الأحد , ديسمبر 22 2024

ماجد سوس عضو نقابة الصحفيين الأمريكيين يكتب : فلسفة الموت

بخار يظهر قليلا ثم يضمحل هذه هي حياتنا فهمها الحكيم سليمان في نهاية عمره و كتبها لنا لعلنا نعي الدرس
جيداّ فكتب يقول لنا باطل الاباطيل الكل باطل ما الفائدة للانسان من كل تعبه الذي يتعبه تحت الشمس ، ثم التفت
انا الى كل اعمالي التي عملتها يداي و الى التعب الذي تعبته في عمله فاذا الكل باطل و قبض الريح و لا منفعة
تحت الشمس. العمر يمضي سريعا ولم يعد للسنين قيمة و أصبحنا نجد ان ملاك الموت يطرق الأبواب دون أن يعتبر
للعمر عبرة فيطرق ابواب الصغار و الشباب وكأن قصة الإختطاف باتت هي النهج السماوي هذه الأيام . ربما نقف
حائرين و لا نجد إجابة واضحة لماذا يارب تأخذ الإنسان صغيراّ و انت تعرف انه يعول اطفالا او انه وحيد ابيه او انه
كفيل عائلته !! ربما لا تجد إجابة قاطعة او بالأدق اجابة محددة الا انه توجد حقيقة واحدة و هي ثابتة و ان شككنا
فيها أحياناّ و هي ان الله لا يصنع الشر و لديه هدف لا يحيد عنه و في تحقيقه لهدفه يوازن بين حياتين احداهما
قصيرة ، وإن طالت ، تملك كل إمكانيات السقوط و الشقاء في داخلها و اخرى حياة أبدية لا تنتهي لا يشيخ فيها
الإنسان و لا يمرض ، ليس بها خطية و لا ضعف و لا خوف و لا قلق و لا دموع و لا حزن ! هنا يقف الله امام الإنسان و
لو كان طفلا او شابا و بمقتضى علمه السابق يرى كل حياته من يوم مولده الى نهايته فإن وجد قلبه حسب قلب
الله ، كما قال عن داود فتشت قلب داود فوجدتة حسب قلبى او ان وجد ظروف محيطة قد لا نراها قد تجعله يهلك
او يبتعد عن الله ، هنا يقوم الله كالجراح الذي قد يجرح المريض بجراحة دقيقة من اجل شفاءه حتى و إن تسبب
في حزن الأهل و الأحباء مؤقتاً . و الجراحة قاسية لأنها قطع من شركة الكنيسة المنظورة لينضم المنتقل الى
سحابة الشهود في الكنيسة المنتصرة . عندما نفقد شخصاً صغيرا في السن علينا أن تذكر ان الرب يسوع عاش
في الأرض 33 سنة فقط و اكتفى بهذه السنين التي قدم فيها كل رسالته و بالطبع لم تستحق الارض ان تلمسها
قدميه الطاهرتين . نعم مات يسوع في عز شبابه تألمت أمه لفراقه بالجسد ألماً شديداً و لكنه سرعان ما كشف
لها سر خلاصه للبشرية و سر الأنتصار على الموت و هو السر الذي سلمه للبشرية ليتحول الموت الى انتقال .
جرجس مات عنده 27 ورأى عذابات شديدة جداً و مريعة و النهاردة أصبح إسمه مارجرجس و شفيع لعشرات الدول
. مينا مات 24 سنة و اصبح مارمينا و من كتر عجائبه اصبح العجايبي شفيع الملايين . نعم فراق أحباءنا لهو أمر
صعب جدا و مؤلم للغاية و قد بكى الرب يسوع على العازر و تأثر حين سمع صراخ و عويل اخوته . لذا فحزننا على
أحبائنا أمر طبيعي و لكن الكتاب يطلب منّاً شيئاً عجيباً جدا حين يقول ، كحزانى و نحن دائما فرحون و الفرح مرتبط
بوعينا انه لا موت لنا و انما انتقال الى حياة أفضل . هناك اكليل يسمى اكليل الشكر لمن يشكر في الوقت الذي
يصعب فيه الشكر او في وقت التجربة المرة و هو اكليل يخطفه أهل المنتقل و لاسيما الذين يرتدون الملابس
البيضاء و يعزون بعضهم البعض بتهنئة القيامة ، إخرستوس آنستي ، المسيح قام . فلسفة الموت صعبة ان قرأناها
بعيدا عن فلسفة القيامة و الحياة . كتب سليمان الحكيم يقول ” ثم رجعت و رايت كل المظالم التي تجرى تحت
الشمس فهوذا دموع المظلومين ولا معز لهم و من يد ظالميهم قهر اما هم فلا معز لهم ، فغبطت انا الاموات الذين
قد ماتوا منذ زمان اكثر من الاحياء الذين هم عائشون بعد” . عرف يومها االحكيم ان الموت قد يكون مغبوطاً أكثر من
الحياة وبعد ان جاء المسيح و انتصر على الموت و حذف “قد” سمعنا ما شرحه لنا يوحنا الرائي ” وسمعت صوتا من
السماء قائلا لي: اكتب: طوبى للأموات الذين يموتون في الرب منذ الآن . نعم، يقول الروح: لكي يستريحوا من
أتعابهم، وأعمالهم تتبعهم “. و أصبح للموت تطويب و أصبح من يخطفه الموت هو المنتصر و صار نقيض الموت هو
مبتغانا فنقول انتقل الى الحياة و ليس ذهب الى الموت و تلك حياة فلسفة الموت

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.