زيارة قداسة البابا تاوضروس الثانى ليترأس صلاة الجناز على المتنيح مثلت الرحمات نيافة الانبا ابرأهام مطران الكرسى الاورشليمى والشرق الادنى ، ليست زيارة عادية لتقديم واجب العزاء ، لان المنتقل حبرا جليلا فى كنيستنا القبطية ، ومطران على اهم كرسى تابع للكنيسة القبطية الارثوزكسية المصرية ، انما زيارة لتلقى واجب العزاء نيابة عن الشعب المصرى كلة ، والعربى ، فهو الممثل الالهى والمقام من الله لرعاية شعبة ورعيتة فى المسكونية كلها ، فلا يجب ان ينوب احدا عنة لكون قداستة فى الطقس الكنسى هو الراعى والاب ورئيس الكهنة من ناحية ، ولكون المتنيح المنتقل مثلث الرحمات ذو قامة كنسية وطقسية ورتبة كنسية كبيرة ” مطران ” ، فمن هنا المنطلق طقسيا يفضل انتقال البابا للصلاة على الانبا ابراهام المتنيح وتلقية العزاء ، فلا يجب ايفاد احد مهما كبر شانة بديلا لة ، فقداستة لم يذهب ليعزى بل ليتلقى العزاء من الوفود .
وفكان يجب من الناحية البروتوكلية والاعراف المصرية ، فى مثل هذة الحوادث ان تمثل مصر يقداسة البابا فى استقبالة للوفود المصرية والعربية والفلسطينية ، فيجب ان يمثل مصر قامة بحجم قداسة البابا بصفتة رئيس الكهنة ، ممثلا عن الشعب المصرى عامة والشعب القبطى خاصة ، واحتراما للوفود المعزيين .
كما ان هذة الزيارة فجائية ولها عذرها ولم تكن زيارة رسمية ومرتب لها من قبل ومصحوبة ببروتوكولات ، كما انها زيارة للجانب الفلسطينى وليس للجانب الاسرائيلى ، وايضا زيارة لإبنائة الاقباط فى فلسطين و للشعب الفلسطينى القاطن هناك والشعب العربى فى القدس .
واننا لم نسمع عن استقبال رسمى من جانب الحكومة الاسرائيلية او مقابلات رسمية مع الكنيست مثلا ، بل بالعكس سوف تكون فرصة لدعم الشعب الفلسطينى وحكومة فتح معنويا الممثلة للشعب الفلسطينى ، بانحياز قداسة البابا لمقابلات الوفود الفلسطينية مما يعطى انطباعا عالميا بدعم مصر والمصريين عامة والاقباط والكنيسة خاصة للقضية الفلسطينية وللفلسطينين فى مطالبهم العادلة فى حل سلمى ، بالاعتراف بدولتين متجاورتين ” .
اننى لم اعتب على الذين دافعوا عن زيارة قداسة البابا و يرون انة لم يخطئ عندما اقدم على زيارة القدس رغم قرار المتنيح مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث بعدم زيارة الاقباط للقدس الا مع اخوتهم المسلمين ، وكان هذا القرار مدعوما ومقرا من المجمع المقدس الذى كان قداسة البابا تاوضروس الثانى احد اساقفتة ايام رئاسة المتنيح البابا شنودة الثالث ، وايضا اكد علية قداسة البابا تاوضروس الثانى بعد تجليسة بطريركا على كرسى مار مرقس .
ولكن عاتب على الذين هاجموا قداسة البابا تاوضروس الثانى واتهموة بالنكوص عن قرار المتنيح البابا شنودة الثالث وكانهم شقوا عن ما بداخل صدرة ولم ينتظروا ليعرفوا منة شخصيا ، هل هذة الزيارة كانت فجائية ولن تتكرر مرة اخرى الا مع الوعد بحل المشكلة الفلسطينية ؟ ام هذة الزيارة تعتبر بمثابة اعلان للسماح للاقباط بالسفر الى القدس للتبارك من الاماكن المقدسة .
اننى اعتقد ان قداسة البابا من الناحية الطقسية على الاقل انة لن ياخذ قرار بالسماح للاقباط بزيارة القدس من تلقاء نفسة ، فقرار المنع كان قرارا مجمعيا اى بموافقة المجمع المقدس المنعقد فى ذلك الوقت ، و طقسيا يجب ان يكون قرار السماح بزيارة القدس قرارا مجمعيا ايضا ، ويكون اتخاذة بموافقة المجمع المقدس علية ، وان كان للبابا حججة وقناعتة وبصيرتة العالية فسوف يقنع المجمع المقدس والشعب القبطى والشعب المصرى برجاحة قرارة وهذا فى حالة استباق الامر وافتراض ان قرار قداسة البابا سيكون بالسماح للاقباط بزيارة القدس والغاء قرار المجمع السابق .
ولذلك ارى اننا ننتظر لعودة قداسة البابا تاوضروس بالسلامة وننتظر عقد مؤتمر صحفى عالمى ليصرح لنا باسباب اتخاذة قرار السفر الى القدس ويفصح عن نيتة وراية فى قرار المجمع المقدس بعدم السماح للاقباط بالسفر الى القدس ، هل مازال قداستة مؤيدا لقرار المجمع السابق ؟ ام سوف يعرض الموقف مرة اخرى للتصويت علية فى المجمع المقدس بالغائة ؟ و فى حالة ميلة الى الغاء القرار يوضح لنا ما هى الاسباب التى استجدت الى هذا التغير بالرغم من تصريحات قداستة السابقة بتاييد هذا القرار المانع لزيارة القدس ، فلننتظر فقداسة البابا لة اسبابة ومنطقة ومبرراتة وقناعتة التى لا يشك فيها احدا ، كما ان وطنية قداسة البابا ليست محل شك ولا يستطيع احدا ايا كان ان يزايد عن وطنية قداسة البابا .
الوسومناصر عدلى محارب
شاهد أيضاً
من يعيد وضع عتبات أبواب بيوتنا ؟!
كمال زاخر الثلاثاء ١٩ نوفمبر ٢٠٢٤ حرص ابى القادم من عمق الصعيد على ان يضع …