تجديد القلب
ارتداء شخصية السيد المسيح صلاة ياربنا الحبيب أعطينا عيوناً تنظر بعمق إلى ما في داخل قلوبنا – الى المكان الذي تخرج حياتنا خذ كل ما يحتاج إلى التغيير فينا وغيره ، حتى نستطيع أن نتصرف في كل موقف بالطريقة التي تعكس حبك تعال يارب وجدد قلوبنا اننا مستعدون فكر في طفلة صغيرة رمت نفسها على الأرض وراحت تبكي بعصبية لأن أمها رفضت أن تشتري لها اللعبة التي أرادتها. وعندما تدخلت الأم لتعاقبها بوضعها في غرفتها بمفردها لفترة من الوقت رفضت الطفلة ذلك. وفي النهاية هددت الأم بضربها على مؤخرتها، عندئذ قامت الطفلة وجلست هادئة، ثم أخرجت زفيراً قوياً قائلة:”ربما أكون جالسة من “الخارج” لكني “في داخلى واقفة ومحتجة”. من الواضح أن قلب هذه الطفلة لم يختبر تغييراً أو ثورة حقيقية. إن يسوع شخص ثوري. لديه رؤية وخطة لتغيير العالم وبعكس المثال السابق ، فإنه يفهم طبيعتنا البشرية، لذا فإنه لديه خطة مختلفة لجعل سلوكيتنا تتماشى مع قلوبنا. إنه يعلم أننا نحيا من قلوبنا، وأن قلوبنا هي المكان الذي تخرج منه كل اختيارتنا، لذا فإن ثورته تستهدف تجديد قلوبنا وتغيير معتقداتنا وقيمنا، ومن ثم سلوكياتنا وممارستنا، ففي العالم الذي يريد يسوع أن يصنعه لا تجرى الحوادث الإرهابية ليس لأن السلطات الأمنية تمنعها، بل لأن البشر في ذلك العالم سيختارون من قلوبهم أن يعيشوا بصورة أخرى. لهذا السبب لم يهدف يسوع إلى إسقاط الإمبراطورية الرومانية في زمنه. لقد قال لمستجوبيه في اثناء محاكمته إنه لا يطمع في وظيفة قيصر ، لان مملكته ستكون مختلفة تماماً. أن مملكته كانت ولاتزال مملكة روحية، ولا يقع مركز قيادة ثورته في روما أو في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، بل تقع في قلوب البشر . فمن خلال علاقتنا المستمرة به وبغيرنا من المؤمنين التابعين له يبدأ يغير معتقداتنا المحورية وقيمنا ومشاعرنا وعاداتنا والطريقة التي نتخذ بها قراراتنا. إن هذا التغيير الداخلى المستمر يحكم سلوكيتنا وميول اجسادنا وعلاقتنا بالآخرين. مع يسوع ينبع السلوك البار من قلب متغير يحكمه هو. من قبلو السيد المسيح في قلوبهم بصفته رباً ومخلصاً يجب أن يقبلوه أيضاً بصفته معلمهم ومدربهم حتى يجعل منهم أشخاصاً أبرياء وأنقياء، أبناء الله بلا عيب في وسط جيل ملتو ومنحرف فيضيئون بينهم كنجوم في عالم مظلم مقدمين لهم رسالة الحياة(فيلبي2: 15، 16) هذا حلم الله لك وللكنيسة، كنيسة الله هى العامل الأساسي الذي يستخدمه الله لتغيير العالم ليس بفرض الأخلاق على الشعب كله من الخارج أي بمعنى السلوك الظاهري، بل من خلال تغيير “الأفراد” واحداً واحداً ومن “الداخل” أي من خلال تغيير القلوب التي منها ينبع السلوك. صلاة يارب غيرنا من الداخل الى الخارج علمنا أن نكون أولادك وبناتك الأبرار وأجعلنا نستطيع أن نغير الاتجاه الخاطئ الذي يسير فيه كل جيلنا نحن نريد أن نكون نوراً وسط ضلام- نور يجعل الناس يستطيعون المشي دون أن يسقطوا في الحفر الموجودة في كل مكان حولنا. يارب اصنع ثورة في قلوبنا