اظن أننا في كندا نطارد منتجات فاسدة . لكننا لا نتخذ قراراً شجاعاً بغلق المصنع الذي يقدم لنا هذه المنتجات الفاسدة . من المهم أن نطارد الإرهابيين المسلمين في كندا، من المهم أن نرسل الجنود الكندين لمحاربة داعش ، من المهم ان نساعد الذين يحاربون داعش في الشروق الأوسط ، لكن الأهم هو أن نغلق منابع الإرهاب هنا في كندا، وهي الخطاب الديني السائد ، إنه المصنع الذي ينتج الإرهابيين.
أي مسلم في كندا في الغالب يحاصره الخطاب الديني الإرهابي في كل مكان . في البيت وفي القنوات التليفزيونية العربية والإسلامية . في المسجد والمدارس الإسلامية وفي المنظمة الإسلامية التي يتطوع فيها لخدمة الإسلام .
اذا كان حظه جيد ، فسيحاصره خطاب متسامح يتم استدعائه من القرآن والأحاديث والسيرة النبوية ومن وقائع التاريخ الإسلامي . يتحدث عن السلام ، الإعتدال ، الحرية … الخ . لكنه، وهنا المشكلة، لا يقول للمسلم المسكين ماذا يفعل مع الآيات الصريحة والأحاديث النبوية الوضحة التي تحرضه على الإرهاب . منها مثلاً يقول الله ” وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ (البقرة 193). والحديث النبوي ” من بدل دينه فاقتلوه” .
هذا الخطاب المتسامح لا يقول له ماذا يفعل مع السيرة النبوية التي تدعوه لأن يقلد النبي محمد في جرائم الحرب التي ارتكبها ، منها مثلاً ما فعله مع يهود بني قريظة الذين تعرضوا لإبادة جماعية . هدمه كل رموز كل الديانات الأخرى في الكعبة عندما دخل مكة بجيشه، ليفرض الإسلام وحده علي الناس .
لا يجد له مخرجاً من الجرائم المليئ بها التاريخ الإسلامي، مثل قتل الخليفة الأول ابو بكر للذين ارتدوا عن الإسلام . أو يقلد صحابة الرسول ( ص ) في غزو البلاد الأخري وقتل اصحابها واخضاعهم للإسلام واللغة العربية بالقوة . هذا الخطاب الديني يدعوه لأن يفخر بالإحتلال الإسلامي العربي للأندلس في اسبانيا ومصر وغيرها، تدعوه لأن يكره اسرائيل لأن من احتل فلسطين يهودي وليس مسلم، ولو كان مسلماً لتسامح مثلما يتسامح مع الإحتلال الإيراني لأراض عربية ( جزر الإمارات ، عرب الأهواز ) .
بدلاً من مساعدة هذا المسلم المسكين، فالمنظمات الإسلامية واغلبية الشيوخ يضخمون من الإسلاموفوبيا، ويصرخون ان داعش ليست هي الإسلام ، ينتقدون بعض ممارساتها ولكنهم لا ينتقدون افكارها ولا الأساس الديني لها . لا يريدرن أن يفعلوا مثلما فعل باقي اصحاب الديانات ، وخاصة اليهودية ، الذين طهروا اديانهم من كل دعاوى العنف والإرهاب وتبرؤوا من تاريخها الدموي . علينا كمسلمين وانا مسلم أن نمتلك الشجاعة لكي نلغي تماماً هذه النصوص الدموية والوقائع الدموية ونقول اننا لسنا ملزمين بها، وانها بمعيار زمننا ضد الإنسانية التي ينبغي ان نكون جزءً من تقدمها وليس جزءً من تدميرها.
سعيد شعيب
E-MAIL: saiedshoaaib@gmail.com
FACEBOOK: saied shoaaib
TIWITER: shoaaibsaied
لمشاهدة مدونة الكاتب أضغط هنا