بقلم : نشــأت عــدلى
كثيرة هى جراحنا ، وشديدة ألامُنا ، وكبيرة أمنياتنا ، فنحن على مشارف نهاية عام مضى بكل مافيه ، وأبواب عام جديد وربما يكون ملئه أمل جديد ووجه يبتسم ليزيل عبوسة أعوام مضت ، جُِرحت فيها نفوسنا ونزفت فيها قلوبنا وسالت بحور دماء من عيوننا ، وأصبح تراب شوارعنا مخلوط بدموع كثيرة من الظلم والقهر وحرقة على نفوس قُتلت وأخرى سُجنت وبقيتها متقوقعة داخل شرنقة الكبت ، تنظر وتتحسر ، وتحركت الأقلام تشاهد ما بداخل النفوس وخارجها ، تصف وتكتب وتعبر عنهم فى حياء أحيانا وفى ثورة أحيانا أخرى تصرخ بأقصى صوت لديها لعل صراخها يصل ، ولكن للأسف صراخ الأقلام لايُسمع ودموعها لا تُرى .
– صرخ القلم للمسئولين والقائمين على هذه البلد أن يكون هناك عدلً فى معاملة أفراد الشعب فلا مُجيب لأن العدل لديهم له أصول وقواعد ليست ثابتة ولكنها متغيرة ومتحركة حسب كل حالة على حده ، فما يصير مع فئة لايصير مع الأخرى ، وتحيّر هذا العدل ما بين أصوله وقواعده ، وبين رغبات الجالسين على منصات نطقه وشهوة منفذييه ، فانخزى منهم وأخذ ميزانه من فوق رؤوسهم ورحل بل هاجر وربما أصابته أزمة مات فيها تاركا للأقلام كتابة نعيه ، ولكنها لم تنعيه بل إلتمست من أطباء القانون إسعافه وإنقاذه حتى يسترد عافيتة من جديد وربما يكون جارى إسعافة بتغيير دماءه .
– صرخ أمام الأسعار التى أصابها السُعار وانجرح لأنات شعب يلهث ليلاحقها ، فهادنوه بالوعود وحاولوا مسح دموعه برفع المعاناه عن محدودى الدخل ولكن أمام جنونية الأسعار أصبح معظم الشعب من محدودى الدخل .
– صرخ القلم على الورق وآنفجر حبره ألما ولوعة على أبناءٍ ظلمتهم الأيام ، فلم يرحمهم النظام وزاد على الظلم ظُلماً وكسَر كل قواعد الرحمة وبدلا من أن يمد يده بالمعونة لهم ، مدها ليكبلها بأغلال التعصب والحقد جارً إياهم إلى قلعته ، غير مبالى بمشاعر الظلم عندما تجتاح النفوس لتتولد منها قوة عنيده كالحديد ترفضه وتقاومه إلى أخر نسمة من نسمات الحياة صارخين بداخلهم نموت على مبادئنا ، أفضل من أن نحيا على هوى الظلم ومبادئه ووصلت صرختهم إلى كل قلب محب للعدل ، بل إخترقت حتى قلوب البعيدين ليصرخوا هم أيضا منددين بجوراً وقع على كلٍ من أبناء الوطن .. وأصبح العالم كله يرى الذين يعيشون تحت مظلة الظلم هذه وشاهد على الظالمين ، ولا إستجابة لكل هذه الصرخات التى سمعها البعيد ولكن أذاننا لم تسمعها أو تلتقط أصواتها
– سجد القلم وبكى وآنفجر حبره الأحمر كنزيف دمٍ طرى لا يجف أبداً أمام المؤسسة الدينية لكى تخترق المحبة الإلهية بنارها المقدسة قلوبهم حتى يتحنن الحب بها وتلمم أشلاء الرعية الممزقة وتعفوا على رهبان وأساقفة معزوله فى الأديرة ، نشرت الجرائد قصتهم وما بها من أسرار يندى لها الجبين ويتساءل العقل ، أين المحبة التى ينادون بها ويريدوا أن تكون لنا نبراسا يهدينا فى هذه الأيام المريرة !! ، ألا يكفى مايحدث لأبنائنا من أهوال تغاضت عنها المؤسسة الدينية ولم تمد يد المساعدة ، وهى قادرة على هذا بجدارة ، فإن غابت هذه المحبة منكم فماذا نحن فاعلون ؟؟ !!
– لقد سد القلم أذنية وأغمض عينيه لكى لايسمع ولا يرى فنٌ هبط بالشعب إلى أدنى مستوى التذوق ، فترحّم القلم على أيام فنٍ من واقع الحياة يمس القلوب لا يثير الغرائز ، أغانى تطرب لها الأذان وتهز الوجدان لا الأجساد .
ويوالى القلم صرخاتة وربما أناته فى مواضيع أخرى .
الوسومنشأت عدلى
شاهد أيضاً
“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “
بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …