يوم الجمعه 12 فبراير 2016 ,عُقدت الجمعيه العموميه لنقابه أطباء مصر بإجماع رهيب من الأطباء فى حدث فريد من نوعه ,حيث إلتف الألاف من أطباء مصر بكافه مراحلهم العمريه خلف نقيب نظر إليه جموع الأطباء كزعيم لهم و قدوه لهم لا بد و أن يلتفوا حوله ,و كيف لا و هو من يحارب من أجل إستعادة كرامتهم التى أهينت وأُهدرت على أيدى حاتم جديد و تحت قدمين شخص غير مسئول أستغل سلطته و سلاحه الميرى و الذى أُعطى له ليدافع عنهم لا أن يشهره فى وجوهم و يهددهم به .
أيام عديده قبل عقد هذه الجمعيه العموميه و الحرب أشتعلت ضد الأطباء فى الإعلام المضلل و من وزير صحه مصر و الذى هو فى الدرجه الأولى مسئول عن أستعاده كرامتهم و حمايتها و لكن هيهات أن يكون هذا ما فعله فبدلا من الوقوف بجانب أبناء مهنته فلم نسمع منه إلا التفشيل تاره و الإهانه لخريجى الطب فى مصر تاره أخرى و دعم فى مرات أخرى لأمناء الشرطه ووصفهم بالضحايا لأطباء المطريه ,بل وصلت به إهانه أطباء المطريه بالتصريح أنه عرض عليهم عُمره على نفقه الدوله جراء ما تعرضوا له من إهانه و إهدار كرامه !!!
و تناسى الوزير أنه كان عميد كليه طب عين شمس و المسئول الأول عن مستوى الأطباء الذين أتهمهم بالفشل و أنهم لا يصلحون للعمل فى الطب من الأساس فى فتره عمادته و تناسى أنه أستاذ فى كليه طب جامعة عين شمس هو و غيره المسئولين عن إنهيار مستوى التعليم الطبى فى مصرلا طلاب و خريجى الطب فهم يستقبلون العلم منهم لو ا يحاسبوا أبدا عن إنهيار المستوى العلمى لمن درسهم الطب
حتى فاجئتنا الصحف فى خبر درامى للوزير و هو يقوم بإجراء عمليه جراحه تجميل لجرح قطعى فى أذن مواطن و فيما يبدو أنه نسى إستخدام وسائل الحمايه من العدوى بل و سمح لمن حوله ب الوقوف بزيهم الرسمى فى الغرفه التى كان يجرى فيها عمليته التجميليه مع أنه جراح عظام لا يحق له أبدا إجراء عمليات تجميل فى مخالفه لقوانين المهنه و الوزاره المعنيه ب التخصص و مكافحه العدوى و فى جريمه متكامله ضد مريض مصرى .
و ما أعجب الإعلام فى بلادنا , فنخن نتحدث عن قضيه كرامه مواطن مصرى ناهيك عن مهنه هى الأعظم فى العالم و ناهيك عن الإعتداء عن مؤسسه حكوميه هى و بالقانون تعتبر كمؤسسه عسكريه وجب محاكمه المعتدين عليها محاكمه عسكريه ,ترك الإعلام كل هذا و أخذ فى نشر أخطاء الأطباء غاضين الطرف عن رواتبهم المعدومه ولا عن ميزانيه وزارتهم الغير كافيه لأبسط أنواع الأدويه و أرخصها ,ناسين و متناسين الظروف الصعبه التى يعمل بها هؤلاء الأطباء و ضعف مستوى التعليم و التدريب لهؤلاء الأطباء الشباب و ضعف مستوى وزاره الصحه نفسها
و معايير توزيع الأطباء على المستشفيات الحكوميه التابعه للوزاره من محسوبيه و رشاوى .غير أنفين بتولى المناصب داخل الوزاره لمن هم فى كثير من الأحيان لا علاقه لهم بالطب إلا المسمى و كليه الدراسه و الذين هم فى الأساس المسئولون عن تدريب و رفع كفاءه الأطباء و العمل الطبى فى الوزاره ,و تجاوز البعض منهم الحد و تحدث عن نسب الأعراض الجانبيه و المشاكل المصاحبه للجراحات و المعلنه فى الأبحاث الطبيه عن جهل متعمد لا يهدف إلا إلى النيل من الأطباء لتوحدهم فى هذه اللحظه التاريخيه .
بل وصل الأمر لأخونه الداعين لهذه الجمعيه العموميه أمثال د.منى مينا و أمثال د.حسين خيرى ,و وصل الامر لدخول مؤسسات دينيه كنا لا نتمنى منها إقحام نفسها فى موضوع مهنى بحت من أجل استعاده كرامه مواطن مصرى طبيب و من أجل منع حدوث مثل هذه التجاوزات مره أخرى
ولكن يبدو أنهم تناسوا أن قاده الإخوان فى السجون و تناسوا عن عمد أن الإخوان أنفسهم كانوا يتحكمون فى نقابه الأطباء فتره خنوعها و لم يقدموا لنا كأطباء أى قيمه بالعكس تماما وقفوا جاهدين أمام مطالبه الأطباء بحقوقهم و سعوا لفرض سيطرتهم على البلاد عن طريق إرضاء بعض المهن الأخرى متغافلين للمهن الطبيه حقوقهم .
إعلام , بدلا من البحث لرد الحق لأصحابه سعوا لخلق حاله غضب شعبيه تجاه أطباء مصر الشرفاء و بالطبع قلنا مرارا و تكرارا أنه هناك اخطاء ناتجه عن غياب الضمير فكيف لطبيب ان يعيش براتبه الحكومى و الذى لا يكفى حتى لدفع اإيجار شقه ليسكنها ناهيك عن تعليم و طعام ومواصلات و جوانب الحياه المختلفه بالإضافه لضعف مستوى بعض الأطباء و الناتج بالتبعيه لضعف وزارتهم و برامجها و الفساد فيها ,و لهذا طالبنا من قبل بوقف عمل العيادات الخاصه تماما و وقف العمل فى المستشفيات الخاصه الغير متكامله مع منع الجمع بين العمل الخاص
و العام ,فمن يريد العمل الخاص عليه الإستقاله من العمل العام شريطه إعطاء راتب يحترم مهنه الطب و علم الأطباء و يحترم المهنه التى تتعامل مع صحه المواطن و الذى هو العامل الرئيس فى نهضة أى وطن إن كنا نريد أن نتقدم و نرفع وطننا العزيز مصر.و بدلا من البحث لإيجاد حلول لحاله الهروب الجماعيه لأطباء مصر
فعلى سبيل المثال عدد الأطباء المصريين فى المملكه السعودية يعادل عدد الأطباء فى مصر مره و نصف مع العلم بأنهم فى الأغلب حمله شهادات دراسيه عليا من ماجيستير و دكتوراه و زمالات,و بدلا من إيجاد الحل و البحث عن الأسباب توجهوا بقوه لإلقاء اللوم على أطباء مصر فى ضعف مستوى مستشفياتهم بدلا من إلقاء اللوم على الوزاره و على ميزانيتها.
و بعد أن أنعقدت الجمعيه العموميه و التى شهدت إقبال كثيف و تأييد فعال لنقيب أطباء مصر و أعضاء نقابته أستمرت وسائل الإعلام المرئيه و المقروءه فى إثاره حاله الغضب الشعبى و رغم فشلهم فى كثير من الأحيان فلقد لاقت الجمعيه العموميه تأييدا كثيفا من نقابات أخرى و من شخصيات عامه حتى أن بعض شاشات التلفاز بثت فى شاشاتها صورا لشوارع خاليه فى مشهد ذكرنا تماما بمشاهد ثورة يناير من تكذيب للأعداد الضخمه التى كانت فى الحضور .
وبعد فشلهم فى تكذيب الأعداد أستمروا فى إلقاء تهم المؤامرات و إستضافه شخصيات لا تليق بالظهور على الشاشات و ضيوف على التليفونات يتحدثون بكذب و هم أصلا يتحدثون بصفات وهميه غير تلك الى أعلنوها فى محاوله لإثبات المؤامره الكونية الإخوانيه الصهيوأمريكية التى تنفذها نقابه أطباء مصر ضد مصر .
والأغرب لم نجد إعلامى واحد يتسائل لماذا هذا الفارق الرهيب بين المستشفيات العسكريه و تلك التابعه لوزارة اللاصحه المصريه ؟ و لم يحاول أن يرى فارق الميزانيه و فارق أعداد المرضى بين النوعين و فارق المستوى المادى و التعليمى بينهم مع فارق الحراسه بالطبع.
و كانت صدمه حقا أن نجد نقيبه التمريض تعلن أنها لا علاقه لها بنقابه الأطباء و لا بقراراتها ولا توافق على هذه القرارات من الأساس رغم تعرض بعض الممرضات لإعتداءات مماثله بإستمرار بل و فى نفس الأيام, و تبعها كذلك نقيب الصيادله الصيدلى العسكرى الذى لم يرى ما في مستشفيات الصحه من مصائب يندى لها الجبين.
و ما هى إلا أيام معدوده حتى تكررت نفس الأحداث بتعدى بعض أمناء الشرطه على أطباء فى مستشفى بولاق الدكرور و لما لا , ف حاتم لم يحاسب بعد على ما فعل, و لكن سرعان ما تدارك الأمين الخطأ و تم الإعتذار و إنهاء المشكله فى مهدها بناءا على الأخبار المنشوره على موقع نقابه الأطباء الرسمى,
و لكن الحادث تكرر كثيرا فى الأيام الماضيه من تعدى بعض أمناء الشرطه على مواطنين و على أعضاء برلمانين و هو ما لا نرضاه نحن أطباء مصر فمطلبنا إحترام القانون والمواطن بغض النظر كونه طبيب او غيره ناهيك عن طبيب و فى مؤسسه عامه لابد من حمايتها لا الإعتداء عليها.
و ياله من أمر عجيب أن تجتمع الجمعيه العموميه للنقابه و بهذا العدد الهائل داخل القاعات و خارجها و بهذا الدعم الكبير و أن تتحدث عنه معظم الصحف العالميه ولا يجد صدى لدى المسئولين فى مصر لا لحل المشكله ولا من أجل الحيلوله دون تصعيد الأطباء .
و لكنه كان قرارا صائبا من زعيم النقابه د.حسين خيرى أن يطالب الأطباء برفض الإضراب و جعله فى مراحل متقدمه فى حال إستمرار التصعيد و عدم الإستجابه للأطباء ,بل و كان من قرارات الجمعيه جعل العمل فى المستشفيات مجانا لتفويت الفرصه على الإعلام لعدم إستغلال الإضراب إن حدث على الأطباء و تخوينهم و ليعلم مرضى مصر الفقراء البسطاء أن المطالب لصالحهم تماما لا تتعارض مع مصالحهم .كما كان الرجل حكيما فلم ينساق لتلميحات البعض و القله لإدخال السياسه فى الجمعيه العمومية .
د.حسين خيرى التحيه لك منا جميعا نحن أطباء مصر فكنت خير نقيب و خير قائد رأته عيوننا نحن أطباء مصر خصوصا شبابهم ,أصبحت فى عيوننا أيقونه للكرامه وقائدا ملهما على أعناقنا ,حتى شعرنا أننا و لأول مره نفخر بكوننا أطباء مصريون و نفخر بكوننا تحت قياده طبيب عظيم يعرف قيمه مهنته و يعرف مكانه و قيمه أطباء نقابته على عكس وزيرهم تماما.
كما نشكر د.منى مينا المناضله دائما و الشجاع د.خالد سمير و المتحدث اللبق د.إيهاب الطاهر و جميع من شارك فى إنجاح هذه الجمعيه العموميه .
وأتمنى من الأطباء و خصوصا الشباب أن يظلوا فى حاله إلتفاف حول نقيبهم و نقابتهم فهم الظهر لنا و نحن الداعم الرئيسى لهم .
وفقكم الله و حماكم لمصر ولأطباء مصر
أدعم د.حسين خيرى
أدعم نقابه أطباء مصر
الكاتب :د.إيهاب أبورحمه