بقلم / خالد المزلقانى
كلنا نتساءل هل أصبحت مهنة الطب تجارة وهل أصبح الأطباء رجال أعمال يبحثون عن الثروة الباهظة والمكاسب السريعة وجني الأموال فقط هل إنتزعت الرحمة من القلوب وأصبح كل شىء فى هذا الزمان يقاس بالمكسب والخسارة هل ذهبت الإنسانية فى مهب الريح .. كيف هذا ولماذا كنت أظن أن مهنة الطب هي مهنة الرحمة ومهنة الإنسانية فى المقام الأول دون النظر إلى أى عائد مادى . سوى الأخذ بيد المريض حتى يتم الشفاء وأن سعادة الطبيب تكمن فى شفاء آلام المرضى من الناس ولكن للأسف مانراه و وجدناه عكس ذلك تماما والفاجعة وكل الفاجعة عندما سمعت وحكى لي شابا ويقول بعد تخرجى من كلية العلوم إلتحقت بالعمل بإحدى شركات الأدوية براتب جيد وأحمد الله عليه ولكن ما رأيت هو أن كل شىء له ثمن فعملى يتطلب منى أن أذهب إلى الطبيب لكى أعرض علية إنتاج الشركة من الأدوية ومحاولة إقناعة بالتعامل معنا وأن يكتب العلاج لمرضاه من أدوية الشركة التى أعمل بها ولكن ليس هذا بلا ثمن فكان لابد للطبيب أن يستفيد من وراء ذلك حتى يكتب لمرضاه أدوية الشركة فرأيت أن الثمن هو أنه لابد للطبيب نسبة من المبيعات ولامانع من بعض الهدايا مثل أجهزة اللاب توب والتليفونات المحمول الحديثة ولابد أيضا من رحلات صيفية للترفية والأجازة ولكن من يتحمل كل هذا ويدفع الثمن هل الشركة التى تربح الكثير من وراء ذلك . كلا فمن يتحمل كل هذا هم المرضى الذين يكتب لهم الطبيب الأدوية االغالية الثمن وحتى أن لم يحتاجوها أوحتى لو كان هناك البديل الأرخص لتلك الأدوية وكل هذا لكى يستفيد حضرته بالنسبة العالية والمميزات الأخرى دون النظر لحالة المرضى أن كانوا قادرين أو غير قادرين على شرائها فماذا يفعل الفقير الغير قادر على شراء تلك الأدوية فأين الرحمة فى ذلك وأين الضمير الإنسانى ؟ فما يتم هو إستغلال للمرضى والتجارة بآلامهم وهنا يصمت الشاب وينتهى كلامة ويصمت فى حزن وخجل لما شاهدة من إستغلال الأطباء وشركات الأدوية .. فيا سادة أين إنسانية الطبيب وهو يسمح للشركة بأن تجعل منه مستغلا لمرضاه لكى يذهب فى رحلة مصيف. أين الواعظ الدينى والأخلاقى والضميرالإنسانى . هل أصبحت مهنة الطب بزنس بلغة رجال الأعمال وتجارة يتاجرون فيها بآلام الناس لكى يربحوا رحلة أو مصيف هل أصبح شغلهم الشاغل أن يجنوا الأموال ويبنوا الأبراج ويركبوا أفخم السيارات . أين الرحمة والمرضى يضعون كل أمالهم فى الطبيب المعالج لهم ولا يعلمون شىء عن النسب المالية أو إتفاقات التجارة مع شركات الأدوية . كيف يحدث والمريض لا يعلم أن طبيبة المعلق عليه الآمال يستغله ويتاجر بمرضه دون شفقة أو رحمة أو إنسانية .هل إنعدمت الإنسانية فى كل شىء ..يا سادة رفقا بالمرضى ورفقا بالفقراء فإرحموا من بالأرض يرحمكم من بالسماء ..حفظ الله مصر وشعبها من كل سوء .
الوسومخالد المزلقانى
شاهد أيضاً
قومى استنيرى
كمال زاخر رغم الصورة الشوهاء التى نراها فى دوائر الحياة الروحية، والمادية ايضاً، بين صفوفنا، …