الخميس , ديسمبر 19 2024

‏”السياحة في خطر”.. إغلاق 25 فندقًا سياحيًا بالغردقة وجنوب سيناء.. “زعزوع” يعلن: “تراجع ‏الإيرادات بنسبة 1.2 مليار”.. وخبراء: “3 أسباب وراء خسارة القطاع السياحي”.. ويتوقعون عودتها ‏بنسبة 60%‏

حالة من الاضطراب والتراجع، يشهدها قطاع السياحة المصري، لاسيما خلال الفترة الأخيرة، بين تراجعًا ‏في أعداد السائحين الوافدين، وإغلاق الكثير من الفنادق السياحية، فضلًا عن إعلان العديد من الدول الهامة ‏وقف تعاملها السياحي وطيرانها إلى مصرح على إثر حادث الطائرة الروسية التي وقعت في أرض ‏الفيروز خلال نوفمبر 2015.‏

وبالأمس، أعلن هشام زعزوع، وزير السياحة، عن أن الوزارة تلقت إخطارًا من 11 فندقًا بجنوب سيناء، ‏و14 فندقًا بالغردقة بغلق أبوابها نهائيًا، فيما أغلق نحو 70 فندقًا أبوابها بشكل غير رسمي بعد أن وصلت ‏نسبة الإشغالات السياحية بها إلى صفر‎.‎

وأكد زعزوع،‎ ‎خلال كلمته باللقاء الذي عقدته جمعية الكتاب السياحيين، إن إيرادات السياحة تراجعت ‏بشكل ملحوظ من 7.2 إلى 6 مليارات دولار، فيما علقت روسيا وبريطانيا طيرانها وهما سوقان رئيسيان ‏لمصر يمثلان 70٪ من حجم الحركة الوافدة إلى شرم الشيخ والغردقة، و30٪ من إجمالي الحركة إلى ‏مصر‎.‎

وأوضح أنه تم إعداد دراسة للأسواق الخارجية أفادت أن 11% من السياح مستعدون لزيارة مصر خلال ‏الإثني عشر شهرًا المقبلة، و58% مستعدون لزيارة مصر في المستقبل، ولكن ليس خلال الإثني عشر ‏المقبلة‎.‎

وفيما يتعلق بخطة التحرك في الأسواق السياحية الخارجية في المدى القصير، أوضح الوزير أن الخطة ‏تتضمن المغرب، والتشيك، وبولندا، وإسبانيا وبعض الأسواق في وسط آسيا، مشيرًا إلى أن الفترة الراهنة ‏تتطلب العمل على كل المحاور للنهوض بالقطاع‎.‎

وحدد خبراء السياحة، ثلاث أسباب وراء تراجع نسبة الاشغالات بالفنادق وإغلاقها، وهي: “ضعف ‏الخدمات الفندقية بالمحافظات، وإعلان روسيا وبريطانيا توقف رحلاتهما لمصر؛ بسبب الصورة الذهنية ‏التي أُخذت عنها عقب حادث الطائرة الروسية، وأيضًا قصور المنظومة الأمنية”.‏

زين الشيخ، الخبير السياحي، أوضح أن الأزمة التي يمر بها القطاع السياحي بشكل عام، وعدم وجود ‏حركة سياحية، وضعف الإقبال على الفنادق، دفع المستثمرين لغلق أبوابهم، مرجعًا ذلك إلى وجود قصور ‏أمنية، على إثر حادث الطائرة الروسية، والتي شكلت صورة ذهنية عن الأمن القومي المصري والسياحة ‏بها، إلى جانب وجود قصور في الأداء السياحي، والأزمة الاقتصادية، التي ضربت السياحة، التي تعد أهم ‏محور للاقتصاد القومي.‏

وأشار إلى أن حل الأزمة، يكمن في زيادة تشيط الدعاية السياحية عن مصر والأماكن الموجودة بها، ‏وإصلاح الخدمات الفندقية، والنموذج الأمني، والقيام بجولات خارجية لتشجيع المستثمرين السياح على ‏الاستثمار في مصر.‏

وبالأمس، وصلت أول رحلة إيطالية قادمة من مطار ميلانو إلى شرم الشيخ، على‎ ‎متنها 167 راكبًا، وذلك ‏بعد توقف 4 شهور، كما أنه من المقرر أن تسيّر‎ ‎شركة‎ ‎طيران “ميرديانا” الإيطالية رحلتين أسبوعيًا يومي ‏الأحد والخميس من مطار ميلانو إلى مطار شرم الشيخ، وتقلع من مطار مرسى علم إلى ميلانو لنقل أفواج ‏سياحية‎.‎

وأشار، باسم حلقة نقيب المرشدين السياحيين، إلى أن فرص عودة السياحة إلى مصر من جديد، متاحة ‏ووفيرة في الوقت الحالي، لاسيما مع بداية توافد الأفواج السياحية إليها، مثل الفوج الإيطالي، وأيضًا وجود ‏مشاورات بين الجانب المصري والروسي لاعادة التعامل السياحي من جديد.‏

واعتبر أن التعاون بين وزارة السياحة والطيران المدني وتواصلهم مع الدول الأوروبية، ودعوتهم ‏للقدوم لمطار شرم الشيخ للوقوف على مدى التأمين في داخل المطار شيء إيجابي، وخاصة أنها تتناسب ‏مع الاختبارات الدولية، يعطي تقارير إيجابية عن الوضع لدينا، مما يساعد في انتعاش السياحية من جديد، ‏والتي قد تعود بنسبة الـ60%، مع عودة التعامل السياحي الأوروبي، التي تعطي السائح انطباعًا أن بلاده ‏تآمن وجوده في مصر.‏

في هذا الصدد، أكد مجدي سليم، وكيل وزارة السياحة السابق، أن إغلاق الفنادق جاء بناء على ضعف ‏نسبة الإشغال التي اقتربت من الصفر في فنادق الغردقة وجنوب سيناء، موضحًا أنهما ليس المحافظتين ‏التي تضعف بهم نسبة السياحة، ولكن أيضًا محافظات البحر الأحمر وشرم الشيخ، التي وصلت نسبة ‏الاشغالات بها إلى 26% وإذا تم توزيعها على 200 فندق، ستصل إلى 1% وهي نسبة ضعيفة جدًا.‏

ولفت إلى أن الفنادق باتت تخسر أموالها التي تصرفها على الخدمات والمطاعم، مقابل عائد مادي ضعيف، ‏وبالتالي تتجه إلى غلق أبوابها، تجنبًا لهذه الخسارة، مشيرًا إلى أن الأمر يؤثر على القطاع السياحي بشكل ‏عام، كما أن له تأثير اجتماعي أيضًا وهو تشريد الكثير من أسر العمال بالفنادق.‏

وأرجع ذلك، إلى ارتباط السياحة بمنظومة الأمن، واستقرار البلاد، مشيرًا إلى أنه برغم من الجهود التي ‏تقوم بها الدولة، في الداخل والخارج، وجولات الرئيس السيسي المتكررة لجذب الاستثمارات، ألا أنه في ‏المقابل الأوضاع لازالت متردية.‏

وأوضح أن الحل في تسهيل الاستثمارات والقوانين السياحية، التي تخدم الصالح العام، وتحسين الخدمات ‏التي تقدمها الفنادق، وحل مشاكل المستثمرين، وأيضًا الحركات المرورية ومشاكل البيئة والنظام، لأن ‏السائح والمستمثر يضع في اعتباره كل هذه العوامل، التي تحتاج إلى وقفة من الدولة وبعض التشريعات ‏والقوانين الصارمة.‏

شاهد أيضاً

سقوط القمع والاستبداد العربى

بقلم : أكرم عياد أين جمهورية سوريا الآن بعد حكم الطغيان والاستبداد ، أثنا عشر يوما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.