من “عمى ألوان”
نحن هنا
بين الليّلة والليلة أمسح حلمي، أولد من جديد
بين الأبد والأزل أدور، أبحث عن كينونتي
وبين روحي وذاتي أبحث عن وجودي
أعيش حالاتي في ظلّ ريح من صرصر
…
أرتحل للنّور، يغسلني، يحرق أطرافي
أمرّ على القبورزاحفة ،أضجّ بالشّجن
ما أوحش تلك القبور! صمتها يخجلني
ألوّح لها خوفاً، أركض، أشباحها تتبعني
.. .
منذ ألف قبلة على جبين الحبّ سقطّتُ
آثار الركوع على جبهتي، توخزعقلي
سقطّت على جبيني، فقدت فيه وعيي
رأيتني أمشي في جنازة تخصني
.. .
أحاول أن أفصل بيني، وبيني بالقوّة
يقتل بعضي بعضه ، لا يغادرني
نصفاي يتحاربان على لا شيء
أتون الحرب بيني يشتّتني
…
يغافلني الكون ، أنسى أنّني هنا
أمدّ يديّ كالأعمى : أصرخ أين أنا؟
أسقط في محيط ، أرسو في أسفله
أراني أموت، والأسماك تأكلني
.. .
كأنّ هنا هو هناك .لا شيء قد تغيّر
لازالت الشمس تشرق أحياناً هناك
ز القدر يرنو بناظريه حائراً هنا
النّار تشعل حيرتي، هناك أصبح هنا
. . .
لو كان الأمر بيدي، لغيّرت أسماء الأماكن
ونقلت على سفينة أعمار تلك المساكن
وضعتهم على سطح كوكب بعيد
جعلت اسماءهم على الكوكب تدور
أصواتهم تصدح: نحن هنا
…