ماجد سوس
عزيزي الاخر الذي يختلف معي و آخرين في نظرتنا لما حدث في المنيا من امتناع كنيسة قبطية من فتح باب الكنيسة للصلاة على عروسان بروتستانت ماتا في حادث آليم يوم عرسهما
أرجو منك في المسيح يسوع ألا تُزايد على أرثوذكسيتي و أرثوذكسية كل من يعبر عن رأيه بحرية و بمحبة إنجيلية سواء من الإكليروس او الشعب
و عليك أولا ألا تأخذ دفة الحوار في إتجاه لا نبغي السير فيه فلا تحاول ان تثبت بالدليل القاطع ان البروتستانت من فصيلة الهراطقة التي لا يجب الصلاة عليها
لذا اسمح لي ان أغلق هذا الباب أمامك أخي الحبيب فلكل مقال مقام و دعنا نتحاور مع الطرفين بهدوء فلأهل بيتي الأرثوذكسيين ينبغي علينا ان نضع هذه الحقائق نصب أعيننا :
١- ان الصلاة على الميت ليست من أسرار الكنيسة التي تتطلب إيمان خاص وعقيدة خاصة إنما صلاة في المقام الاول لتعزية أهل المتوفي و التضرع لله ان يتغاضى عن الهفوات في رحمته و محبته للبشر.
٢- الامر مرتبط بفعل محبة الكنيسة الام لكل العالم لذا وضع بولس الرسول الحب اولا قبل الإيمان وقال ان كنت تتفاخر بإيمان ينقل الجبال و ليس لك محبة فأنت لست شيئا
٣- الامر مرتبط في هذه الكارثة بفعل المحبة و الصلاة المأخوذة بفم الاله فَلَو هم أعداء فمحبة الأعداء مرتبطة بالصلاة حتى لأجل الذين يسيئون إلينا وان أحببنا اهلنا الأرثوذكس فقط فأي فضل لنا
٤- بل أكثر من ذلك فعل الكنيسة هنا هو تضميد جراح الاخر حتى لو اعتبرناه امر استثنائي ككسر السبت حدث في قرية صغيرة في ظروف محددة قاسية بها مصاب أليم جدا فيكون فعل الكنيسة هو فعل السامري الصالح – المعتبر كافر في نظر اليهودي – و الذي امتدحه الرب و آدان ما فعلاه الكاهن و اللاوي و أوضح لنا كيف قام بتضميد الجراح
٥- الحكمة كانت تقتضي ان يصلي الكاهن و لو صلاة تعزية بسيطة او كلمة تعزية قلبية و لو يشير انها تعزية الكنيسة القبطية و لا سيما اننا نلتقي مع الطوائف الاخرى و يصلون معا في لقاءات مسكونية فكان على الكنيسة تجول تصنع خيرا ملتمسة رحمة لا ذبيحة كسيدها
وقد فتحنا الكنيسة امام الفنانين في فرنسا بل قاموا بالغناء لمصر و السيسي امام الهيكل بل وفتحتها لمرشحين غير مسيحيين .
٦- اب مكلوم و ام ثكلى لم تجد كنيسة تصلي على ابنها لأي سبب ما و اذا سلمنا ان الخطأ وقع من جانب الكنيسة البروتستاتنية فهل العين بالعين و السن بالسن هو طريقنا الذي ألغاه السيد المسيح بطريق الحب . فهل بدلا من تعزيتها نقول لها لن نصلي على ابنك لأنه غير شريك معنا في الإيمان
٧- في موقف أليم كالموت في حادث صعب أقول لك افعل كما فعل سيدك و اكسر السبت لأجل الانسان ولا سيما ان صلاة التعزية لا تعد كسرا لقانون كنسي فلربما تعزيتك و صلاتك تجعل كل من في المكان ينضم لكنيسة أم حنون تحضن الجميع و تشترك في تعزية و تشجيع الكل .
٨- تذكر مافعله القديس مكاريوس الكبير (ابو مقار) مع الكاهن الوثني الذي تهكم عليه راهب و نعته بالهرطقة و لكن محبة ابو مقار جعلته ينضم الى الكنيسة و يعتمد و يصير راهباً.
أقول لأخوتي البروتستانت
١- اذا كان الخطأ من احد قساوستكم والذي رفض الصلاة في كنيسته الرسولية فيكون هو أيضاً أخطأ و تسبب جزءياً في تلك المشكلة
و كان عليه ان يصلي عليهما في نفس المكان الذي تمت فيه مراسم الزواج قبل الوفاة مباشرة
٢- اذا لم يكن هذا ما حدث فأرجوك ان لا تغضب مما حدث و ستبقى الكنيسة الارثوذكسية أم لكل الشعوب دون تمييز و يكون ما حدث خطأاً غير مقصود او ظناً أو خوفاً من كسر قانون كنسي او تنفيذا لقرار اسقف خشي بدون قصد سيّء ان يلام بسبب كسر سبتاً و هو أسقف مشهودا له بمحبته و قد زار أسرتا المنتقلين و عزاهما
٣- اخي البروتستانتي لن أستغل الفرصة لأذكرك بأخطاءك او ما تقوله عني او هجومك على في مناسبات كثيرة لأن مصابكم مصابنا و حزنكم حزننا انه وقت تعزية لنفوسنا و نفوسكم عن نفس انطلقت في حادث أليم في ريعان شبابها و عليك ان تعي حقيقتان الاولى ان الارثوذكسية هي كنيسة الآباء الذين نشروا إيمانهم بالحب العامل بالمحبة
ثانياً ان اخطاء الأرثوذكسيين لا تنفي و لا تبطل نقاوة الأرثوذكسية
كلام سليم ميه في الميه يسوع المسيح يفتح العينين و البصيرة و يفتح القلوب بالمحبة الحقيقية بعيدا عن التعصب و التمسك الشكلي بالعقائد بدون عمل الروح في القلب الداخلي . كنيستي الاورثوذكسية كنيسة مجيدة و اخطاء اولادها هي قادرة بالمحبة ان تداويها