الأحد , ديسمبر 22 2024
سعيد الوهابي

لماذا أغلب السعوديات قزمات ومتوسط طولهن 120 سم ؟

بقلم : سعيد الوهابي الكاتب السعودى
أنا آخر رجل يهتم بحقوق المرأة في السعودية..

كنت في رحلة من جدة إلى الرياض الساعة 5 فجراً، في الطائرة كانت هناك فتاة واحدة جميلة، بالمقاييس السعودية صاروخ، فجأة كل الأنظار اتجهت إليها، المضيف يساعدها في حمل حقيبتها، المسافرون مسحورون وفجأة كلهم يضحكون في نشوة مريبة، في مربع يمتد خمس مقاعد أمامها وخلفها كانت حفلة تميلح، التميلح في السعودية هو أخف درجات التحرش، بحيث يرقب الجميع أي حركة تجاوب مقصودة أو غير مقصودة للهجوم، هذا ما اسميه الضغط الاجتماعي على المرأة كونها انثى فقط في الأماكن العامة، والضغط يتناسب كلما ازداد جمال المرأة.

نظريتي في هذا المقال أن هناك بيئة صلبة تمنع المرأة من ممارسة حياتها بطبيعية، حيز المرأة هو 2% من الحياة العامة في السعودية، وأي محاولة من أي امرأة سيتعامل معها الرجل بشراسة.

هناك تفاصيل يومية تحدث للمرأة في السعودية دون أن ندقق فيها، حين تحدث مشكلة أخلاقية وتكون المرأة طرف أساسي فيها يتم تجاهلها وإرسالها إلى ولي أمرها، الهيئة تفعل هذا من باب الستر، ولكن السبب الذي اراه أن هناك توافق اجتماعي على تقليص وجود المرأة في الحياة العامة، مراكز الشرطة والمحاكم وأغلب الوزارات، حتى شركات الاتصالات مهيئة تماماً لخدمة الرجل والرجل فقط، وجود المرأة في الحياة العامة يسبب أزمة ادارية، النظام الإداري والحكومي لا يستوعب خدمة المرأة. حتى حين تتقدم المرأة الصفوف بكل بجاحه أمام الصراف أو في المطاعم، فالعرف الاجتماعي يحاول أن يحجم مساحة المرأة في المجتمع، عبر تقليص مدة انتظارها ووجودها في الحياة العامة.

كم مرة شاهدت امرأة سعودية تقطع الشارع دون أن تلتفت؟ هي في الحقيقة تتوقع أنها كائن فيزيائي هلامي غير مرئي، ولأنها ـ وبتكرار التجارب ـ وصلت إلى قناعة أنها بلا حيز محترم وله قيمة ورأي في الحياة العامة.

خذوا هذا المثال عن خوف المرأة في الظهور للحياة العامة، مها الوابل وهي مختصة في الإعلام وعملت لفترة في جامعة الدمام، الأستاذة مها نشرت في العام 2009 تقريباً كتاب اسمه “نساء الوطن”، مضمون الكتاب هو مجموعة من المقالات التي كتبتها مها مطلع الألفية عن المرأة السعودية وقدراتها وتمكينها. إلخ، الأهم في الموضوع كله هو غلاف الكتاب، في غلاف الكتاب تبدو امرأة ـ لا ادري إن كانت هي مها نفسها ـ مختبئة خلف العلم السعودي، وتظهر عين واحدة وكفيها فقط، الكاتبة دون قصد ترسل رسالة مضمونها أنها خائفة من الظهور ولكن تغيرت الظروف وقتها للظهور بحجج “وطنية”، خلال الفترة من 2009 إلى 2015 كانت مها تختبر نفسها والمجتمع، في شبكات التواصل الاجتماعي كانت مها تظهر نصف وجهها، ثم يديها، ثم هي مع أخريات، ثم أخيراً هي لوحدها بدون غطاء وجه، ليس هذا فحسب بل اطلقت مبادرة مؤخراً لرصد 1000 امرأة سعودية ممن يشبهونها. محاولة مها هي اقناع نفسها، محيطها. أن هناك في المجتمع ممن يشبهها، فهي لا تقوى على الحياة بطبيعية ومواجهة الحياة العامة لوحدها.

الظهور للحياة العامة بالنسبة للمرأة السعودية هو الجحيم بذاته، جولة سريعة على حسابات الفاشنيستا الشهيرات في انستغرام وستعرف كم هو مخيف وبطولي أن تعيش المرأة حياتها بطبيعية، عد إلى مقابلة مع عارضة الأزياء السعودية خولة العنزي مثلاً في روتانا خليجية، اللقاء هو محاولة طويلة أنها لم تتأثر بالتعليقات الشرسة السلبية ضدها وهجوم المجتمع ضدها.

الخلاصة أن حجم المرأة في الحياة العامة في السعودية أصغر مما ينبغي، معنوياً طول المرأة أقصر مما هو في الحقيقة.

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.