بقلم / مايكل عزيز البشموري
هل تتذكرون رد الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسي ، على تطاولات الرئيس التركى رجب طيب أردوغان فى حقه ، لقد قال حينها : ” زمان وانا صغير كان الناس بيضربونى بس كنت بقولهم : بكرة لما هكبر هضربكم ” ! .
بالطبع جميعنا أبتسم ، ولم نفهم حينها ما كان يقصده الرئيس السيسي آنذاك … السيسي كبر بالفعل ، ونجح فى ضرب تركيا الاردوغانية ، ومحاصرة الاسلام السياسي الممثل فى جماعة الاخوان المسلمين .. والسؤال هنا : كيف نجح السيسي فى محاصرة تركيا وتركيعها ؟ – الإجابة : الغــاز !
نجح الرئيس السيسي فى تطويق تركيا ، وعمل كماشة عليها عبر توطيد علاقته العسكرية والاقتصادية مع روسيا ، وتحالفه مع دولتى قبرص واليونان المجاورتين لتركيا ، وتلك الدول لديها مشاكل سياسية وعداوة تاريخية مع الاتراك .. فقد تحالف السيسي مع هاتان الدولتان ، ونسق معهم تحديد حقول الغاز المكتشفة حديثاً فى البحر المتوسط ، لمنع تركيا من الاستحواذ علي أبار الغاز المكتشفة ، وبالتالي إغلاق حنفية الغاز عنها ، وبذات الصدد أقام تحالفا عسكريا مع تلك الدول ليطوق بذلك تركيا عسكريا واقتصاديا .
ومع تصاعد حدة الخلاف الروسي / التركى ، وغضب روسيا على تركيا جراء إسقاط الاخيرة مقاتلة روسية فى سوريا ، قام الرئيس الروسي بوتين بمعاقبة أردوغان المتهور ، وأوقف تصدير الغاز الروسي عن بلاده ، ليكسر بذلك غطرسة وكبرياء السلطان التركي .
لقد اصبح اردوغان وشركاءه من الاخوان محاصرين من جميع الجهات ، ولم يتبقي لهم أي دولة تستطيع دعم مشروعهم الاخواني ، سوي اوربا وأمريكا الذي يتبنون هذا المشروع الاسلامي كورقة لتحقيق مصالحهم الخاصة بمنطقة الشرق الاوسط ، فالدول المحيطة بتركيا أوقفت عنها تصدير الغاز لتأديب رئيسها المتغطرس ولكبح جماح تركيا العثمانية ، حتى النفط المسروق الذى كان يشتريه اردوغان وأسرته من داعش مُنع عنه بسبب فضح الروس لهذا الامر .
ولم يتبقي للسلطان التركى المهزوم سوى الركوع والرجوع لإحضان إسرائيل لشراء الغاز منهم من جديد ، فبين ليلة وضحاها اصبح اليهود والصهاينة الذي كان يعاديهم اردوغان ، والذي وصفهم ذات يوما بالقتلة والسفاحين ، تحولوا فجأة الى أصدقاء ومحبين بل ويطالب بالتطبيع الكامل معهم لتحقيق الأمن والسلام بالمنطقة ، وفي حقيقة الامر لم يتبقي لإردوغان سوى اسرائيل لشراء الغاز المسائل منها لتنويع مصادره من هذه السلعة الضرورية لبلاده .
لقد نجح الرئيس السيسي فى إسقاط الصورة الهلامية الكاذبة الذي صنعها اردوغان وجماعة الإخوان المسلمين حول مشروعهم الإسلامى ، الذي يروجون له عبر قناة الجزيرة القطرية وغيرها ، وتبدد هذا المشروع تحت أقدام الجيش المصري ومخابراته العامة وظهر للجميع زيف تلك الجماعات التى أصبحت مجرد أداة فى ايدي قوي غربية ا.
لم يكذب السيسي عندما قال : بكرة لما هكبر هضرب أعدائي .. لانه حقا كبر وضرب أعداءه
الوسوممايكل عزيز البشموري
شاهد أيضاً
كيف نحمي البيئة من التلوث؟
بقلم رحمة سعيد متابعة دكتور علاء ثابت مسلم إن البيئة هي عنصر أساسي من عناصر …
الغريب ان اسرائيل تريد اعادة شراء الغاز من مصر
يعنى اسرائيل تشترية من مصر و تبيعه لتركيا؟؟؟