بقلم / مايكل عزيز البشموري
لماذا نؤيد الزواج المدنى الخاص بالاقباط ؟!
قبل البدء بالاجابة على هذا السؤال ، علينا أولاً ، معرفة الاسباب الحقيقية التى دعتنا ، لتبني إصدار قانون يسمح للاقباط بالزواج المدنى بعيداً عن الكنيسة .
” وجاء إليه الفريسيون ليجربوه قائلين له : هل يحل للرجل أن يطلق امرأته لكل سبب. فأجاب (يسوع) وقال لهم : أما قرأتم أن الذي خلق من البدء خلقهما ذكرا وأنثى. وقال من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكون الاثنان جسدا واحدا. إذا ليسا بعد اثنين بل جسد واحد فالذي جمعه الله لا يفرقه إنسان. قالوا له فلماذا أوصى موسى أن يعطى كتاب طلاق فتطلق. قال لهم أن موسى من أجل قساوة قلوبكم أذن لكم أن تطلقوا نساءكم ولكن من البدء لم يكن هكذا. وأقول لكم أن من طلق امرأته إلا بسبب الزنا وتزوج بأخرى يزني والذي يتزوج بمطلقة يزني. قال له تلاميذه أن كان هكذا أمر الرجل مع المرأة فلا يوافق أن يتزوج. فقال لهم ليس الجميع يقبلون هذا الكلام بل الذين أعطى لهم. لأنه يوجد خصيان ولدوا هكذا من بطون أمهاتهم ويوجد خصيان خصاهم الناس ويوجد خصيان خصوا أنفسهم لأجل ملكوت السماوات من استطاع أن يقبل فليقبل ” .
(مت 1:19-12)
تقول المصادر الكنسية بأنه كان هناك مدرستين عند اليهود في موضوع الطلاق :-
1. مدرسة الراباى هليل : وهم يسمحون بالطلاق لكل سبب حتى عدم إجادة الطهي أو حتى لو أعجبت الرجل امرأة أخرى وكره امرأته.
2. مدرسة الراباى : شمعى وهي تقيد الطلاق إلاّ لسبب الخيانة فقط.
وهناك أيضاً عدة مدارس عند المسيحيين الارثوذكس في موضوع الطلاق :-
1. مدرسة الروم والسريان والارمن : وهم كنائس أرثوذكسية تسمح بالطلاق لـتسعة أسباب غير الزنا
2. مدرسة البابا شنودة الثالث : وهى لا تسمح بالطلاق إلا لعلة الزنا .
وتتشابه المدرسة الثانية الذى أرساها المتنيح البابا شنودة ، مع المدرسة اليهودية الخاصة فى موضوع الطلاق ، وهى مدرسة الراباى شمعى ، التى تقيد الطلاق إلاّ لسبب الخيانة فقط.
” لا طلاق إلا لعلة الزنا ” ، تلك الاية المثيرة للجدل ، التى أصبحت محل خلاف بين المفسرين أنفسهم ، والتى حولها قادة الكنيسة المتشددين لدستوراً ثابتاً للاحوال الشخصية القبطية ، فأصبح لا يمكن الاقتراب منه أو تعديله ، وهذا ما حدث في عهد المتنيح البابا شنودة الثالث ، الذى تبنى شريعة الزوجة الواحدة ، ونبذ الطلاق والزواج الثاني ، ومن ثم قام بإلغاء العمل بلائحة 1938 التى عددت أسباب الطلاق لـ 9 أسباب غير الزنا .
وبناءاً عليه لم يتبقى أمام الاقباط سوى خيارين وحيدين فقط لطلب الطلاق :
1- أما تغيير الملة وهذا أمراً صعب وتكلفته المادية عالية .
2- تغيير الديانة وإعتناق الاسلام .
” ويعتبر هذان الخياران هما السبب الحقيقي وراء إضطراب الكنيسة القبطية ، وعدم سلام الاقباط طيلة السنوات الاخيرة الماضية ” .
فالخيار الثانى كان أحد أبرز العوامل ، التى أدت لضياع وتدمير مئات الاسر القبطية ، الذي لم يتبقي أمامهم خيار للتخلص من زيجاتهم الفاشلة ، سوي تغيير الديانة ، وهو الامر الذى أدي لنشوب الفتن الطائفية بين عنصري الامة من المسلمين والمسيحيين بمصر .
للحديث بقية
الوسوممايكل عزيز البشموري
شاهد أيضاً
“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “
بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …