الثلاثاء , ديسمبر 24 2024
المستشار الضريبى ناصر عدلى محارب

ناصر عدلى محارب يكتب فى عهد الرئيس السيسى تعلو المواطنة ، فشكرا لأهالى الدوائر التى اختارب النواب الأقباط .

فوجئت وفوجئ الكثيرين بنجاح نواب اقباط فى بعض الدوائر على المقاعد الفردية ، واستطاع عشرة نواب اقباط الفوز بالمقعد الفردى بعد منافسة شريفة فى عملية انتخابية نزيهة رغم وجود بعض الرشاوى الانتخابية وإثارة النعرة الطائفية ولكن لم اتفاجأ بمعدن المصريين فنحن من ابهر العالم فى ثورة 30 يونية وفى اوقات كثيرة فى اوقات السلم والحرب فنحن بحق نعلم العالم معنى الوطنية .
فالناخب المصرى اثبت وعيا مصريا ووطنيا وسياسيا واختار الافضل بغض النظر عن خلفية المرشح الدينية ولم يلتفت الى الصغائر والدعوة للتعصب الاعمى والطائفية التى اثارها البعض ضعاف النفوس وقصيرى النظر والرؤى من ناحية والى الرشاوى السياسية والمالية من ناحية اخرى مفضلا مصلحة الوطن ومرسيا لمبادى المواطنة .
ويأتى نجاح هؤلاء العشرة نواب الاقباط باصوات اخواتهم المصرين المسلمين قبل المصريين الاقباط ليرسل رسالة للعالم كلة ان عهد الرئيس السيسى ، بدأت المواطنة تترسخ فية ، ولاسيما ان بين هؤلاء النواب العشرة ، الاستاذة منى جاب الله نائبة قبطية تنجح على مقاعد الفردى فى دائرة اغلبها من المسلمين ” دائرة منشية ناصر والجمالية ” ، وايضا من بين هؤلاء النواب من نجح من الجولة الاولى دون إعادة اى حصل على اكثر من نصف الاصوات رغم وجود اكثر من 40 مرشح معة عن دائرة مدينة نصر وهو الدكتور سمير غطاس .
ان نجاح النواب الاقباط فى دوائر اغلبيتها مسلمة يثبت وعيا سياسيا ووطنيا ، ويثبت ان معدن المصريين اصيل وعندما تتاح للعملية الإنتخابية نزاهتها ستفرز لنا ارادة وطنية تصب فى مصلحة الوطن والمواطن .
و ستثبت ايضا ان التعصب الاعمى والفكر الداعشى والفكر الوهابى البعيد عن سماحة الاسلام الوسطى لم يتغلغل داخل قلوب المصريين ولم يمس تفكيرهم وإن الحوادث الإرهابية او حوادث الفتنة الطائفية مفتعلة ووقتية ومدفوعة ومدعومة من جانب مصالح دولية ومخابراتية وشخصية ، وهذة الحوادث موجهة فى المقام الاول ضد مصر لتفتيت وحدتها وتناغم شعبها وضد المصرين عامة وليس ضد الاقباط وحدهم .
كما أن فوز الاقباط العشرة يعد رسالة هامة يجب ان نركز عليها ونلتقطها ونبرز إيجابياتها للعالم كلة ” أن مصر ابدا لم تكن ترعى الارهاب وانها ضد الارهابين ” وان شعبها وشبابها بارادة حرة وغير موجهة من احد حين لاحت امامهم فرصة إنتخاب نخبة مرشحة من الاقباط تستحق المقعد الفردى ذهبوا الى الصناديق واختاروهم .
هذة الرسالة جاءت من الشعب وليس من الدولة ، جاءت باختيار العامة البسطاء وليس النخبة المثقفة ، مما يدل ان الوعى بالمواطنة والوطنية وعدم الطائفية قد ترسخ فى قلوب العامة من المصريين وليس فى عقول النخبة فقط .
صحيح ان الدستور أوجب انتخاب 24 قبطىيا ككوتة ، الا ان فوز النواب العشرة الاقباط اللذين نجحوا بارادة المصريين انفسهم مسلمين ومسيحين ، سوف يكون رسالة قوية جدا للعالم اكثر من الرسالة التى وجها الدستور ، بإن المصريين ضد الارهاب والتطرف والتعصب والطائفية ومع المواطنة واختاروا عشرة نواب اخرين اقباط فى ظل منافسة شرسة وفى ظل وجود 24 نائب قبطى اخرين بالقوائم كنص الدستور على كوتة الاقباط .
فنجاح النواب العشرة الاقباط ياتى دون توجية حزبى او ضغط حكومى او رشاوى سياسية او عينية ، انما جاء تلقائيا من الشعب الرافض للطائفية والتعصب فالناجحين ليسوا من رجال السلطة او المال او الحظوة انما هم من ابناء الشعب المصرى ، مما يجعل الرسالة موجهة من الشعب المصرى كافة الى العالم فى كبف تكون المواطنة والديمقراطية .
يا مصرين ، يا سادة ، يا حكومة ، يا شعب مصر الكريم ، يا شباب مصر الوطنى :
استثمروا هذة الرسالة فى الحرب ضد الارهاب وضد الطائفية وفى تثبيت جذور وأسس ومبادئ المواطنة ، وفى دعوة العالم ان مصر امنة وشعبها حضارى وتقاوم الافكار الداعشية البعيدة عن مناهج الاسلام ومازال شبابها لم يتلوث فكرة بالطائفية ،فيجب ان نبنى على هذا ونشدد ونحافظ على ماوصلنا الية .
اخيرا اصدقكم القول ان فرحتى لم تكن بفوز الأقباط العشرة الذين لم اعرفهم معرفة شخصية ، ولكن فرحتى بمصر وبشعب مصر الذى نبذ التطرف والطائفية واختار المواطنة التى نذرت نفسى للعمل على تثبيتها ودعمها مع بعض اصدقائى المهتمين بقضية المواطنة ، ولاجل تدعيم المواطنة شرعت فى تاسيس مؤسسة الحق فى المواطنة لحقوق الانسان ، وتاسيس مجموعة إعلامية باسم مجموعة المواطنة الإعلامية لنشر ثقافة المواطنة .
ادعوا لمصر وللرئيس ان يوفقة فى المهام الجسام واتقدم للمصريين بالتهئنة لإتمام الاستحقاق الثالث لثورة 30 يونية ، وأهنئ السيد الرئيس على إكتمال مجلس النواب من اجل مصر ، كما اهنئ النواب على نجاحهم رغم تحفظاتى على المجلس وعلى بعض النواب الذين لا يستحقون تمثيل مصر او شرف المقعد ولكن لأجل إستكمال خارطة الطريق وبناء المؤسسات الدستورية وحتى لا نثقل باعباء التشريع على السيد الرئيس وننقلها الى مجلس النواب ، ونخرج للنور القوانين المكملة للدستور .

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.