعد الميلاد
لكن لما كان الإمبراطور الروماني لطيفًا، فهيأ لهم كل العناصر في إعادة ساردس إلي مكانتها الأولي.
تبقي من كنيسة ساردس القليل الذين تمسكوا بالمسيح وأمناء له.
ولذلك يقدم المسيح لهم الوعد المثلث أي “وعودًا ثلاثة”:
الوعود الثلاثة
الوعد الأول: سيلبس المؤمنون ثيابًا بيضاء الذي يرمز إلي طهارتهم ونقاواتهم
ويكونون ضيوفًا في وليمة الله، كما كان يفعل الرومان في يوم الاحتفال بانتصاراتهم…!!
الوعد الثاني: لا يمحى اسمهم من سفر الحياة.. حيث في يوم الدينونة سينجو كل مَنْ يُوجد مكتوبا فيه
كما جاء في سفر دانيال 12: 1 “وفي ذلِك الوقت يقوم ميخائِيل الرئِيس العظيم القائِم لِبني شعبِك
ويكون زمان ضيق لم يكن منذ كانت أمة إِلى ذلِك الوقت.
وفي ذلِك الوقت ينجى شعبك، كل من يوجد مكتوبًا في السفرِ”.
الوعد الثالث: سيعترف المسيح، باسم الأمين أمام الآب وملائكته.. كما جاء في الوحي في متي10: 32-33
“فكل من يعترِف بِي قدام الناسِ أعترِف أنا أيضًا بِه قدام أبِي الذي في السماوات
ولكن من ينكرني قدام الناسِ أنكره أنا أيضًا قدام أبِي الذي في السماوات”.
آمين يا إلهنا الحي.. فأنت صادق في عهودك ووعودك.. ثبت إيماننا فيك، لكي ننول الوعد المثلث… أمين!!