أيتها الجالسة في ظل جناني
لماذا تفتشين عني بين أرز لبنانِ؟
باقات التوليب مازلنا لم نقطفها
هلمي من لبنان يا عروس النشيد
أيتها المسيجة بحقول سوسني
مذ رأيتكِ بين وديان الحقول ترعين.
فخاتلتني هذه الطالعة
بين أشواك التين و الصبَّار،
بين صخور البرية و الوديان؟
منذ مَرّ بكِ زمن حبي
و صرنا عنفوان الصبا
بين جزري ومدّي.
هلمي يا عروس لبنان
فأحممكِ بعطر نارديني.
ستغمركِ غيمتي
ويسربلكِ ضباب سواحلي
سيدفئ اطرافكِ شعاع فرحي
المتسرب من قلب حبيبكِ وعينيه
فالشتاء يا حبيبتي قد ولّى
وتهطل الآن أمطار ربيعي
خُذيني من حدودي،فعمديني.
– وحين مررتَ بي هنا وهنالك
سمعتُ نداءاتك فإمتدت يداك لخاصرتي.
ثم بادلتني إيمائتك البنفسجية،
إيذاناً بحنين ذروة إمتلائي.
صرت سمائي فتلحفتك،
لأمنحك حبي فإليك إشتياقي،
أسقيتك نبيذي ممزوج بسلاف رماني.
قبلة فأخرى، أعبر مطلقك يا أمانيّ.
ضع شمالك تحت رأسي،
ويمينك تعانقني بحنين فأنساني.
اجعلني كخاتم على قلبك،
انقشني بلهيب نارك،
فوق ساعدك، وبين وجداني
فدمي سُلاف أوردتك
ينتشي بين شهقاتك وزفراتي.
فالمحبة قوية كما الموت
وحبك كان نصيبي و أغلى الأثمان.
اجعلني كلهيب شمعتك الصغيرة
تذوب في كفيك،
كل نبوءة فجرنا المشتهى.
فحلقك حلاوة وكلك مشتهيات
هذا سليمان حبيبي يا بنات أورشليم
إذ لامست شفاهه تعابيري الدفينة
فاض القلب دقاته وعانق أشجاني.
لازال شغفي مولع بحضورك
لتهطل بنا كؤوس الهذيان،
فيكتمل بنا لهيب الحميم.
_____________