نحن الشرقيين كثيرا ما نشتهى ألة الزمن لتعود بنا إلى الوراء ، أمّا العالم الغربى يشتهى هذه الألة ليتقدم وينظر للأمام ويستحث السنين لتجرى سريعا ليعيش المستقبل الذى يعلم أنه مشرق ، لأنه هو الذى صنع هذا المستقبل بنفسة , عن طريق تفكيره السليم , وضميره اليقظ , وإنتمائه وحبه لبلده , وهذا لم يأتى من فراغ , فبلده أيضا تقدره , تعطيه كافة حقوقه الإجتماعية والسياسية ..الخ , تحترم إنسانيته , ميزان عدلها واحد , لا تفرق بين عقائد أو جنسيات , ولكنها تفرق بين الأعمال والمجهودات , تعطي المواطن كل الإمكانيات التى تساعده على أن يكون مواطنا مبتكرا , يستطيع أن يطور ويخدم البلد التى يعيش فيها , لايوجد لديهم من ينهب المال لحسابه الخاص , بل كل فرد فى مجتمعاتهم له الحق فى محاسبة كل مسئول يخرج عن السياق العام , وذلك حبا للبلد التى ترعاهم , فهم يخافوا على مستقبلهم فيها , ومستقبل البلد نفسها , وهذا هو الإحساس الذى نما بمساعدة بلادهم لهم , الفرد يصبح فعال فى بلد تتفاعل بصدق معه ومع مشاكله , يشعر بصدق سعيهم لحلها حلول جادة وحازمة ولايتركوا للصدفة مجال لحلها , متوفر لديه كل إمكانية تساعده على حياة كريمة لا مهانة فيها لإنسانيته أو إهدار لكرامته , فينطلق المواطن سعيا لرفاهية البلد التى تحترمه بهذا القدر , مطمئنا على مستقبل أولاده فيها آمنا على نفسه لايخشى غدر أو إعتقال أو سجن بلا سبب أو تلفيق قضايا وكل ماشابه ذلك , كل الأمور واضحة أمامه , سياسية كانت أم إقتصادية لا يوجد مكان لتعصب أو تميز , لا يوجد إلا العمل الجاد , وعدم إهانة الأخر أىًّ كان هذا الأخر , يشجعك هذا الوطن أن تذوب فيه وتنهل من خيراته , فتصبح أنت الوطن والوطن أنت , تريد أن تُصليّ .. صلىّ , لكن لا تترك عملك لتصلى .. تريد أن تبنى دار عبادة … إبني .. لكن لا تستخدمها فى إهانة الغير , هذه الدول لم تُصبح متقدمة من فراغ , بل ناضلت كثيرا بالإنسان , وإرتفعت بهذا الإنسان , وجاء بعد هذا دور هذا الإنسان لكى يرفع من قدرها ويبتكر ويخترع كل ما ينميها ويجعلها أكثر رخاءً , لهذا , ليس لهم شيئ أهم من هذا الإنسان وكرامتة وحريته.. لذلك يريدوا ألة الزمن ليروا الغد المشرق الذى صنعوه بضميرهم الحى اليقظ , صنعوه بكفاح الرجال وبأيادي مشدودة غير ناظرين لأنفسهم إلا به وما ينتظرهم من ثمرة الكفاح الغير مبنى على الغش والأيادى الغير طاهرة .
– أمّا نحن نريد ألة الزمن لتدور دوائر عكسية ترتد بنا للخلف , للوراء لأزمنة كانت وستظل أجمل من الواقع الذى نعيشه الأن , لأن المستقبل فى الغرب كان هو الماضى الذى كنا نعيشه , العدل الذى نستجديه الأن كان هو أساس الحكم فى الماضى , العدل كان فى قلوب القضاه وضمائرهم قبل أن يكون على منصة نطقها , إن أقوى التشريعات ومعظم المواد القانونية المعمول بها اليوم هى من قضاة لم يعرفوا إلا الحق والعدل .. وكان من هذا الماضى الذى نبحث له عن الـة لتردنا إليه , بقايا العلاقات الودية الموجودة الأن , أصل وجودها كان من الماضى …نحتاج إلى ألة لتنسينا عذاب الحاضر والواقع الأليم الذى نعيش فيه .. الذى لم نستطع تغييره ولم نحظى حتى بشرف المحاولة
بقلم : نشأت عدلى
الوسوم"الإنسانية" "آله الزمن" "الحقوق الأقتصادية" "الحقوق الإجتماعية" "الشرقيين" "العالم الغربى" نشأت عدلى
شاهد أيضاً
من يعيد وضع عتبات أبواب بيوتنا ؟!
كمال زاخر الثلاثاء ١٩ نوفمبر ٢٠٢٤ حرص ابى القادم من عمق الصعيد على ان يضع …