كشفت تحقيقات نيابة الأقصر الكلية، في واقعة وفاة طلعت شبيب الرشيدي، “ضحية التعذيب بقسم شرطة الأقصر”، أن مشاجرة حدثت بين بعض الضباط وضابط النوبتجي، الذي رفض إدخال القتيل غرفة الحجز بعد أن شاهده جثة هامدة، حسب شهادة محتجز داخل قسم بندر الأقصر يحمل الجنسية الإثيوبية.
كما كشفت التحقيقات، محاولات الجناة الـ9، من ضباط وأمناء الشرطة المتورطين في الواقعة، والمحبوسين على ذمة التحقيقات، للتهرب من ارتكابهم لواقعة الضرب حتى الموت مثل تحرير تذكرة دخول للضحية بقسم العناية المركزة، في مستشفى الأقصر الدولي، بزعم أنه مصاب بأزمة قلبية، إلى أن فروا هاربين من الأبواب الخلفية للمستشفى، بعد أن تكشفت واقعة الضرب والتعذيب لأهل الضحية.
كشفت تحقيقات النيابة، التي يجريها حامد النجار رئيس نيابة الأقصر الكلية، وحمدي عبدالعظيم وكيل أول النيابة بإشراف المستشار أحمد عبدالرحمن المحامي العام الأول لنيابيات الأقصر، أن شاهد العيان الذي يحمل الجنسية الأثيوبية، كان محتجزا داخل غرفة الحجز بقسم شرطة بندر الأقصر، قال في التحقيقات “لقد رأيت الضحية محمولا على الأيدي، ثم وضعوه أمام باب غرفة الحجز ميتا”.
قال شاهد آخر من المحتجزين احتياطيا للنيابة، إن ضابط النوبتجية بالقسم رفض أيضا طلب الضباط بإدراج اسم المجني عليه ضمن المحتجزين، وأن الضابط النوبتجي رفض أيضا طلب الجناة، بقيد بند باستدعاء سيارة إسعاف لنقل الضحية إلى المستشفى بدعوى أنه أصيب بإعياء خلال احتجازه.
كشفت التحقيقات، إن الممرض المرافق لسيارة الإسعاف، قال للضباط حين حضر إلى القسم، وشاهد جثة الضحية “ده ميت”، فطلب منه الضباط أن يحمله داخل سيارة الإسعاف، وينقله إلى المستشفى.
كما كشفت التحقيقات، “أن الرائد أحمد خليفة رئيس مباحث قسم الأقصر، الذي كان بعيادة أحد أطباء الأسنان لحظة وقوع الحادثة، استدعاه الضباط المتورطون في الواقعة، حيث لحق بهم في المستشفى، وهو في حالة إعياء، واتصل بالمواطن يوسف الرشيدي ابن عم الضحية، وطلب منه الحضور إلى المستشفى، وما أن وصل “يوسف الرشيدي”، إلى المستشفى، حتى سارع نحوه الضباط، طالبين منه الذهاب لقسم الطوارئ في المستشفى، وتحرير تذكرة دخول للضحية، بدعوى ضرورة إدخال ابن عمه إلى غرفة العناية المركزة، لإصابته بإعياء شديد، وحين ألقى نظرة على الضحية، صرخ في وجه الضباط “عملتوا فيه إيه”، فرد الضباط “ده مغمي عليه يلا هات تذكرة دخول بسرعة”، فرد عليهم :”أجيب تذكرة لواحد ميت.. أنتوا موتوه”، ففر الضباط هاربين من الأبواب الخلفية للمستشفى.
كما كشفت تحقيقات النيابة، أن واقعة ضبط الضحية، من داخل أحد المقاهي، واصطحابه إلى مبنى القسم، غير مسجلة بالدفاتر الشرطية بعكس ما أعلن سابقا.
في السياق ذاته كشف صابر يوسف صابر الحقوقي ومحامي أسرة المواطن طلعت شبيب الرشيدي، ضحية التعذيب في الأقصر، أن “طلعت شبيب الرشيدي، الذي مات من جراء تعذيب ضباط وأفراد في الشرطة، أدى دور بطولي في الدفاع عن مبنى قسم شرطة الأقصر، خلال حالة الانفلات الأمني، التي أعقبت ثورة يناير، وحماية ما به من أسلحة”.
قال إن عائلة “طلعت”، تطالب الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالتدخل لإدراج أسمه ضمن قوائم الشهداء، ومنح زوجة الضحية وأبنائه الـ4 القصر، حقوق أبناء الشهداء.
جدد قاضي المعارضات في محكمة جنح الأقصر، اليوم، حبس 5 من أمناء الشرطة المتهمين بالمشاركة في واقعة ضرب وتعذيب “شبيب”، حتى الموت داخل قسم للشرطة، 15 يوما على ذمة التحقيقات، التي يجريها فريق من النيابة العامة.
نقلا عن الوطن