تقول الحكمة ( لا كرامة لنبي في وطنه ) وهناك من الشواهد كثير …كاسندرا المسكينة في الميثولوجيا الاغريقية تنبأت بالخراب فقتلت
النبي إيليا في العهد القديم كانت تطارده اللعنات فيقابلها بالرحمات , زرقاء اليمامة رأت الغزاة فتسببوا لها في العمي …وغيرها وغيرها الكثير والكثير ..
في لحظة ما حينما يشعر الحاكم أن هناك خطورة من شخص نجح في التبشير بالحق والحكمة والمحبة في مقابل الظلم والطغيان والبلطجة لا يملك إلا ان يستجيب لنداءات الغيرة في نفسه ويقرر التخلص منه اما باغتياله معنويا
و بتشويهه او اغتياله حقيقيا…هذا ما يحدث الان مع الأطباء علي وجه العموم ومع رموزهم النقابية علي وجه الخصوص
لم يتحمل النظام الشعبية الجارفة ل “حسين خيري ” داخل قصر أحمد العيني باشا فقرر استبعاده من عمادة الكلية لا لسبب واضح سوي التقارير الامنية , فما كان من “راهب الطب ” الا ان صمت .!! واكتفي بحفل تكريم فاضت فيه عيناه دموعا من محبة طلبته له في اللحظة التي قال له فيها أحدهم ” حضرتك بجد كنت ال role play بتاعنا طول فترة عمادتك “
وظن الجنرال القابع في مخدعه أن المسيح قد صلب وانتهينا .!! فإذا به يبعث حيا في هيئة جديدة وهي “نقيب أطباء مصر ” وينجح ولأول مرة في ان يحشد دون تنظيم دولي كسابقيه اكثر من 10 الاف طبيب جاؤوا من كل بقاع المحروسة لايجمعهم الا مطلب واحد فقط هو “العدل والكرامة الانسانية ” لكل بني الانسان
راهن النظام واتباعه ومنتفعيه ومهادنيه علي أن غضب تلك الجموع لن يطفئه الا الاضراب فاستبقوا الجمعية بحملة استعداء مسعورة ضد الاطباء وهاجموا المسكينة “مني المجدلية ” وكل منهم يلقمها بحجر
مني مينا التي فاضت عيناها وقت عزف السلام الجمهوري بقاعة اجتماعات دار الحكمة ..مني التي كل خطيئتها انها تعشق هذا الوطن حتي النخاع وتنحاز لملح الارض دون السادة والقصور .!!
وحينما استطاع “راهب الطب ” ان يعيد الاصل في صفوف حوارييوه ويعظهم علي الجبل قائلا ” لولا المريض لما وجدت مهنة الطب , لاتحولوا غضبكم منهم للمرضي والفقراء ” وانحازت الجموع لترانيم السلام والمحبة
لم يكن الحاكم ليرضي بهذا “الطهر ” في أورشليم .! فحاول شق الصفوف واحرق كل رجاله وكروته المختبئة من نقباء أمنجية يضمن ولائهم لوزراء فاشلين فاسدين لاعلاميين يفبركون المداخلات ليستمروا في شيطنة الاطباء لمجرد أنهم نجحوا في الانتصار للفقراء وكشف السر الذي يعرفه الجميع ويخشوا البوح به
علي ان الحاكم لا يقلقه الفقراء ولا يهتم بأمرهم كما يهتم بكلابه المسعورة التي يطلقها تنهش في الجميع حتي البرلمان لمجرد ان ينعم هو بالاستقرار وينعم الشعب بمصير افضل من سوريا والعراق .!!
أعرف أن مشكلة “حسين خيري ” و”مني مينا ” وجموع الاطباء والمثقفين هو أنهم لا يزاوا يعتصمون بجبل يسمونه الشعب وأنهم يريدون أن يثقبوا الجدار الذي يقف حائلا بينهم وبين الشمس ليمرروا شعاعا من النور للاجيال القادمة وأعرف ويعرفون ان مصيرهم المحتوم هو الصلب والحرق وان تقطع أيديهم من خلاف لانهم أناس يتطهرون .
وأعرف أن القابعين في شارع القصر العيني قد فرقوا بين الحب الحقيقي يوم الجمعة وبين مهرجان الموتوسيكلات يوم السبت … وأعرف ان المسيح لو كان موجودا في زماننا هذا لأعتبره أحمد موسي طابور خامس
وأعرف أن الارض في نهاية الامر يرثها عبادي الصالحين … وأعرف أن الحسين قد مات في كربلاء من أجل جرعة ماء … سلام عليك يا د.حسين خيري يوم ولدت ويوم تموت ويوم تبعث حيا علي حوض رسول الله .