الجمعة , نوفمبر 22 2024
إيهاب أبو رحمة

حضرة المتهم “طبيب”

د.إيهاب أبورحمه 

لا ادرى كيف لى ان ابدأ الحديث و لكن كل ما اشعر به هو شعور بالمراره , احساس بالقرف …
طبيب يدعي خالد إبراهيم أحمد شحاته البوهى ,طبيب عنايه مركزه بمستشفى الشيخ زايد بالقاهرة ,صغير السن يعمل في ظروف صعبه في ظل ندره في الامكانيات و في ظل اداره روتينية , كان يمارس عمله بما يرضى الله جاءته حالتين حرجتين في نفس التوقيت و ليس لديه الا سرير وحيد في العناية التى يعمل بها ,فماذا هو فاعل في مثل هذه الظروف ؟

عليه اختيار حاله واحده فقط لادخالها و بالطبع الحاله الاكثر حرجا و خطوره و التى تحتاج للعنايه المركزه اكثر و لم يكن قرار الطبيب من نفسه و لكنه عاد ليسأل الطبيب الاكبر منه و المسئول عن العنايه رسميا فكان رأيه مطابقا لرأي طبيبه الاصغر ف امر الطبيب ب إدخال الحاله الاخطر و الاكثر احتياجا للعنايه و هى حاله جلطه دماغيه .و لكن من سوء حظه ان الحاله المرفوضه هى حاله تخص و موصى عليها من قبل مسئول كبير في وزاره الصحه ,الذى ما ان عرف برفض الحاله الموصى عليها من قبله الا و صعد الامر و تم تهديد الطبيب ب التحويل للنيابه بتهمه التحريض على التظاهر ضد الدوله !!!
الكلمات تعجز عن التعبير عن الموقف و تعجز عن وصف الشعور هل اصبح العلاج الان قاصرا على المسئولين بوزاره الصحه الكبار و ذويهم ؟ هل اصبحت الوزاره عزبه للمسئولين و للأقرباء اولا و من بعدهم للغلابه و الفقراء ؟؟ الا يكفى الظروف الصعبه التى يعمل فيها هؤلاء الاطباء ؟ الا يكفى ضعف الرواتب و الامكانيات حتى نحملهم ما لا يمكن ان يتحملوه ؟ تحملوا سنوات ضاعت من اعمارهم كانت احلى سنوات عند امثالهم في الكليات الاخرى ؟ يدفعون ثمن طموحهم و رغبتهم في دخول كليه القمه كل يوم و بدلا من توفير الظروف نحاسبهم على اتقان عملهم و على ضميرهم الذى مازال حيا يعمل باخلاص !!
سياده المسئول حتما سيأتى يوما ستترك الكرسى و قد تحتاج لسرير يمنعك عنه مسئول اخر و لكنه على كرسيه , فماذا هو شعورك حينها؟؟

سياده المسئول الكراسى زائله و لن يتبقى من الانسان الا عمله و حسن ذكراه .
يا ترى كم مسئول في الوزاره بهذا الشكل يتخذون من وزارتهم عزبه و تكيه لا قربائهم و ذويهم ؟؟ هل اصبحت الان التهمه السهله هى التظاهر ضد الدوله و ليس مستبعدا ان يكون هذا الطبيب يحاول قلب نظام الحكم …..الا نتقى الله ؟؟

منذ ايام قليله تم حبس طبيب على ذمه القضيه و لم تثبت عليه التهمه في خطأ طبى ..اهكذا نعامل الاطباء يا ساده ؟؟ان كان اخطأ عن قصد فله عقابه ان لم يكن كذلك ف هناك نقابه تحاسبه ..اما ان كان اهمال فلا بد من محاسبته قانونيا و لكن هل تثبت ايه تهمه منها حتى يتم حبسه ؟؟

لابد من اصلاح مثل تلك القوانين و تعديلها كمثيلاتها في الدول المتقدمه والا سيهرب البقيه الباقيه من الاطباء .بدلا من جذب الاطباء نحاول و نتفنن في طردهم و نسعد لهربهم . و ها نحن الان نرهبهم من قبل كبار المسئولين و الذى من المفترض هم الحامين و الحمى لهم !!

الصحه امن قومى و الحق في العلاج هو مسئوليه الدوله و هو حق لكل مواطن هذا ما ينص عليه دستور البلاد و مع هذا نجد المسئولين المخول لهم تطبيق القانون يعملون على ادخال الحالات غصبا و جبرا حتى و ان لم تكن في حاجه للعنايه المركزه !!

و لا بد من الايضاح انها ليست المره الاولى و لن تكون الاخيره هى ظاهره تحدث كل يوم و لكن جديد هذه المره اتهام الطبيب بتهمه الاخلال و التظاهر ضد الدوله . متى يكون العلاج للبسيط و الفقير اولا متى يكون الناس سواسيه في طلب العلاج ؟ ام اننا في حلم لن يتحقق؟؟

الحياه لا تستمر على حال و لنعلم انه كما تدين تدان و الايام تدور , يوما لك و يوما عليك ف اعمل من اجل وجه الله و من اجل اسعاد الاخرين يا سياده المسئول و حتما سيبقى لك يوما في الدنيا و في الاخره . و اعلم ان اسعاد الاخرين يفتح لك ابوابا اغلقها البعض في وجهك فكما تساعد الاخرين ستجد حتما من يساعدك.
(مرفق مع المقال بلاغ النقابه العامه لمكتب النائب العام )
الكاتب :د.إيهاب أبورحمه
ehababurahma@gmail.com

1

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

قومى استنيرى

كمال زاخر رغم الصورة الشوهاء التى نراها فى دوائر الحياة الروحية، والمادية ايضاً، بين صفوفنا، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.