لم يعد يفصلنا عن 25 يناير سوى بضع امتار قليلة وبحلول هذا التاريخ نكون قد اتمنا خمس سنوات كاملة منذ قيام الثورة وما زلت أؤكد أنها ثورة بالرغم من حملات تشكيك البعض فمنهم من أطلق عليها مؤامرة وهناك من أسماها نكسة يناير والحقيقة أنها ثورة عظيمة فى مضمونها اندلعت شرارتها الأولى من شباب مثقف وواعى ووطنى .. هذه الثورة التي كانت محددة الأهداف (عيش .. حرية .. عدالة اجتماعية)
غير محددة الخطوات بدليل أنها قامت على المطالبة بحل البرلمان المزور وتشكيل وزاري جديد وتصاعدت إلى أن وصل سقف المطالب إلى إسقاط النظام وهذا دليل على صدق الثورة ونجاحها فى البداية ولولا قفز أصحاب العطش السياسي والطامعين على هذه الثورة ما أصبحت ثورة منقوصة غير واضحة المعالم بدليل انه بعد مرور الخمس سنوات مازلنا تتخبط فى القرارات مما يساعد معاول الهدم فى التفوق على سواعد البناء ولنا فيما حدث من مجموعة الألتراس مثال حى لأحد المعطيات الهدامة ……. ومع رفضى التام لما حدث من هذه المجموعه التى تحتاج إلى معاملة نفسية خاصة مثل الطفل غير السوى الذى يحتاج إلى تقويم وتكون البداية بالاجتماع بقياداتهم والاستماع الى رموزهم لنشعرهم بأنهم كيان حقيقي على الأرض وجزء لا يتجزأ من المجتمع الذي يشارك فى بناء مصر الجديدة والتي كان لهؤلاء الشباب وأمثالهم الفضل فى تغيير جلد النظام والقيادة السياسية في مصر ولا ينكر دورهم إلا جاحد .
وبمجرد شعور هؤلاء الشباب بمشاركتهم المجتمعية والاستماع لوجهة نظرهم ومناقشتهم ووضع المحددات للمسموح وغير المسموح وفقاً لمعطيات الفترة التى نمر بها بالتأكيد سنكسب درع واقى للوطن ونقى هؤلاء الشباب شر أنفسهم ونستخدمهم أدوات بناء بدلاً من تركهم فريسة لمن هم خلف الستار الباحثين عن إحداث الفوضى الخلاقة عن طريق هؤلاء الشباب المتخبط مذبذب الأفكار الباحثين عن تكوين أفكارهم وشخصياتهم فى هذه المرحلة من أعمارهم مع وجوب الإعتراف بأن هذه المجموعات أصبحت واقع لابد من احتوائه بدلاً من تهميشهم
لأن هذا الجيل الصاعد يختلف تماماً عن الأجيال السابقة التى نشأت فى قمع وقهر لذا وجب على الجميع أن يتعايش مع الشباب على أنه جزء هام فى أى منظومة واعطائهم الفرصة لممارسة الحريات والديمقراطية السليمة وأؤكد أن ذلك الطرح سيمثل مسئولية مضاعفة على الشباب بدليل انهم نظموا أنفسهم أكثر من مرة داخل ملعب التتش بالجزيرة دون حدوث مشاكل أو أزمات .
خلاصة القول وجوب إشراك الشباب فى صنع القرار حتى وإن تأخر دخولهم المدرجات فلا ضير فى مجالستهم ومحاورة قياداتهم لكشف الأسباب الحقيقية لتأخر عودتهم للملاعب … لابد من رأب الصدع وإيقاف صراع الاجيال لأن بهذا الاحتواء قد نوقف حدوث الكثير من البلاء .