وبخت الحكومة الألمانية جهاز المخابرات الخارجية الاتحادي (بي.إن.دي) الخميس 3 ديسمبر 2015 لوصفه السعودية بأنها أصبحت أكثر “اندفاعاً” في سياستها الخارجية.
وفي بيان علني غير معتاد قالت المخابرات الألمانية إنه مع فقدان السعودية (أكبر مصدر للنفط في العالم) الثقة في الولايات المتحدة كضامن للنظام في الشرق الأوسط، تبدو الرياض مستعدة لخوض مزيد من المخاطر في إطار تنافسها الإقليمي مع إيران.
متحدث باسم المستشارة أنجيلا ميركل قال “التقييم الذي أعلن في هذه الحالة، لا يعكس موقف الحكومة” مضيفاً أن برلين تنظر إلى السعودية على أنها حليف مهم في منطقة تهزها الأزمات.
وقال الدبلوماسي في إشارة إلى ملابسات نشر تقييم المخابرات الألمانية “جهاز المخابرات الاتحادية الألماني لا يتحدث بالتأكيد باسم السياسة الخارجية الألمانية.”
وأصدر الجهاز التقرير الذي يقع في صفحة ونصف الصفحة بعنوان “”السعودية: القوة الإقليمية السنية بين تحوُّل جوهري للسياسة الخارجية وإصلاح السياسات الداخلية” ووزعه على بعض وسائل الاعلام الألمانية.
وقال الدبلوماسي “من المفترض أن يزود جهاز المخابرات الاتحادية الحكومة بمعلومات المخابرات وتحليلات ذكية” مضيفاً أن السعودية لها دور مهم في الجهود الدولية لإيجاد حل سياسي في سوريا.
وقال الدبلوماسي إن السعودية انزعجت من تقرير المخابرات الألمانية مضيفا “بالطبع شيء من هذا القبيل يجلب رد فعل، نحن نتواصل مع الحكومة السعودية على مختلف المستويات.”
وبحسب وكالة رويترز رفض جهاز المخابرات الألماني التعليق على الموضوع.
وكان تقرير جهاز الاستخبارات الألمانية الخارجية قد تناول بشكل نقدي لما اعتبرته “ممارسات سعودية” على صعيد سلطات السياسة الخارجية والاقتصادية، “تحمل في طياتها الكثير من المخاطر”، على حد وصف التقرير.
ويتناول التقرير ما وصفه بـ”سياسة هيمنة” تمارسها السعودية في صراعها مع إيران، ما قد يؤدي ذلك إلى “إضعاف الثقة بالحليف الأكبر وحامي النظام الاستراتيجي في المنطقة” في إشارة إلى الولايات المتحدة.
ومنذ تولى الملك سلمان مقاليد الحكم في يناير قامت السعودية بتشكيل تحالف عسكري للتدخل في اليمن للحد من النفوذ الإيراني.
وترى الرياض منذ وقت طويل أن إيران عدوانية وتوسعية وأن استخدام طهران وكلاء من غير الدول مثل جماعة حزب الله اللبنانية وفصائل شيعية عراقية مسلحة يؤدي إلى تفاقم التوترات الطائفية وزعزعة المنطقة.