الأحد , ديسمبر 22 2024

لكلّ دولة هوليود ،وأوسكار

قد يكون الوضع في هوليود أمريكا يحتاج لبعض النّقد الذي لن يغيّر شيئاً في وصف الحلم الأمريكي، ولا الأصل الأمريكي، الفن في أمريكا ومن بينه السينما يرسم مستقبل العالم من خلال نظرة فنيّة، ونظرة أمريكية قد تكون بيضاء البشرة.

لاشكّ أن لدينا الكثير من الموهوبين في كافة المجالات فنحن في النهاية بشر.

غير مسموح لنا الوصول إلى منابرنا المحلّية، كيف نطلب من العالم أن يحتضننا؟

نحن نبحث من خلال الفنّ عن امتلاك الرّغيف ،والاستئثار به .

الخوف من المستقبل، المجهول، وغريزة البقاء تدفعنا إلى التّمسك بلقمة عيشنا، والمحافظة عليها بطريقة شريفة، وربما غير شريفة أحياناً.

في حفلة موسيقيّة حضرتها قالوا لي أنّ العازف كان رائعاً . لم أتفاعل مع اللحن وعندما سئلت عن التّفاصيل قلت إنّني لا أدقق بالتّفاصيل، لكنّه رائع.

لم أفهم شيئاً مما سمعت بل وشعرت بالملل الشديد.

بقيت أقرأ كتاباً  أهدتني إياه صديقتي لمدّة شهر، قرأت عشر صفحات منه فقط، لم أدخل إلى لبّ الموضوع. سألتني صديقتي عن رأيي. قلت: رائع.

دعاني صديق إلى معرض رسم له. لم أفهم شيئاً من معرضه لكنني قلت: رائع

وعندما حدّثني عن سعادته عندما يرسم، وكيف يغني ويرقص. كانت لغة جسده تقول:كم أنت مزيّف!

الذين تحدّثت عنهم. هم اليوم رقم معروف على شبّاك التّذاكر المحليّة، والعربية يسوّقون لفكر الاستبداد بعد تزويق الكلمات، تبدو أنّها تتحدّث عن الحريّة.

أوّل فيلم أمريكي شاهدته في حياتي أصابني بالدهشة. شعرت أنّه وصل إلى داخلي بسرعة، وأنّه يتحدّث عنّي، ولكلّ نوع من البشر فيلماً أمريكيّاً يتحدّث عنه مع عدم التقليل من شأن السينما الغربية بشكل عام.

أرغب أن أقرأ كلّ ما يمرّ عليّ ليس في السّينما فقط، بل في كلّ مناحي الحياة.

في الشرق بشكل عام، وفي الدّول العربيّة بشكل خاص. قلّة من الفاعلين في الحياة وصلوا إلى أماكن مقبولة، المبدأ العام هو احتواء المقربين من النّظام، والنّظام ليس هو نظام الحكم. هو نظام المجتمع، فلو كنتَ بيكاسو على سبيل المثال سوف تستبعد من النجاح في المسابقات إن لم يتبنى المسؤول في ذلك المكان موضوعك.

بعد ثورات “الرّبيع العربي” -والتي ربما تستمرّ كلّ بضع سنوات في انعطاف جديد، لانعرف متى تنتهي، ومتى نعيش المجتمع المدني الحقيقي- انفرط العقد الاجتماعي، وبدأ كلّ منّا يسبح في تيّار.

آلاف المحطات الإذاعية، وآلاف الفيديوهات تظهر أنّ من كان جزءاً من الأنظمة السّياسيّة ، والاجتماعيّة قد التّف عليها من أجل لقمة العيش. البعض منهم يمجّد الثّورات لأنّ هناك من يموّل موقعه الالكتروني، أو محطّة الفيديو الخاصة به، أو الجمعيّة الخيرية التي أنشأها من أجل إعالة نفسه وأسرته تحت أسماء دينيّة أو اجتماعيّة، أو نشاط حقوق الإنسان الذي يعيش من خلاله، أو الأحزاب التي يستولي على نقودها، وهو يشتم دكتاتوراً غادر أرضه ليمدح دكتاتوراً يعيش على أرضه. الحالة مزرية .

قبل أن نتحدّث عن هوليود يجب أن نعرف من نحن؟

هل يعقل أن نكون حاصدي جوائز سواء كنّا داخل بلادنا ضمن نظام معيّن، وبعد أن نغادرها ضمن نفس النّظام و الأسلوب بعد تغيير اليافطة؟

هذا ليس حديث في السّياسة. هو حديث عن ثقافتنا التي تخلو من التّنوير، ولا شكّ أن هناك قلّة تسعى للتّغيير، لكنّ الأكثريّة منشغلة بشتم من يعارضها في وجهة النّظر مهما كانت بسيطة.

السّؤال هنا: ماذا يمنع أصحاب الملايين من العرب من دعم عمل فنّي حقيقيّ يصل إلى العالميّة، ويضاعف رأسمالهم؟

الجواب واضح: يخشون من التّغيير. . .

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.