مازلتُ آدم…
… ها أنذا آدم،
من أديم الأرض خُلِقتُ
فخَلَقت ذات غفوة إسطورتي
قبل أكثر من نصف قرنِ
ومن الزمان عِشنا دهراً
كسوتها لحمي و دمي
ومن نبض حواسي،
ولدتُها من لدني لتلدني
ومن ضلعي المنكسر
ألبستها غيابي و وجودي
ونفخت فيها نسمة روحي
قبل أن يقول الوجود: كُنتُ.
إستيقظتْ عيناها مني
فرأيت بؤبؤ العينين يشبهني
يفيض حنيناً كالماء.
أطعمتها خبز جنتي العذراء
بطريق الآلهة العطشى، سِرنا
فوق عبير الخزامى، نِمنا
وتحت شلالات من بنفسج تحممنا.
لم تطردنا جنتنا يوما
كي لا تأن أطراحنا.
لم تخن قلوبنا عهداً
كما شاء لنا من كان فلم نهدم أبداً أفراحنا .
من ربعهم الخالي لم نكن
بل إنسكبنا كما خُلقت فينوس
من رغوة ينابيع عدن
ولم نسأل الطير والعصافير
كيف رويناهم من مائنا؟
من شهد الخلود أكلنا
و من شجرة الحياة قطفنا.
فإنسكب حليب الولادة الأول من لدننا .
كم من مرة ذقنا الموت
مرات ولم نعد نأباه.
فلم تكن مأساتنا يوماً
حين أُخرجنا من جنتهم
بل حين حرمنا من نعمة شجرة الحياه.
ஜ۩۞۩ஜ صدفة …
رُب صدفة خير من ألف ميعاد
وأقول: لولا أخطأتنا المواعيد
لما تقابلت ملامحنا ومستحيلات
حياتنا فقد تُخطئ كل حساباتنا
فتمنحنا طيور النورس
امواج قزحية من بحر صار فينا
أجمل وأقسى خيوط مشتهاه .
فعلى سبيل صدفتنا، ضربت لنا
موعد صرنا فيه معلقين على أغصان جدراننا
مصلوبين وشجن الغياب يعبث بأنفاسنا
مجتازين النار وطريق ألماتنا.
اليوم مر ستين سنة،
ولم أعد أعرف !
أأبكي صدفتنا أم أبكي نفسي,
أم على حاضر لا يحضن سوى همسي,
أم أبكي ما فات من يومي وأمسي,
أم دنيتنا التي أوسعتني ضربآ دون لمسي.