الإثنين , ديسمبر 23 2024

نادية خلوف : المختلّ قصّة من الحياة

عندما يتسلّط الرّجل على زوجته ، ويحاول إيذاءها لا تستطيع أن تدرك الأمر في الحال. يحتاج الأمر أحياناً لسنوات، وقد يحتاج إلى احتضان العائلة.

 قصّة نانسي هي قصّة حقيقية. جمعها مع زوجها  حسين قصّة حبّ، ولم يكن أهله موافقون على زواجه لسبب طائفي، ولم يحضروا حفل زفافهما، كما أن عائلتها لم تكن موافقة أيضاً، لكنّ  حرصهم على مشاعر ابنتهم جعلهم يقبلون مرغمين  ذلك الزواج.

الزواج تمّ ، بدا الزوجان متفاهمين في المرحلة الأولى، وكان الزوج يبدو مهذّباً مع بعض التّصنّع ، والكثير من التّشدق.

لم تشكِ نانسي لآهلها إهمال زوجها لها، لكنّ والدها لا حظ عدم وجود الزّوج في حياة الأسرة، وأن ابنته منهكة. كان الأب مريضاً لكنّه أسرّ لابنته: إن شفيت من مرضي لي حديث آخرمعه، ولم يشف . توفي السّند الأوّل للفتاة، وابتعدت الأسرة إلى مدينة سورية أخرى، وهناك بدأت المتاعب.

أصبححسين  يشّهر بزوجته  بين أهله وأصدقائه، وعندما يتأخر في العودة مساء يرسل لها رسالة : أنا أجلس مع الطبيب وقد رأى صورك، وقال عنك مختلّة عقلياً.

أو يقوم بإيذائها على مرأى من أولاده كي يدفعها لردود أفعال خاطئة ويسحب لها الصّور ويهدّدها بها. ثم أصبح لا يكفيها مصروف المنزل وهي في ظروف صعبة حيث أطفالها دون العاشرة.

أرسلها في زيارة إلى والدتها، ومع وصولها أرسل رسالة يقول أنّه لم يعد يرغب بها. كانت مربكة، ولم تحاول الحديث عن الموضوع لكنّه بدت غير طبيعيّة، وفي النّهاية تحدّثت باختصار: حسين  لا يريدني. سوف يتزوج.

 أجابتها أمّها على الفور: قولي له مع السّلامة.

وكيف سأقضي بقيّة عمري؟

سوف تبحثين عن النّجاح فأنت فتاة ذكية.

والمجتمع؟

عندما تزوّجت لم تسألي عن المجتمع، وقفنا إلى جانبك. دعيه يفعل ما يريد.

عادت الزّوجة مرّة بعد أخرى إلى بيت عائلتها، وأخيراً لم تصمد .انهارت .

وعند الطّبيب النّفسي تحدّثت الأم عن ألم ابنتها. قال لها الطّبيب زوجك هو المختلّ. هذه علاقة مؤذية يجب أن تتخليّ عنها. أنت أمّ رائعة، وامرأة ذكيّة. زوجك يغار من ذكائك، ويرغب في تحطيمك.

والأولاد يا دكتور!

الأولاد في أيد أمينة هي يد أمّهم. هو لم يكن في حياتهم.

دعم الأم المعنوي لابنتها جعلها تصحو. فهمت أنّ العلاقة بينها وبين زوجها علاقة مؤذية، قرّرت أن تبدأ حياتها بطريقة جديدة، واستطاعت أن تعيش الّنجاح الشّخصي، في تلك الأثناء كانت انتكاسة الزّوج ومرضه.  ورغب في مكان دافئ أرسل لها رسالة :

أنا آسف . لم أكن أعرف قدرك.

أجابته: فات الأوان يا عزيزي. تأخّرت!

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.