الأهرام الجديد الكندى
اعتقلت السلطات الأمنية في السودان، اثنين من كبار رجال الدين المسيحي بالخرطوم بحري وامدرمان، الجمعة.
وطبقاً لمقربين من عائلتيهما، فقد اعتقلت قوة أمنية القس كوة شمال، راعي كنيسة الخرطوم بحري، من منزله بمنطقة طيبة الأحامدة، بالخرطوم بحري، في وقت مبكر من صباح الجمعة، واقتادته لجهة مجهولة لذويه.
ويتقلد القس كوة شمال، منصباً رفيعاً بكنيسة المسيح السودانية، ويدير مكتب التبشير بمجمعها، بجانب تقلده منصب راعي كنيسة الخرطوم بحري.
ونقل مقربون من عائلتي المعتقلين، لـ(الطريق)، بأن السلطات الامنية، اعتقلت ، ايضاً، القس، حسن عبدالرحيم، من منزله بضاحية امبدة، شمالي العاصمة الخرطوم، واقتيد هو الآخر لجهة لا يعلمها ذويه. ويشغل القس عبدالرحيم منصب الأمن العام لمجمع كنيسة المسيح السودانية.
ويعاني المسيحيون السودانيون حملة من التضييق أعقبت انقسام السودان وتوجه غالبية المسيحيين السودانيين للدولة الجديدة في جنوب السودان.
وأعلنت كنائس سودانية، مطلع العام الماضي، ان المسيحيين في السودان يتعرضون لمضايقات حكومية، وانتهاك لحقهم في ممارسة شعائرهم الدينية.
وقال قادة دينيون مسيحيون ان “الحكومة السودانية أوقفت منح تصاديق لبناء كنائس جديدة في السودان”، وطالبوا الحكومة بـ”منحهم تصاديق لبناء كنائس جديدة لجهة ان بعض المسيحيين أصبحوا يقيمون صلواتهم بمنازلهم جراء إيقاف تصاديق بناء الكنائس”.
وكشفوا عن مصادرة بعض الممتلكات الكنسية من سيارات وحواسيب، في إقليم دارفور، مُطالبين الحكومة بإتاحة الأنشطة الكنسية للطلاب المسيحيين بالجامعات السودانية، ومنح أصدقاء الكنائس السودانية من الأجانب الذين يودون حضور الأنشطة الكنسية تاشيرات الدخول للبلاد.
وهدمت السلطات السودانية، يوليو 2014، كنيسة بحي العزبة مربع 19 ، بمنطقة طيبة الأحامدة، شمالي الخرطوم.
وهاجمت مجموعة دينية متشددة في العام 2012م، كنيسة بضاحية الجريف غرب، شرقي الخرطوم، وأشعلت فيها النيران، ودمرتها.
وقال نشطاء، ان المتشددين الذين أحرقوا الكنيسة الإنجيلية بالجريف، تلقوا تعليماتهم من زعيم ديني متشدد وامام مسجد بمنطقة الجريف غرب وعضو بهيئة علماء السودان.
وهدمت سلطات محلية الخرطوم، في 2012م، مباني الكنيسة الاسقفية بالحاج يوسف، التي تأسست في العام 1987م.
وتمنع الحكومة السودانية بناء اي كنائس جديدة في البلاد- بحسب الأمين العام لمجلس الكنائس السوداني، كوري الرملي. على الرغم من أن الدستور السوداني يكفل حرية المعتقد وحرية العبادة.
ومنع جهاز الأمن والمخابرات السوداني، عدة مناشط للمسيحيين، العام الماضي، بينها ورشة عمل نظمها مجلس الكنائس في جامعة الخرطوم، واتهموا أعضاء المجلس بالتنصير.
وبجانب التضييق علي دور العبادة الخاصة بالمسيحيين، فهنالك حملة موازية للتضييق علي المرافق التعليمية الخاصة بالمسيحيين.
و شنت السلطات الأمنية بولاية الخرطوم حملة استهدفت إغلاق مدارس ومعاهد تعليمية يمتلكها ويديرها مسيحيون، السنوات القليلة الماضية.
وأغلقت السلطات الأمنية بالخرطوم معهد “لايف” لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها (اغلق يوم 15 يناير 2013) وطُلب من مالك ومدير المعهد وهو مسيحي مصري الجنسية ان يغادر البلاد خلال 72 ساعة ،فيما تمت مصادرة ممتلكات المعهد واُمهل طلابه من الأجانب علي مغادرة البلاد خلال 48 ساعة.
وبالمثل، أغلق معهد “كريدو” لتعليم اللغة الإنجليزية وعلوم الكمبيوتر ، بضاحية الحاج يوسف، شمالي الخرطوم، ويملكه ويديره مسيحي امريكي الجنسية ويقدم خدماته لطلاب أغلبهم من المسيحيين منحدرين من مختلف اقاليم السودان، وفي الوقت نفسه اغلقت السلطات أكاديمية “نايل فالي” لتعليم الأساس ، و معهد “اصلان” لتعليم اللغة الانجليزية وعلوم الكمبيوتر.
الخرطوم