الإثنين , ديسمبر 30 2024

إحياء ثورة هلاهطة .

ونحن على بعد خطوات من أحياء ثورة 25يناير، وقد تصدر الفيس بوك هشتاج، أنا نزلت وشاركت فى ثورة25يناير،فى الحقيقة لا أعلم من وراء هذا الهشتاج،إلا أنه ينطوي بداخله على رسالة سامة تنم عن ضميرا ملوثا،ولما وكل الشعب بجميع طوائفه وفئاته وتوجهاته، قد نزل الى تلك الثورة، حتى من لقبوا بحزب الكنبه ،على الأقل نزلوا ليشاهدوا تلك الثورة، الثورة لم تكن فقط فى ميدان التحرير، بل كانت فى كل مكان،دمرت فيها المنشأت الحكومية وإحراقت فيها المتاجر الشخصية، ونشط فيها البلطجية والحرامية، وأظن أن مظاهر السلب والنهب كانت شاهده على عظمة المصرى عندما يقوم بثورة، لم يقم بها منذ زمن بعيد ،طبق أسوء مافيها، ونضح اللسان بما ألفت عليه السوقة والشوارعية،فكانت أول المطالب الشرعية الحرية،الحرية المجردة من كل حياء،شعارتها سب وقذف ،شارك فيها الجميع وكان للشباب النصيب الأكبر فيها،
فلا ننكر أن الفساد استشرى فى البلاد ونحن مشاركون فيه، لا ننكر أنه بالفعل كان هناك توريث،كمالا ننكر أن جميع المؤسسات التابعة للدولة قد نخر فيها السوس،فكان الظلم والإهمال ،تلك الثورة التى احتوت بداخلها ثورات على كل ماهو فاسد فى تلك البلد، ولكن دون ان يكون لها دليل يبين لهم الطريق،كان الدليل هو الشيطان الذى استباح ممتلكاتنا، وانساق وراءه الشباب والفرحة والابتسامة تعلوا شفاهم، وكأنهم المغاويير الذين يدرءون الخطر عن بلادهم، ومع تقمصاتهم للثائرين السابقون,رأينا جيفارا يحرق،وبوب مارلى المعفن، يسرق،ولا يزال الشيطان يسطر على الجموع الغفيرة،فكانت ثورة غير طاهرة، هنا شباب يدخن الحشيشة، وشباب يشرب الخمر، وشباب جاء للتربيط مع الفتيات، أما الفتيات فكلا منهن تقمصت دور المناضلة ،لعل وعسى تجد ضالتها فى جيفارا التقليد،أو بوب مارلى ابوقملة، تلك الاشكال التى ملاءت الميادين ،وكأنها ثورة للمخنثين.أما اليسار واليمين المتطرفين فكلاهما يضاجع الأخر.
وفى المقابل هناك اطهار نزلوا الى تلك الثورة ولكن دون دليل، دليلهم هو حبهم لبلادهم، لا يبغون من تلك الثورة سوى، أن تتطهر البلاد من هذا الدنس الذى مسك بتلابيبها،فكانوا يريدون التغيير للأحسن،ولكن كان فى الجانب الأخرالشيطان الذى أوهم الجموع أن تطهير البلاد لا يأتى إلا بحرقها ،ودمارها،لبنائها من جديد
لينكشف مخططه وتسرق ثورته، ليستفيق الشعب على كابوس، أضجع منامه،ليستعد للقيام بثورة تصحيح ،وتكبيل الشيطان فى قمقمه،حتى لا يخرج للشعب مرة أخرى.هكذا كانت ثورة هلاهطة ،شاركت فيها بنفسى من أقصى الجنوب الى الشمال وفى ميادينها العديدة، ولكن لكلا من نزل فيها له أهدافه،منها النبيلة، ومنها الطينة.
ومع كل ذلك مازلنا ننتظر ثورة على أنفسنا نحن الشعب نقوم بها لنطهر ضمائرنا، ونحسن من أخلاقنا، وقتها فقط إما أن نكون شعب هلاهطة، أو شعبا يستحق التقدير.

شاهد أيضاً

اللواء هاني ابو المكارم وأكاديمية الشرطة والوطن

بقلم عبدالواحد محمد روائي عربي لا وطن بدون استقرار منظومته الشرطية والعسكرية والقضائية وسائر منظومات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.