التقت الزوجة المعتدى عليها غادة حسين، وزوجها محمد سيد عبد الفتاح، وطفلها يوسف صاحب العشر سنوات، شاهد الرؤية، عن واقعة تحرش أمين الشرطة بأمه، وفتحت الأسرة البسيطة قلبها فى حوار لم يخل من المصارحة والمكاشفة، سعيًا لإظهار الحقيقة، دون مزايدات.
غادة بدأت قصتها بشرح تفاصيل الواقعة، موضحة أنها كانت برفقة زوجها وطفلها يوسف، بجوار محطة مترو عزبة النخل، بتاريخ الثامن من فبراير الجارى، وتركهما زوجها «محمد» بعض الوقت لشراء عصائر وبعض الفواكه، وخلال ذلك، قام أحد الأشخاص بمغازلتها والاقتراب منها، وقال لها نصًّا «ما تيجى نسهر مع بعض»، فلم تجبه غادة فى بادئ الأمر، قبل أن يعاود الشخص المجهول حديثه إليها.
وأضافت غادة أنها أخبرت الشخص المجهول «عيب حضرتك أنا ست متجوزة ومستنية جوزى»، فأجابها «يا ستى تعالى هدفعلك أكتر منه تعالى ماتخفيش»، فردت عليه: «يا أستاذ عيب حضرتك باقولك أنا مستنية جوزى»، قبل أن يعاود الشخص حديثه إليها وكرره مرات عدة، ومع اقترابه منها رويدا رويدا، لم تجد «غادة» مفرًّا أمامها سوى أن تقوم بنهره بعيدًا، فى الوقت الذى قام الأخير بمسكها من يديها محاولا شل حركتها.
وتابعت الضحية التى كانت تعمل موظفة بمستشفى مبرة مصر القديمة «مد إيده ومسكنى من أماكن حساسة بجسمى»، قبل أن تدخل فى نوبة من البكاء: «شدنى من صدرى حضرتك»، وتابعت: «ابنى قعد يعيط ويقوله سيب ماما ولما مالقاش منى رجا طلع الطبنجة وحطها فى وشّى».
وشرحت السيدة أنها لم تجد من تستنجد بهم فلم يكن موجودًا إلى جوارها سوى بعض الباعة الجائلين فى محيط محطة المترو، والذين شاهدوا واقعة التحرش بها، ولم يتدخل أحد لمساعدتها من بطش الشخص المتحرش بها، قبل أن تنشب مشادة ومشاجرة حادة بينها وبين من تحرش بها، وفى تلك الأثناء عاد إليها زوجها، الذى التقط أطراف الحديث ليروى باقى تفاصيل المشهد المأساوى.
محمد سيد عبد الفتاح، مشرف تسويق بشركة مستحضرات تجميل، قال إنه وجد مجموعة من الأشخاص تقف بجانب زوجته وطفله، وحين وصل وجد أحد الأشخاص ممسكا بطبنجة ويشهرها فى وجه زوجته، محاولا جذب حقيبة زوجته بيده الأخرى، وقال لها الشخص صاحب الطبنجة «بقولك سيبى الشنطة دى لحسن أموّتك.. سيبى الشنطة دى لحسن أموتك»، وهنا تدخل وطلب منها الزوج أن تستجيب له وتترك حقيبة يدها، فأخذها المتحرش، وفر هاربًا من أمام الجميع، وقال لها «إنتى ماتعرفينيش أنا مدحت هراس.. اسألى عليّ مباحث المرج كلها… أنا معروف هناك يا اختى»، ولاذ بالفرار مستقلا دراجة بخارية كانت بحوزته.
وردًّا على سؤال «التحرير» حول طريق تعرف الزوجة والزوج على اسم وشخصية المتحرش، قالت «غادة» هو بنفسه اللى قالى اسمه إيه وكمان بعد ما مشى وهرب بدراجته البخارية، جوزى سأل الباعة الموجودين «إنتوا ماحدش فيكموا اتدخل عشان ينقذ مراتى من إيده»، فأجابه الباعة فى نفس واحد «يا عم ده الأمين مدحت هراس ده جبروت ومعروف فى المرج وبيفرض علينا إتاوات عايزنا ندخل إزاى يا عم ونحوش عن مراتك»، وأخبرهما الباعة «إنتوا شكلكم ماتعرفوش مين مدحت هراس».
وأكمل زوج الضحية، حديثه شارحا: «توجهت إلى قسم شرطة المرج علشان أعمل محضر، وهناك قابلت ضابطا برتبة ملازم، ورفض يعملّى محضر وقالى ماعندناش حد فى قسم المرج اسمه الأمين مدحت.. فأردت أن يقابلوني بأي مسئول فرفض الضابط وقالنا مافيش حد موجود دلوقتى.. خد بعضك وامشى من هنا».
وتابع محمد: «واحنا موجودين فى القسم شفت الأمين اللى اتحرش بمراتى بالصدفة.. فصرخت وقلت للضابط هو ده يا فندم الشخص اللى اتحرش بمراتى»، فأجابه الضابط قائلا «يا عم امشى من هنا إنت ومراتك لحسن نحبسك.. مشينا من القسم ومش عارفين نروح فين بكل أسى وحزن وألم».
وأضاف رب الأسرة أن زوجته توجهت إلى وزارة الداخلية لتحرير محضر وهناك رفضوا مقابلتها بأى مسئول، والتقت بأحد الأشخاص الذى حرر لها ورقة كتبت فيها ما تعرضت له فقط دون سؤالها، رغم أنها أفصحت لهم هناك أن المتهم هو أحد الأفراد المنتمين لجهاز الشرطة، واكتفوا بقولهم للأسرة «روحوا اشتكوهم فى النيابة فى التجمع الخامس».
والتقطت غادة طرف الحديث مرة أخرى وأضافت «حتى لما رحنا النيابة تانى يوم الصبح ماحدش حقق معايا»، موضحة أن أمين شرطة يدعى بليغ حمدى، يعمل بالنيابة هو من قام بنقل بياناتنا وعنوان منزلنا وهواتفنا لزميله المتحرش وباقي أمناء المرج الذين قاموا بضبط زوجها وتهديده بتلفيق قضية مخدرات لو لم تتنازلوا عن القضية… هنوصلكم فى أى مكان».
وكشف الزوج مرة أخرى عن أنه قام بإرسال شكوى لأحد البرامج التليفزيونة بما تعرضت له زوجته، وبعد ظهوره وكشفه لواقعة اتهام أمين الشرطة بالتحرش بزوجته، لم يغمض له جفن منذ أول من أمس الإثنين، وتابع: «كنت عند أختى وماعرفش إزاى عرفت المباحث مكانى، وفوجئت بقوة كبيرة من قسم المرج يرتدون الزى المدنى، وبحوزتهم أسلحة وخدونى فى ميكروباص، وتوجهوا بى إلى قسم شرطة المرج، واحد تخين بكرش خدنى بالقوة وركبنى العربية وباقى زملائه كانوا يحيطوننى من كل جانب، وأثناء استقلال الميكروباص، طلع واحد منهم قطعة بنية كبيرة حشيش وبرشام وأمبولات، وقالولى إنت عارف إحنا هنلبسك أى قضية منهم لو ماتنازلتش عن القضية إنت عارف إنت رايح فين.. إنت رايح عند أحمد بك طارق معاون مباحث القسم يا ابنى».
وأكمل الزوج: «بعدما وصلنا القسم هددونى بتلفيق قضايا إذا لم أتنازل عن القضية فاضطررت إلى أن أوافقهم وقلت لهم إنى هتنازل فى النيابة، بعدها قالولى زى ما جبناك هنعرف نجيبك تانى بس المرة الجاية هنجيب مراتك معاك، وابقى شوف هتخرج إزاى».
يوسف نجل الضحية وشاهد عيان على تحرش أمين الشرطة بأمه، قال:«الظابط مسك ماما وشدها من هدومها وطلع طبنجة كانت معاه ومارضيش يسيبها».
في نهاية اللقاء مع الأسرة المهانة ناشدت الزوجة الضحية دولة القانون أن تأخذ لها حقها وأن تحميها من ذلك الذي تحصن بالقوة ليهتك أعراضهم قائلة
«أنا عملت تقرير طبى بإصابتى بسحجات وخدوش فى منطقة الصدر، والنيابة بعتت تجيبه من المستشفى، وإزاى الواحدة تبقى آمنة على نفسها بعد كده وهى ماشية فى الشارع، الأمين ده عار على البدلة الميرى اللى لابسها، وخلّا كل رجال الشرطة سقطوا من نظرى بسبب أفعاله، المفروض هما يحمونى مش يتحرشوا بالناس فى الشارع»، واختلف معها زوجها «لو شفته أنا ممكن أموته، الشرف غالى يا فندم».
تعليق واحد
تعقيبات: تصاعد ظاهرة “التحرش” في العيد برعاية الانقلاب – بوابة الحرية والعدالة