الأحد , ديسمبر 22 2024
حاتم

الطب وحاتم .

د.إيهاب أبورحمه 

تابعت و غيرى اللقاء التليفزيونى لبرنامج العاشره مساءا و المشاده بين الاطباء و بين امين الشرطه .و وجب على تقديم الشكر للدكتور خالد سمير هذا الرجل الشجاع الذى تحدث بكل احترافيه و قوه و لما لا و هو في جانب الحق .

و تحياتنا و دعمنا لنقيبنا المحترم د.حسين خيرى و اعضائه على مسانده ابناءهم و اخوانهم الاطباء.

لا اخفى عليكم خوفى من الحديث و الكتابه في هذا الموضوع فكما رأينا التهمه معده مسبقا و هى الانتماء للاخوان و التى اتهم بها الدكتور المسيحى الشجاع موريس جورج حتى اصبحت فزاعه الانتماء للاخوان تطال كل معترض من قبل بعض الاشخاص لا على السياسه و لكن على اى مشكله ك تلك التى وقع فيها اطباء المطريه و المطالبون فيها ب ابسط حقوقهم (الامن) ف ليس بفزاعه الاخوان يقوم العدل ,العدل و فقط بتطبيق القانون على من يطبقه اولا و على الجميع ..

لا احب الكتابه في السياسه فلها كتابها من يفهم فيها و في الاعيبها و لعلى اعترف انى ليس لى اى انتماء سياسى ف انا مصرى و فقط ,مع قناعتى ان الاخوان متسببون بشكل رئيسى لحاله عدم الاستقرار التى نحن فيها و لكنى مصرى يحلم بدوله اشعر فيها ب الامن و الامان و اشعر فيها بالمساواه ,اشعر انى مواطن فيها كما هى وطن داخلى , تحتضنني كما هى في قلبى .احلم بوضع اجتماعى محترم كطبيب كما هو الحال في بلدان العالم المتقدمه بل و دول اخرى افريقيه متخلفه يحظى فيها الطبيب بمكانه اجتماعيه و ماديه و ادبيه و علميه محترمه .

انا طبيب شاب و لكن شاب شعره مما حدث و يحدث فكلما وضعت نفسى في موضع اطباء المطريه اشعر بقلق شديد و رعب عميق من مستقبل الطب الغير واضح المعالم .

الا يكفى اننا نعمل في منظومه متهالكه ب اقل الامكانيات كما صرح الشجاع د.خالد سمير ؟الا يكفى اننا نقابل عنف من اقارب المرضى الذين في اوقات عديده يحضرون ذويهم يحتضرون و مع هذا لا يتقبلوا ابدا موتهم .؟الا يكفى اننا نحارب صراع اللا نظام في مجتمعنا من مرضى يقاتلون من اجل ان يسبقوا الاخرين من شده الزحام .؟

الا يكفى اننا نتعامل في كثير من الاحيان مع اشخاص طامعه في ان نسعف ذويهم و ان كانوا اقل حرجا من مرضى اخرين قبل الاخرين الذين يواجهون في كثير من الاحيان خطر فقدان حياتهم من شده و حرج حالتهم الصحيه؟ الا يكفى اننا نتعامل ب اقل امكانيات و اقل سبل الحمايه من نقل العدوى للاطباء انفسهم ؟

الا يكفى اننا نعمل اكثر من طاقتنا وب ساعات عمل غير ادميه و في وجود دراسه و ضغوط امتحانات؟ الا يكفى اننا نعمل بلا اجر تقريبا ب المقارنه بالمهن الاخرى و اجورهم و التى لا تقارن في كثير من الاحيان ب قدر عملهم و دراستهم و اجتهادهم؟

هل سمعتم حديث طبيب المطريه الشاب و هو في لحظه انهيار يبكى من كثره الضغوط؟ هل لا يوجد لدى المعترضين على الاطباء اقل درجات الرحمه بطبيب شاب يتحمل ضغوط لا يتحملها ذو خبره و سلطه و جاه ؟ لماذا لا يحدث مثل هذه التعديات على اطباء المستشفيات العسكريه ؟ مع انهم ليسوا افضل علما من زملائهم اطباء المستشفيات الجامعيه و وزاره الصحه لكن الفرق هو ان المريض لا يستطيع التعدى عليهم خوفا من حساب رادع و نظرا لوجود حمايه لهؤلاء الاطباء .

لا ندعى اننا الافضل ابدا فمنا من فقد ضميره و منا من باع علمه من اجل المال و منا من فقد الامل و يعمل و فقط كمحاوله منه للبقاء على قيد الحياه ومنا من يعمل املا في فرصه للهروب من واقع الطب في مصر .
لم نقل ابدا ان امناء الداخليه فسده فلسنا ابدا مع التعميم و نعلم تماما انه هناك الكثيرين منهم يعملون من اجل الله و الوطن و بالطبع جميعنا لنا اقارب من الضباط .كما اننا لا نعتبر ان كل الاطباء ملائكه رحمه علما ان اكثرهم هربوا من ظروف الطب في مصر و بالطبع ضباط الشرطه لهم اقارب و اخوه اطباء .الفساد في كل مكان و هذا حال الدنيا فلسنا في الجنه و لكن نحلم ب محاوله الاقتراب من المثاليه .كلنا يكمل الاخر و كلنا جنود هذا الوطن كل يعمل في حقله فلا يمن احدنا على الاخر بعمله ولا ينتقص من الاخرين …

هذا ما نحلم به .
مؤمن طبيب شاب ساقته الظروف ليقع في مشكله لا نعرف بدايتها و لكن بلا ادنى شك حدث اعتداء عليه و زميله في مكان عملهم و هذا امر مهين لا يقبله اى طبيب كما لا نرضى لاى ضابط او امين شرطه ان يهان بلا ذنب اقترفه . المشكله تعدت الطبيب لتصل الى حد الشعور ب المهانه و الاهانه لدى جموع الاطباء حتى وصل الامر بنا جميعا الى عدم الشعور بالامان ف بمن نحتمى و من يفترض ان يحمينا هو الجانى فى هذه الواقعه

حتى وصل الامر ان تمنى الطبيب نفسه الموت ليريح الضيوف و المتصلين و الذين انهالوا عليه ب الاتهام الجاهز مسبقا هو و الاطباء الحضور في الحلقه و منهم الطبيب المسيحى ب انهم طابور خامس و انهم من خلايا الاخوان و الاعجب ان الخبير الامنى استنكر كلام د.خالد عندما ضرب مثلا بتعرض اخواننا من جنود و ضباط الجيش لنفس الحدث و هو ما لا نرضاه بالطبع و لكنه مجرد مثل و للحقيقه شعرت ب انه يتعالى علينا من استنكاره للتشبيه و شعرت ب الاسف الشديد للتفرقه بين ابناء الوطن الواحد.

و ما اعجب الامر حينما رأينا المتصلين على الحلقه فى مداخلات تليفونيه يفتشون فى اراء طبيب شاب فقد الامل طبيب ليس له اى انتماء و لكن و فقط لا يحب منظر الدماء فكفانا نراها فى غرف العمليات .اليس حريه الرأى مكفوله للجميع بدستور بلادنا و لكن الاعجب ان الحضور كانوا يبحثون فى نفسه و نيته و كأنه اصبح الان ارهابيا حتى ان مقدم الحلقه كان يدافع عنه فهل ارهابيا يبكى بهذا الشكل او يستطيع ان يضربه شخص و يترك حقه و يتنازل عن حقه مكرها فكيف له ان يكون سجينا بين ايدى و فى سجن من اعتدى عليه …..افلا تعقلون

حاله من الاكتئاب الشديد انتابتنى و انا استمع الى هذه الحلقه العصيبه, حاله من الغضب الشديد والشعور بكسره نفس, شعرت بالحزن و الالم و انا استمع لصوت شاب يئن صوت شاب مختنق يبكى على حاله ولا انكر ان دموعى سالت و انا استمع اليه ولا افهم حديثه من شده اختناقه ,شعرت بتفكير عميق انه لا مفر من الهروب و العمل ب الطب خارج مصر و فقط حتى اننى افكر جديا بترك مهنه الطب في مصر نهائيا و الاغرب انى سمعت اخرين بنفس الفكره و سمعنا بأنفسنا اطباء يصرحون بنيه الهروب مع مقدم الحلقه .طبيب يسحل من عمله و يتم وضع الحديد فى يديه و يقتاد الى السجن دون ذنب ….يا لا الكارثه و الفجيعه…

لم يطلب مؤمن و الشجاعين د.خالد و د.موريس المستحيل و لم يطلب اطباء مصر المستحيل هم يطلبون تحقيق محايد يحاسب فيه الجانى لا المجنى عليه ,الاطباء ليسوا فى خصومه مع احد فهم ارقى و اسمى من اى خصومه ,لا توجد خصومات لا مع ضباط الشرطه و لا غيرهم فكلنا نكمل بعضنا الاخر لن يستطيع منا العيش وحيدا و لكنه الطمع فى الشعور ب الامان و عوده الثقه بالنفس و التى اهتزت فينا جميعا و الشعور بكرامه انهارت تحت قدمى امين شرطه و اصدقائه .

نريد العمل فى امن و امان ,هل هذا بكثير على من افنوا حياتهم فى الاجتهاد و العلم هل هذا بكثير على اصحاب العلم فى بلادنا .فكفانا مشاكلنا و ما نعانيه فى مستشفياتنا فلا تثقلوا علينا اكثر من ذلك ….كفايه
ehababurahma@gmail.com

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.