سيناء دباغ تكتب : كندا وعراقيل اللجوء عبر حدود الجارة الأمريكية
19 فبراير، 2016 كندا, مدن كندا, مقاطعات كندا, مقالات واراء
على الرغم من أنّ قانون اللجوء إلى كندا عبر الولايات المتحدة الأمريكية ليس بحديث العهد.
لكن توقيع معاهدة “البلد الثالث الآمن” التي تم توقعيها في العام 2002 لتدخل حيز التنفيذ في العام 2004 وضعتْ الكثير من الشروط و العراقيل في وجه طالبي اللجوء عبر حدود إحدى الدولتين الجارتين.
والقانون بحد ذاته مشروح بكلّ بنوده و تفاصيله و استثناءاته عبر الموقع الحكوميّ الكنديّ الرسميّ للهجرة و الجنسيّة. كما أنّ الموقع يقدم معلومات كافية يقيّم من خلالها الشخص إذا ما كان مؤهّلاً بشكل شرعيّ لتقديم طلب لجوء في كندا.
و رغم وضوح القانون و بنوده, يدرس موظفو الهجرة كلّ طلب لجوء كحالةٍ خاصةٍ ويتم البت بالقضية بعد عدة شهور من الدراسة وجلسات الاستماع.
ويبقى قبول طلب اللجوء أسهل إذا ما كان المتقدم مشمولاً ضمن مجموعة من الاستثناءات.
وتشمل إحدى الاستنثاءات و بشكل صريح القصّر تحت سن 18 الراغبين في الحصول على لجوء بشرط عدم مرافقتهم أحد الوالدين و عدم وجود إقامة لأحد الوالدين في كندا أو الولايات المتحدة الأمريكية. ومع ذلك لا تضمن حتى الإستثناءات قبول طلب اللجوء.
ولعل ذلك كان جلياً في حالة القاصر السوريّ ذو 16عاماً (و الذي امتنع الإعلام عن نشر صوره واسمه للحفاظ على سلامته).
ففور تقديم القاصر السوريّ اللجوء عبر أحد المعابر الحدوديّة البريّة.
تم اعتقاله و إيداعه السجن الإنفرايّ ثلاثة أسابيع , وكان يسمح له الخروج من سجنه مدة 20 دقيقة في اليوم. ثم تم إخراجه بكفالةٍ ليُوضع في ملجأ للاجئين في تورنتو.
و يتم قرار ترحليه إلى أمريكا, ومن ثم إلى مصر, حيث خسر إقامته المؤقتة فيها وحيث تقطن عائلته.
و بعدها إلى سوريا ليواجه خطر التجنيد الإلزاميّوالإنخراط في حرب ضارية.
و في مقابلة متلفزة على شاشة CBC ظهرتْ المحاميّة (عفيفة بسمان) لتشرح تداعيات قرار الترحيل القانونيّة و النفسيّة على هذا القاصر, وتأجيل قرار الترحيل من أجل عرض القضية أمام وزير الهجرة الكنديّ.و في هذا الإطار قالت المحاميّة أنّ والديّ القاصر قاموا بإرساله إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد انتهاء إقامته في مصر من أجل حمايته. و كان الهدف تقديم اللجوء على الحدود الكنديّة و خاصة بعد متابعة مشاهد الترحيب الحار للاجئين على الشّاشات و الاستماع لتصريحات الحكومة الجديدة التي أعلنت تعاطفاً كبيراً مع قضيتهم.
وعلى الرغم من الترحيب الحار الذي تلقاه الكثير من اللاجئين في المطارات الكنديّة و انتهاج الحكومة الجديدة سياسة أكثر إنسانية من سابقتها المحافظة, يبقى مشروع استقدام 25 ألف لاجئ في نهاية فبراير من هذا العام محل انتقادٍ كبيرٍ عند البعض من الكنديين. و لقد زاد من حدة هذا الانتقاد التراجع الاقتصادي و تسريح الآلاف من أعمالهم كما تزامن مع انخفاض قيمة الدولار الكنديّ إزاء الأميركيّ, وعدم و جود خطةٍ واضحةٍلإيواء المئات من العائلات اللاجئة. حيث يرى المنتقدون أنّ على الحكومة أنْ تتريث بإحضار اللاجئين لثلاث أسبابٍ.
أولا: أسباب أمنية تتعلق بدراسة ملفاتهم لمدةٍ أطول. ثانياً: ماديّة وذلك لإيجاد التمويل الكافي للصرف على برنامج إعادة توطين اللاجئين. ثالثاً: إقتصاديّة تتعلق بالطلب من الحكومة بحلول عمليّة لتفاقم مشكلة البطالة في الداخل بدلاً من مضاعفتها باستقدام المزيد من اللاجئين, و بهذا تُعدّ قضية لجوء القاصر السوريّ واحدة من كثير من الثغرات فيما يتعلق بقضايا اللجوء وإشارة واضحة على الدمار الذي خلفته الحرب الدائرة في سوريا و التي دفعت بالكثير من الآباء بزج بأبنائهم على حدود الدول حلماً بالحياة في بلد آمن.