منذ معرض القاهرة الدولي للكتاب العام الماضي، الذي بدأ يتخذ منحدراً يحيد فيه عن هدفه، حين أتينا بالمملكة السعودية كضيف شرف للدورة السابقة، وتصدرت فيها كتب الإرهابي والأب الروحي المؤسس للإخوان سيد قطب وكتب الشيخ يوسف القرضاوي المشهد المعرض في العام الماضي، وها نحن نفعلها هذا العالم مع حرصنا الشديد للإبقاء على كتب التطرف لسيد قطب في المعرض هذا العام، و إللي نفى وزير الثقافة حلمي النمنم وجودها هذا العالم، إلا أنها تواجدت بكثرة ، والمذهل كثرة الإقبال عليها وتهافت القراء لشرائها وكأن الممنوع مرغوب ولو كان ممنوع كي لا يفسد ما تبقى من عقول صحيحة لم تفسدها أيديهم وظلام أفكارهم.
– الملاحظة الثانية ولعامين متتاليين أن نأتي بالسعودية العام الماضي والبحرين هذا العام كضيوف شرف للمعرض! فيما معناه أن دول نفطستان بدأت تحتل مصر للترويج والتأثير على العقل الثقافي والمزاج المصري.
تماماً كما أرسلنا نستلف منهم أوبريت ” عناقيد الضياء” الإماراتي في ذكرى أكتوبر الماضي، وكان كاتبه” شاعر رابعة” الشاعر الإسلامي السعودي عبد الرحمن العشماوي ، الذي هجا رئيسنا السيسي ويهاجم بضراوة النظام الرئاسي المصري الحالي. رغم أن نصر أكتوبر ليس مناسبة دينية، بل فرحة قومية خاصة بالمصريين،فكان المنطق يقول أن الطبيعي يكون أوبريت أكتوبر مصري لكل المصريين!
الأكثر غرابة بقى هو أنهم منعوا النفقات السفر إللي كانوا بيمنحوها للكتاب العرب من مختلف الدول لتأتي توقع كتبها أو تنشط للأدب ومختلف العلوم الأخرى. وده بيعطي فرصة أكبر لبتوع النفط أنهم يروجوا للفكر المتطرف وكتب المؤلفين المغمورين. لأن المال سيد الموقف هنا والمتحكم في عملية الترويج. من هنا تنشط جوائر ومولفات دول الخليج أكثر، مع مزيد من الترويج لفكر القرضاوي وسيد قطب وكتب الوهابية المدمرة التي نخرت عقول المصريين و غزت أغلبية البيوت المصرية .
ملاحظة: دول الهلال الخصيب والمغرب العربي لا حس ولا خبر عنهم. أصبحنا نتعشق إرهاب دول وهبستان !! فمتى تنتهي سيادة أموال دول نفطستان وهيمنتها على خزاناتنا ومؤسساتنا بالدولة و على المؤلفة جيوبهم ؟!