الثلاثاء , نوفمبر 19 2024
هانى رمسيس

ببن52.. و25.. هناك مطالب مازالت أحلام

بقلم : هانى رمسيس
منذ قيام حركة الضباط الأحرار فى يوليو 1952
وتغير حكم مصر من الملكية للجمهورية وبدأت حقبة جديدة من تاريخ مصر
… وكان اول إعلان لمبادئ حركة الجيش التى سميت فى وقت خروجها بالحركة المباركة ثم سميت باسم ثورة يوليو
وكانت أهم ما أعلنته من مبادئها هى
القضاء على الإقطاع.
القضاء على الاستعمار.
القضاء على سيطرة رأس المال على الحكم.
إقامة حياة ديمقراطية سليمة..
إقامة جيش وطني قوي.
إقامة عدالة اجتماعية.
….. وبالمقارنة لحركة 25 يناير التى أيضا بدأت دعوة للتظاهر ضد حكومة نظيف واقالتها وعدم استيعاب الساكن بالقصر الجمهورى للمتغيرات الحادثة فى لحظتها
.. إلى تطور المطالبات بإسقاط حكم محمد حسنى مبارك
.. وكانت المطالب هى
… عيش
.. حرية
.. كرامة إنسانية
.. وبين 23يوليو 1952 و25يناير 2015
ما يقرب تقريبا إلى سبعون عاما تقريبا
… ونظرة فى مطالبات حوالى ما يقرب من سبعون عاما من أحلام شباب حقبتين بعيدتين سنجد أن المطالب تكاد تقترب جدا مع مراعاة اختصارات المنطق واللغة وتطور تخاطب البشر عامة والمصريين خاصة عبر السنين
…. ولكى نستخلص فكرة يجب ان تبحث فى مهد تكوينها.. ولكى تستلهم حلم يجب ان تقرأ واقعه
.. ولكى تعرف ماذا يريد الناس يجب ان تكون واحد منهم
… وبين أحلام الناس ومنطق تفكيرهم فى مصر عبر هذه السنوات..
.. تجد اول إختلاف
بين مطالب الجيلين هو زوال الاحتلال الذى كان مازال له مكان فى مصر منذ عام 1882.. حيث هزم عرابى أمام قوات الاحتلال الانجليزى والتى أيضا قالت انها جاءت لتقدم وخدمة شعب مصر
….. ومن المعروف انه باتفاقية مصر التى وقعها مصطفى النحاس أصبح تواجد قوات الاحتلال تقبع فى مدن القناة ولكنها تسيطر على كل شيىء فى أرض مصر
.. فجاءت حركة الضباط الأحرار لتنهى استمرار الاحتلال الانجليزى بالمفاوضات والجلاء
…… ولنحرك ضابط المحرك الفعلى ليعود سريعا إلى 2011
.. وستجد أن احتلال العقول بالجهل والتخلف والرجعية هو الذى أصبح سائدا مسيطرا قابعا على العقول والقلوب ولا يوجد ما يمنع نموه وتطوره وتشعبه وإيقاف العقول لرفضه وتحرير الأبدان والزمان منه
نعم لا يوجد احتلال بمعنى زمان 52.. ولكن هناك احتلال زمن 25
… وكان من اهم مبادىء حركة الضباط الأحرار هى إقامة حياة ديمقراطية
وحدث ولا حرج فقد صدرت لنا منهجا يقل بكفاءة عن الحريات قبل 52
.. فاتسعت رقعة فكرة الحكم الآمن بالأمن الغانم
وأصبح منطق الحكم الذى يحميه الأمن السياسى
هو اهم مبادىء فكر أصحاب السيطرة على مقاليد الحكم
…. وعلينا ان نعترف ان 25يناير عندما واجهت نظام الحكم بفكرة تغير الحكومة كانت الإجابة من منهج ومدرسة 52.. حيث لا تغير بإرادة شعبية بالتغير والتطوير من داخل نظام الحكم سواء من خلال مؤسساته او من خلال فكر أفراده
ومثال على هذا
فكرة تطوير وزارة الداخلية فهى ليست فكرة نختلف عليها وانما منهج ومنطق حكم بين جيلين يرون فيه اتفاق على الفكرة
اختلاف فى المنهج
فجيل 52مازال يصارع الزمن ويرى انه الأفضل فكرا وخبرة.. فهو الذى أزال الاحتلال وهو الذى قاوم الاستعمار وهو الذى بنى المصانع وهو الذى طور البنية التحتية وهو الذى تصدى لمدارس الإرهاب وتطورها فى مصر والعالم
… فى حين يرى الطرف الآخر جيل 25 يناير
ان هذا الجيل هو من أضاع وضع مصر الدولى تأخره فى فهم تطور اللعبة الدولية
واضاعته لثروات مصر بالفساد والمحسوبية والمجاملات المخترقة لكل القوانين وأنهم من أعادوا الإقطاع بكل صوره والاسؤ لعبودية المصرى مرة اخرى لسيادة الباشا سيد الجماعة مالك المال.. المتحكم فى المصائر
.. وهى السبب لهروب الناس إلى حيث عبودية أفكار دينية كانت مرفوضة وأصبحت الآن
هى الملجأ والملاذ
….. وعندما ننتقل المبدأ الثانى والثالث عيش وعدالة إجتماعية
فسنجد أن كل الحركات العسكرية والشعبية فشلت فى تحقيق هذا للمصرين
لانها دائما كانت تبدأ بدون ان يكون الاقتصاديين المتخصصين الموهوبين وأصحاب العقول المتميزه داخل تلك الحركات
وأن وجدا كانوا لتطويعهم لمنطق السياسة قبل الاستفادة منهم فى سماع توجهاتهم فى تخصصهم
… والسؤال الآن لماذا لا نتقدم؟
لأننا لم نؤمن حتى الان بأن التغير يبدأ أولا بتطوير الإنسان وفكره
.. فما الفائدة ان نغير نظاما سياسيا ومازال يرى ان تعاليم العصور الوسطى هى مرجعيته
ومازال حلاق الصحة موجود ومازال بول الإبل أداة علاج ومازال الخمير تحمل البضائع فى وسط القاهرة ومازل الختان قابع.. ومازالت المراءة هى مخزن الشهوات ومازال الآخر فى المجتمع مواطن من الدرجة الثانية ومازال المحافظين من رجال الشرطة والجيش
ومازلنا نخشى تحمل مسؤلية المرحلة الانتقالية للدولة المدنية
.. وجاء وقت لإنهاء الصراع للمستقبل للتضامن بين كل الاجيال ويتنازل جيل الكبار عن كبرياء زمانه ويدخل بخبرته ليكون أداة لتقدم جيل وأجيال تنظر للمستقبل وليس أداة لاعاقة تقدمهم
ليفتح الطريق لهم دون ان يسد ويغلق كل أمامهم
… ليتوقف عن طرح منهج عدم الثقة الذى يصدره عن رأيه فى قدرة هذه الأجيال عن تحمل المسؤلية.. ليكون السند والظهر القوى لهم
.. وهنا ستنظر الأجيال الشابة لهذه الأجيال بعين الاحترام وتعطيها قدرها
.. ويتحول المشد من صراع بين جيلين يريد كل منهما القضاء على الاخر ليثبت انه الافضل والانضج والأكثر فكرا وقدرة على قيادة زمام البلاد
إلى أجواء تساعد على التغير والبناء
.. وليعرف كلا الطرفين انه لا استفتاء له عن الآخر ولا مستقبل بدون تاريخ وماضى ولا تقدم نحو زمان جديد دون الأخذ بخبرة زمان تأخذ منه العبر

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

من يعيد وضع عتبات أبواب بيوتنا ؟!

كمال زاخر الثلاثاء ١٩ نوفمبر ٢٠٢٤ حرص ابى القادم من عمق الصعيد على ان يضع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.