كتب : عبد الناصر صابر النقيب السابق للمرشدين السياحيين بأسوان
هي منطقة فريدة من نوعها في أسوان ومن النادر أن تكون في أي بلد في العالم, حيث تجمع مابين آثار ثلاثة حضارات مصرية قديمة وحديثة وكأنها كانت تبعث برسالة محبة وسلام للعالم كله منذ زمن طويل .
حيث تتجمع الحضارات الفرعونية والنوبية والإسلامية في مثلث , حيث يبدأ المثلث من علي ربوة غربية بطابية فتح التي كانت بمثابة مركز تدريب الجيش المصري في عهد محمد علي الذي أسس أول مدرسة حربية في مصر بأسوان بمنطقة الطابية ويمتد إلي المتحف النوبي بما يضم من مقتنيات ولوحات وأدوات وشواهد وتماثيل للآثار النوبية, إضافة إلي دلائل من عصر ما قبل التاريخ والعصر الحجري وعصر الأهرامات, وفي اتجاه الشرق تتوسط المنطقة الجبانة الفاطمية التي اكتشفتها عالمة الآثار المصرية الأسوانية الدكتورة سعاد ماهر داخلها شواهد مؤكدة للعديد من المقابر التي تحمل أسماء قادة الفتح الإسلامي لأسوان, أما في أقصي الشرق فتتبوأ المسلة الناقصة الفرعونية في ربوة عالية أخري.
ولأنها منطقة يطلق عليها مثلث التسامح وملتقي الأديان انضمت لمقومات هذا المثلث مدافن الكومونولث التي تضم رفات جنود ومواطنين إنجليز من ضحايا الحرب العالمية الثانية ومدافن الأقباط التي لا يفصلها عن الجبانة الفاطمية الإسلامية سوي شارع واحد يتوسطه النصب التذكاري لشهداء معركة توشكي التي قادها عبد الرحمن النجومي ضد جيش الثورة المهدية في جنوب أسوان.
وتعد هذه المنطقة شديدة الخصوصية وكنز سياحي، وتلاقي الحضارات في مثل هذا المثلث يؤكد أن مصر ومن زمن الفراعنة هي نموذج للمحبة والسلام لدرجة أن أرضها الطيبة تجمع موتي المسلمين والأقباط وحتي الإنجليز معا في منطقة واحدة ، وأن ما يضمه المتحف النوبي الذي تأسس في عام1997 والذي حصل علي جائزة آجمل متحف معماري في عام2001 لا يعد متحفا للآثار فقط وإنما يعد مركزا دراسيا وتوثيقيا للحضارات المصرية المتعددة ويكفي آنه يضم هيكلا عظميا لإنسان يصل عمره لنحو200 آلف عام عثر عليه بمنطقة راد كوباتية في أسوان .
ويوجد بهذة المنطقة الجبانة الفاطمية الإسلامية كان قد قام بالتنقيب داخلها في الفترة من عام1923 وحتي1927باحثا إيطاليا أثريا يدعي منيري ديفيلارد , حيث وصف القباب وتكلم عنها بشكل تفصيلي يؤكد أنها كانت تمتد علي مساحة كبيرة وتضم55 قبة منها31 قبة في الجبانة الحالية شرقا وغربا, ويقول أن أهل أسوان لايزالون يدفنون موتاهم بها إلى الأن تبركا بهم .
وأن ما يضمه المتحف النوبي الذي تأسس في عام1997 والذي حصل علي جائزة آجمل متحف معماري في عام2001 لا يعد متحفا للآثار فقط وإنما يعد مركزا دراسيا وتوثيقيا للحضارات المصرية المتعددة ويكفي آنه يضم هيكلا عظميا لإنسان يصل عمره لنحو200 آلف عام عثر عليه بمنطقة راد كوباتية في أسوان حاليا بمقبرة النجومي.
وأن المسلة الفرعونية الناقصة التي تقع شرق هذا المثلث تكمل الربط ما بين الحضارات المختلفة .
وأسوان بهذا ترسل رسالة قوية للعالم تؤكد عظمة وجمال أسوان وأنها ملتقي جميع الأديان والحضارات .
الوسوممصر بلدى
شاهد أيضاً
من يعيد وضع عتبات أبواب بيوتنا ؟!
كمال زاخر الثلاثاء ١٩ نوفمبر ٢٠٢٤ حرص ابى القادم من عمق الصعيد على ان يضع …