الإثنين , ديسمبر 23 2024

ناديه خلوف تكتب : يشبهون بعضهم البعض

يشدني في نشرات الأخبار العربية مظهر الرّؤساء.

مظهر الزّعماء والسّاسة.

لا أسمع ما يقولون

أقرأ لغة جسدهم

وصبغة شعرهم

ولون ربطة عنقهم

، أو ثوبهم البدويالموشّى بالذّهب ،

وأكتب قصيدة عنهم تختصر ما قالوه

أو فعلوه

يشبهون بعضهم البعض في السّراء والضّراء

أحزن على المرآة . كم مرّة وقفوا أمامها

ولم يروا أنفسهم

. . .

يشدّني  معرفة أخبار الثّوار

تلك الأعراس التي يقيمونها بعيداً عن دارهم

احتفالاً بعادات غيرهم

يبدون كصاحب الدّار

ويبدو صاحب الدّار غريباً

أكتب عنهم مواويل ندب

نيابة عن أحبّة رحلوا إلى السماء

يسخرون من ندبي:

لا تعرف لغة الثّوار

كأنّني لا أرغب أن أكون منهم

. . .

عندما أتابع أخبار النّجوم

وأرى كيف يحصدون الجوائز

أضرب رأسي بالحذاء

لأنّني لم أُجِدْ الحديث عن الأشياء

بقيت أراوح في مكان بعيد

وكلّما كسرت حزام عفّة اشتريت آخر.

غير محسوبة سوى على نفسي

يشيرون لي عن بعد : ليس هكذا تحسب الأهواء

أهتف أمام نفسي

أشير إلى رأسي

يكون فيه الخيار

. . .

عندما تقف النّساء خلف المنابر تتحدّث عن الحقوق

أفتح تاريخ نساء بلادي.

أقرأ عن نضالاتهن

أغلبها هو كلام يباع على منصّة السّلطان

بعضهنّ أصبحنّ جواري

ترفّعن إلى مرتبة قائد في الحديث عن الحرية

بعد ليلة حمراء

مع حاجب لزعيم

أو قائد مغوار

أرى أنّني مطرودة من الصّف

الأمر لا يستدعي الحوار

. . .

أستمع إلى شيوخ الدّين

أنظر إلى جسدي باحتقار

وإلى الجنّة أنّها مكان للأشرار

أختبئ من الخوف في جسدي

ترتجف يداي من السنين

يأتيني صوت من الإلّه

لا تسمعي كلام هؤلاء

لن أوكل أمري لهم

هم أدعياء

كنت أبحث عن هويّة

ولا هويّة لي سواي

أرمي انتماءي

أسير خلف نفسي

. . .

في الحلم أسمع صوت أمّي

أغنّي معها دندنة أحببتها

كانت تغنيها لأخي الصغير

يوم كان في المهد

وينزل دمعها من عينيّ.

وإذ بي هي .

اختارت الاختباء  فيّ

أصبحنا اثنتين في جسد واحد

نتحدّث بلغة الموت صباح مساء

 أصبحت أجيد الكثير من اللغات

لغة الصّمت، لغة الموت

سوف أبدأ بتعلّم لغة الحياة!

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.