الأحد , ديسمبر 22 2024

د.إيهاب أبورحمه يكتب : حاتم والانسانيه الضائعه

هناك في الاسماعيليه ,طبيب بيطرى و زوجته صيدلانيه يريد صاحب العقار الذى به الصيدلبه الخاصه بهما ان يخرجهما لهدم العقار القديم و بناء برج سكنى , و لكن يمارسان حقهما في الرفض فيتجه صاحب العقار الى استخدام بعض معارفه و هو ابن صديق له لتهديد اصحاب الصيدليه و ترويعهم حتى يتركوا صيدليتهما فيستخدم سلطته و يذهب ليهدد الطبيب بل و يتهجم عليه و يستخدم العنف معه و يقوده الى قسم الشرطه و هناك تستمر الاهانه و العنف ولا يبالى احدا ان الطبيب هو مريض قلب علاوه على انه ذو مركز اجتماعى مرموق لم يتعود تلك المواقف من الاهانه ,يتوفى الطبيب ,ينكرمن في القسم ماحدث تماما و لكن من سوء الحظ هناك كاميرات مراقبه داخل الصيدليه سجلت ماحدث (هذا ما سمعناه على لسان الزوجه المكلومه و قرأناه في الصحافه الطالعه في يوم الحادث وما شاهدناه فيما تم تسجيله من كاميرات المراقبه ) و في نفس الاثناء مقتل مواطن اقصرى على يد شرطى اخر فتقوم الاقصر جميعها ضد مقتل الاقصرى البسيط الذى يشهد له اهل بلدته بالصلاح و تتحول جنازته الى موجه غضب ضد حاتم و اخوانه من قتلوه عن عمد او عن غير عمد, و هناك في اكتوبر سائق تاكسى يتشاجر مع اخر بسبب اولويه المرور فيقوده الى قسم الشرطه متهما السائق بحيازه مخدرات فما كان من قاض شريف الا ان امر بحبس هذا الاخير بتهمه حيازه مخدرات و تبرئه السائق. كل هذه الاحداث في يومبن متتالين تملأ صفحات التواصل الاجتماعى و الصحف الالكترونيه مما يجعل الجميع يستدعى الاحداث المشابهه قديمه كانت او حديثه .قتل هنا وقتل هناك من اقصى البلاد الى اقصاها .عنف هنا و اصابه هناك .هل ضاعت الانسانيه في زماننا ,هل افتقد الانسان لادميته ؟ماذا يحدث في الاقصر, في الاسماعيليه, في اكتوبر, بل في ربوع المحروسه باكملها ؟ هل اصبحنا في زمن الغاب يتعامل كل منا على قدر مركزه و سلطاته ؟لماذا لم يعد للعقل دور في حياتنا ؟ هل اصبحت لغتنا الان في الحوار هى و فقط الضرب و العنف او الاهانه ؟ اتفهم انه لو كان هناك لصا ولا نملك دليل فهو برئ تماما حتى و ان كنا نعرف انه لص .قد لا نكون نتعمد الضرب حتى الوفاه و لكن بالتأكيد هناك رعونه في التصرف , هناك ثقافه لا انسانيه و سلوك متهور و نقص شديد في كيفيه التعامل مع الاخريين ناتجه من الشعور اما بالعظمه المبالغ فيها مع بعض الاشخاص و الدونيه و النقص في التعامل مع اشخاص اخرىن. لماذا تتكرر الاخطاء نفسها؟ و لماذا لا يوجد عقاب , فمن امن العقاب اساء الادب؟ .الا نتعظ من الامام على كرم الله وجهه ونتخذ العبره من القاضى الذى حكم لليهودى بالدرع لعدم توافر دليل رغم يقينه التام انه للامام على خليفه المسلمين في ذلك الزمان .ماذا تريدون من هذه التصرفات المستفزه .بالطبع هناك اشخاص محترمه و لكن دائما و ابدا الصوت الاعلى يكون للحماقات و.اتسائل ماذا لو احترمنا الاخرين ماذا لو وضعنا انفسنا مكان هؤلاء الاخرين؟ .هل تقبلون ان تهانوا امام ابنائكم ؟هل تتحملون الاهانه و خاصه ان كانت قلوبكم مريضه؟ ,ما ذنب الابرياء من قتلوا حينما تثبت برائتهم ؟و ماذنب ابناء المذنبين حتى تيتموهم و ترملوا امهاتهم بسبب ذنب اقترفه ابائهم و عنف مارستموه ضدهم؟ .هل تمت محاسبه اى مذنب تعامل بعنف ؟ ام انه في الاغلب يكافأ و يرقى لمنصب اعلى ؟ لماذا نحاسب الاخرين ولا نحاسب انفسنا ؟ لماذا تنظرون للاخرين و كأنهم عبيد و انتم الاسياد ؟ دائما في ذاكرتى صوره حاتم (الدور الذى لعبه العبقرى خالد صالح) و هو مع الاسف صوره سيئه يسترجعها جمهور مواقع التواصل الاجتماعى هذه الايام و سلطويته و سلوكه الشاذ عن الادميه حتى انتشرت مقوله مفيش حاتم بيتحاكم في نظره استهزائيه من واقع اليم و شعور ب اليأس فهذا الحاتم ظهر بكثره تلك الايام ظهر في ربوع مصر كلها ولا يحاسبهم احد بل على العكس تماما تسبق اى تحقيقات دائما بيانات تبرأ كل حاتم دون الانتظار لنتيجه تحقيق كما حدث في نفس العمل الفنى للراحل خالد صالح (هى فوضى).لماذا يصمت المحترمين و بالقطع فهناك اشخاص لا ترضى عن الغضب الشعبى على مواقع التواصل و في الشارع ولا ترضى ان يوضعوا في نفس البوتقه مع اى شاذ في عمله .بالطبع الاخطاء وارده في كل المهن و بالطبع هناك فاسدون في القضاه و في الصحه و في الداخليه و غيرها كما انه هناك الصالحون امثال قاضى اكتوبر و غيره و لكن ماالفائده من تصرفات هوجاء لا تؤدى الا الى توتر الاوضاع و فقدان الثقه بين المواطن و من من المفترض ان يحميه؟ ..حاتم في كل مكان لكن لا بد من محاسبه هذا الحاتم وهو في مهده لا ان يترك الى ان يصبح مؤسسه كامله من حاتم و اعوانه ..يا ترى هل سينغير من مقوله مفيش حاتم بيتحاكم و نحاكمهم و نحاسبهم و ننتهى بالنهايه التى انتهى بها حاتم في (هى فوضى)ام يظل حاتم طليقا حرا يسعى في الارض فسادا بل و نرفع من شئنه و نرقيه الى المناصب الاعلى .هل نريد وضع الامور في نصابها و نصلح من الاوضاع ام نزيدها تعقيدا ….حاسبوا حاتم حتى تهدأ الاوضاع فكلنا على ارض الوطن جنود نخدمه و نتمنى رفعته لا اسياد ولا عبيد كلنا نكمل بعضنا البعض .
وفى الاخير كل ما نتمناه هو ما نص عليه الدستور المصرى فى مادته ال 55
كل من يقبض عليه أو يحبس أوتقيد حريته تجب معاملته بما يحفظ عليه كرامته ولا يجوز تعذيبه ولا ترهيبه ولا إكراهه ولا إيذائه بدنيا أو معنويا ولا يكون حجزه أو حبسه إلا في أماكن مخصصه لذلك لائقة إنسانيا وصحيا وتلتزم الدولة بتوفير وسائل الاتاحة للاشخاص ذوي الاعاقة ومخالفة شيء من ذلك جريمة يعاقب مرتكبيها وفقا للقانون وللمتهم حق الصمت وكل قول يثبت أنه صدر من محتجز تحت وطأة شيء مما تقدم أو التهديد بشيء منه يهدر ولا يعول عليه .
لذلك وفقا لتلك المادة يجب أن يكون هناك ربط إلكتروني بالصورة بين مكان التحقيق في قسم الشرطة والنيابة العامة التابع لها هذا القسم . حتي تعلم النايبة هل هناك مخالفة لتلك المادة.
…….
لا نريد الغرور ولا نريد سماع مقوله اللى ملوش خير فى حاتم ملوش خير فى مصرف كلنا اسياد ولا عبيد بيننا .
…ارجوكم حاكموا كل حاتم في مصر اساء لها ولشعبها.

د.إيهاب أبورحمه
ehababurahma@gmail.com

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.