بقلم : نانا جاورجيوس
من هنا بدأت أدبيات العقائد الكتابية وصارت حجر الزاوية للعهدين القديم والجديد منذ خلق آدم الأول وهكذا علمها ربوات اليهود ومعلميهم الأوائل. وهي التحذير من الموت الذي حذر الله منه آدم، فالموت هنا ليس لآدم فقط بل لنسله وكل البشرية التي كانت في صلبه وقت سقوطه من مرتبته الأدبية التي خُلق عليها. فكل البشرية ( الطبيعة الإنسانية ) كانت موجودة في صلبه وقت سقوطه.
آدم لم يكن فقط أول نبي على الأرض، بل حين خُلق كان أعظم من نبي وسقوطه جاء نتيجة أنه حاد عن هدفه في الحياة والذي خلق لأجله. وكان التحذير صريح: لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ –تك2
كان آدم الأول بنقاء صورته الأولى، إلى أن سقط من رتبته بسبب الغواية
– غواية الحيّة
– فإنفتحت عينيه ورأى نفسه عارياً،هذا ما تؤمن به أغلبية البشرية و كان العقاب والجزاء ليس لآدم فقط بل لأولاده ونسله أيضاً الذين سيأتون بالأتعاب والأوجاع في مخاض البشرية:
وقال للمرأة: تكثيرا أكثر أتعاب حبلك، بالوجع تلدين أولادا. وإلى رجلك يكون اشتياقك وهو يسود عليك- تك3
وأيضاً وعد الخلاص لم يكن فقط لآدم بل لنسله أيضاً وعداوة الحية العتيقة ” إبليس وقواته” لهذا النسل: وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ».- تك3: 15
– يقول أحد حاخامات اليهود ومؤلف كتاب الزهار للتراث اليهودي وهو مكتوب بالآرامية في تفسير المعنى التوراتي للعهد القديم:
{ بكى الرابي شمعون وقال: الويل للعالم الذي جُذِب بعد هذا ،لانه من هذا اليوم الذي فيه أغرت الحية الشريرة آدم ، تسلطت (الحية) على آدم و على بني العالم . هي (الحية) قامت لتشتكي على العالم ،والعالم لا يستطيع ان يتفادى هجماتها حتى يأتي الملك المسيح. ويُقيم القدوس المبارك هو الذين ناموا في التراب كما هو مكتوب “يبلع الموت إلى الأبد” (اشعياء 25: 8) و مكتوب “ازيل .. الروح النجس من الأرض” (زكريا 13: 2) . والحية (حتى ذلك الحين) ستستمر (الحية) قائمة على العالم هذا لتأخذ ارواح كل بني البشر}
– ويقول كتاب المدراش رباه:
{ هناك ستة أشياء أُخِذَت من آدم وهي العتيدة أن تعود للإنسانية من خلال ( ابن نحشون ، المسيح). وهي الأشياء الست التي أُخِذَت من الإنسان الأول: بريقه ، حياته ، قيامه ، ثمر الأرض ، ثمر الشجرة ، والأنوار.} وهذا يوضح أن عقيدة توارث فساد الطبيعة البشرية ومجئ المسيح لإصلاحها وتقويمها هي عقيدة كتابية يهودية قبل أن تكون عقيدة إنجيلية مسيحية..
والخلاصة:
– إنتظر آدم الأول ونسله، متى جاء آدم الأخير وقال لها: لا تلمسيني! فلا إلتقاء بين طبيعتين مختلفتين، طبيعة ممجدة وطبيعة عتيقة.. أي لا تلمسيني بنفس فكركِ العتيق الوارث للخطية العتيقة والتي كنتِ تريني بها مجرد المعلم والإنسان والآن أنا بجسدي النوراني والإلهي الممجد والجديد،و أحمل فيّ خليقتي الجديدة والذي به أمنحكِ خليقة متجددة و لا أعيدكِ لفكر الخليقة القديمة، لأني إحتويت فيّ طبيعة الإنسان الساقطة لأمنحكِ الطبيعة المتجددة، وكما نقول:( أخذ الذي لنا وأعطانا الذي له). فلا حياة جديدة تعود فيما بعد لتتقابل مع الفكرِ العتيق والسقوط المتكرر في الخطية، قبل أن يتجدد العتيق ويتخلص من تكرار نفسه بنفس الفكر العتيق، حتى يستطيع العتيق أن يرتقي روحياً كي ينتمي للخلود ويرث الطبيعة غير الفاسدة، وليس الرجوع للخلف لحالة السقوط الأولى، فكان على آدم الأول لكي يعود لرتبته الأولى وبنفس حالته النقية وبهائه الأول الذي خُلق عليها أن ينتمي لآدم الأخير !
هكذا مكتوب أيضاً صار آدم الإنسان الأول نفساً حية و أدم الأخير روحاً محيياً -1كو15: 45
ليعود آدم إلى كامل بهائه وحالته الأولى بفردوس السماء يوم خلصه المسيح بقيامته من الموت، كما كان قبل بدء خليقته، ليُنجب من صلبه كل نسل الخليقة الجديدة وينجب آدم الأخير ( يسوع) من كانت على يديه خلاص وتجديد خليقته.
الوسومنانا جاورجيوس
شاهد أيضاً
المصريون يعتقدون بأن “الأكل مع الميت” فى المنام يعني قرب الموت .. وعالم يؤكد بأنه خير
يستيقظ جزء كبير من المصريين باحثين عن تفسير ما كانوا يحلمون به بالليل بل ويقضون …