السبت , ديسمبر 28 2024
الكنيسة القبطية
نانا جاورجيوس

اترك إيمانك وكنيستك يا قبطى.. فالمسيح كان يهودياً !

إعلامينا المدروشين لم يملوا من لعبتهم إياها مع الأقباط حتى في أبسط الأحداث التي تمر بالكنيسة، لا تمر أبداً مرور الكرام عليهم فلابد من مشاركتهم ولو بالغلاسة والرزالة، ليسطوا على الأحداث ويقفزوا فوقها فيحشرون أنفسهم بسماجة غريبة وتطفل لزج وسافر ومنقطع النظير! فإطلاقهم مسمى ”بابا العرب“ مجاملة لبطريرك الأقباط لا يعطيهم الحق أن يتدخلوا في شؤونها الداخلية، نسيوا أنه ”بابا الكنيسة المصرية“ قبل العرب وعروبتهم

نسيوا أن الكنيسة لا تنتمي لأي حركات قومية أوسياسية، فقط تقوم بدور خدمي كبير في المنطقة العربية نظراً لتاريخها المتجذر في تلك الدول وفي النهاية هي كنيسة مصرية لكل المصريين أولاً

لأنها حافظت على هوية هذا الوطن من الإندثار تحت آلات الإحتلالات التي أصابتها عبر ألفين سنة، فلم تؤسس الكنيسة برتبة كهنوتية مُسيَّسة كما أرادوا لها. وطقوسها شأن خاص داخلي لا تخضع للدولة ولا للعروبة ولا للسياسة ولا للعلاقات الدبلوماسية الدولية إلا في حدود ونطاق الجمعيات والمؤسسات الخدمية الدينية !

لأ وإللي يغيظك عنوان الصحف الصفراء لما يقولك: الأقباط بيطالبوا الكنيسة بالسماح لهم بالذهاب للقدس بعد زيارة البابا ! وكأن الأقباط كانوا منتظرين موت مطران أورشليم ليذهب البابا فينفلت زمامهم، أو كأن زيارة الأقباط لكنيستهم في الأراضي المقدسة محتاجة لفتوى من الكنيسة! أو ليس لهم خصوصيتهم في حياتهم الخاصة من سفر و زيارات للأراضي المقدسة!

ماذا لو كان نفس الموقف مع السعودية وإنقطعت علاقاتنا السياسية، فهل سيتوقف المسلمين عن الحج لأراضيهم المقدسة بالسعودية ؟! لماذا أصيب المصريين بإزدواجية الفكر العفن والكيل بمكيالين، ولماذا خلط الأوراق حد العمى الحِسي عندما يتعلق الأمر بالأقباط وبمشاكل الداخلية التي هي من صميم شئونهم الداخلية؟!
في زيارة مفتي مصر السابق ”على جمعة“ للمسجد الأقصى.

فيما كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي، بأن زيارة مفتي الديار المصرية جاءت بالتنسيق بين حكومة الأردن ممثلة في مستشار الملك عبدالله الثاني وبين الجانب الإسرائيلي ممثلة في موافقة وزارة الأمن الإسرائيلي وليس مع وزارة الخارجية الإسرائيلية كي لا يتم ختم جواز سفره على الزيارة التي تم تنسيقها مع وحدة الإتصال الخارجية التابعة للجيش الإسرائيلي. وكان تأمين زيارته تحت حراسة الجيش الإسرائيلي، لكي يستطيع أن يصلي في الأقصى، رغم أنه إستخدم حقه كمواطن عادي قبل أن يكون مفتياً لمصر.

أما البابا تواضروس فكان سفره بصورة واضحة و تمت في النور بعيداً عن أي إجراءات سرية و دخل أورشليم القدس كأي مواطن ولم يحتج لكل هذه الإجراءات لأن الزيارة دينية إضطرارية ولا تحتاج لكل هذا اللف والدوران ! ولكن المتربصين دائماً ما يبحثون عما يثيروا به شهية النفوس ويثيروا الأحقاد والضغينة، فلم يروا ويبحثوا إلا عن جواز سفره وهل ختم بختم إسرائيلي أم لا ؟!
رغم أنه البابا رفض زيارة القدس حين دعاه محمود عباس في أول تنصيبه لزيارة القدس كسراً لحصار الفلسطينيين، قائلاً أن زيارته للسجين وليست للسجان؟ ولكن البابا رفض ثباتاً لموقف الكنيسة الواضح. ولكن هل نترك كنائسنا المصرية بأورشليم وهي جزء لا يتجزأ عن كنيستها الأم بمصر مجاملة لقضية سياسية لا ناقة لرجال الدين فيها ولا جمل؟! هل نترك مشكلة دير السلطان الذي إستولت عليه إسرائيل و وضعته تحت سيطرة الكنيسة الإثيوبية مكيدة ضد مصر وليس فقط ضد أقباطها، ليفقد المصريين عن أملاكهم وكنائسهم في إسرائيل لنفس المجاملات؟! بأي منطق تفكرون وتحكمون يا أصحاب الأبواق والأقلام؟! أين كنتم و كانت أبواقكم عندما تهجمت القوات الإسرائيلية على الراهب أرسانيوس الأورشليمي من رهبان الكنيسة القبطية بأورشليم ليلة عيد القيامة وقاموا بضربه وطرحوه أرضاً كأنه مجرم خطير ولم يشفع له زيه الرهباني من غطرستهم، ليمنعوه من دخول كنيسته القبطية يوم سبت النور لعيد القيامة 2013 وهو مواطن مصري قبل أن يكون راهباً وكان لابد لمصر والمصريين أن يقفوا معه في إسترداد حقه وكرامته التي أهانوها جنود إسرائيل، أليست كرامته من كرامة المصريين جميعاً ؟!
البابا شنودة لم يسافر لأورشليم عند نياحة مطرانها السابق الأنبا باسيليوس لأنه لم يطلب في وصيته أن يدفن في الأراضي المقدسة كما طلب الأنبا إبرآم أن يدفن بها فإضطر البابا تواضروس للسفر للقيام بطقس صلاة الجنازة لأن رتبة المطران هي التي تلي رتبة البطريرك ولا يصلح لهذه الصلاة أسقف وهو رتبة أقل من رتبة المطران، فالمطران الراحل هو الرجل الثاني بالكنيسة المصرية والكرسي الأورشليمي والشرق الأدنى”دول الخليج“ يترأسه البابا مباشرة، فالتقليد الكنسي يعتبر مطران القدس في الدرجة التالية مُباشرةً بعد البطريرك في“ الهيراركية الكنسيَّة – الرُتب الكهنوتية”.
فجاء سفر البابا تواضروس للأراضي المقدسة ليس كزيارة للتبرك بل لأداء واجب ديني ومهمة طقسية لا تحتمل إستئذان المصريين ولا إستطلاع آرائهم هل يسافر أم لا ! ولم يكن السفر بدون إرادة وموافقة الحكومة المصرية و رئاسة الجمهورية ليؤدي واجبه الديني كما تطلبت الظروف، لهذا جاء تغيير موقف الكنيسة المصرية في آخر لحظة عندما فتحوا وصية المطران و رغبته في دفنه بالأراضي المقدس ولا يصلح لهذه المهمة إلا البابا بنفسه. و لمن يتفوهون بأن البابا شنودة لم يذهب ليصلي في جنازة مطران أورشليم السابق الأنبا باسليوس الرابع في 1991. ذلك لأنه لم يوصي بدفنه في أورشليم لهذا نُقل للقاهرة ليقوم البابا شنودة بإجراءات جنازته.
أما المهللين من المنافقين وصعاليك الوصولية وأصحاب أقلام السبوبة الموجَّهين، وإللي مصدقوا أتتهم الفرصة لتتعالى أصواتهم العقيمة وأن ما فعله البابا هو ضد قضيتهم الفلسطينية وسيكون سبب في محنة للأقباط ولمن نجحوا في الإنتخابات البرلمانية وسيتسبب في إحتقان طائفي. فما دخل سياستكم وحساباتكم وكل هذا الهري وشحن نفوس المغيبين وأصحاب المصالح بأداء الكنيسة لمهامها الدينية ومتابعة أحد أبروشياتها خارج الوطن؟!. فإن كان لقب“ بابا العرب” وبالمناسبة هو لقباً سياسياً بجدارة، منحوه للكرسي البطريركي القبطي لمواقف الكنيسة المصرية المشرفة في كل الأحداث الوطنية والمواقف التاريخية، وأنها الكنيسة الأم لكل المنطقة العربية،ولكنه في نفس الوقت اللقب الذي لايخدم رسالتها الروحية الأساسية ويتعارض مع دورها الديني البحت. فإن كان هذا اللقب خذلكم و جرح مشاعر عروبتكم الرهيفة كما علق أحد الصحفيين و أتبعه باقي السرب من أصحاب الأقلام الرخيصة، فهو اللقب الذي نتركه لكم تحتفون به وحدكم ولا نريده على حساب حرية الكنيسة ودورها ورسالتها وشأنها الداخلي ومتابعتها لخدماتها الممتدة حول العالم وليس فقط داخل أورشليم، فكنيستنا بأورشليم لا تخضع لسياسات عربية ولا إسرائيلية بل تخضع لمصر وللمصريين الشرفاء فقط. فإن جمعتنا مظلة “ الكنيسة المصرية” فمرحباً بكم وسترى الأمر وستنظر المشهد على حقيقته، وقتها ستقف في صف كنيسة وطنك لا أن تهاجمها لمجرد حساباتك السياسية والطائفية! وأن زيارة البابا ليست تطبيعاً مع إسرائيل إلا في عقول من يريدها ويراها هكذا ! الكنيسة المصرية لا علاقة لها بنزاعات سياسية ولا صراعات دينية بين العرب واليهود، فكنائسنا بأورشليم قبل مئات السنين وقبل أي حسابات سياسية ونزاعات طائفية بينهما!
وللبهوات المتشدقين بالوطنية، رغم أن بعضهم رموزاً للخيانة الوطنية، يقتاتون من عرق إبتزازهم للناس وللمواقف والأحداث وفي كل مصيبة، ماذا فعلتهم أنتم للقضية الفلسطينية بإمتناعكم عن زيارة الأقصى والقدس. ألا تكتمل مناسك الحج والعمرة عند المسلم“ بتقديس الحج” بزيارته للأقصى لتكتمل أركان و مراسم حجه.ألا تشدون الرحال إلى ثلاثة مساجد من بينهم المسجد الأقصى؟؟ فهل إستغنيتم عن هذا المنسك، وإلى متى؟! إسرائيل لن تخسركم لو لم تزوروا الأماكن المقدسة، بل تمزقنا بنزاعاتكم المتعصبة وصراعاتكم المريرة الطائفية يصب في مصلحتها. ألم يكن إمتناعكم عن زيارة القدس هو أكبر مساعدة قدمتوها لإسرائيل في حصارها للفلسطيين إللي بتنددون بقضيتهم كل يوم حتى أصبحت قضيتهم الشماعة إللي بتعلقوا عليها خيبتكم القوية في كل حدث وكارثة يتأزم الوضع معها أكثر بالمنطقة؟! ويصب هذا في مصلحة إسرائيل بعزل شعب تحت حصار مطرقة إخوان حماس وقبل حصارهم بآلة إسرائيلية! ، فهل ناصرتوهم وساعدتوهم أم سعيتم بإجتهادكم في عزلهم عن العالم أكثر حتى أصبحوا مجتمع تفخيخي، يفخخ أبنائه بأحزمة ناسفة تحت آلة القهر واليأس من الحياة ؟! لن يتم إصلاحكم كل هذا إلا برجوعكم لإنسانيتكم أولاً، فللجانب الإنساني وحده حق التعايش السلمي والتسامح مع الأخر ومع شعوب العالم، ولنترك السياسة لقادتها ولا نصير شعب منافق نكيل بمكيالين حسب المصالح والأمزجة والأهواء والمطامع. ولا بخطاب مزدوج، خطاب رسمي وأخر شعبوي، طالما قبلنا كدولة بالتطبيع، فيحق للشعوب أن تتعامل على مستوى إنسانيتها بلا حراس للنوايا ولا محاكم للتفتيش في قلوب وضمائر الناس !
ثم مين أعطاكم هذه القوة وهذا الحق الإعتراض على زيارة أي إنسان لأورشليم وبلسان من تتكلمون. و مين أعطاكم حق الوصاية على الطقوس الدينية للكنيسة وعلى تصرفات شعبها وحريته في أداء مناسك زياراته الدينية لأراضيه المقدسة ؟!
فليس عيباً ولا حرام ولا يحتاج المسيحي لفتوى لأن يزور أماكنه المقدسة و مسقط رأس السيد المسيح ودرب آلامه المقدس وعطر الأماكن االتي تحمل عبق أهم مراحلة لتاريخنا الإنساني والتي قضى فيها حياته وأحداث صلبه وقيامته وقبره المقدس حيث خروج النور المقدس منه. خصوصاً أن للأقباط كنائسهم وأملاكهم التي في ظل صراعاتكم السياسية والطائفية حرموا منها وفقدوا دير السلطان القبطي بأورشليم. وكأن القبطي أصبح كائناً خرافياً كطائر الرُخ أو نزل إليكم من الفضاء و مختلف عنكم وعن باقي شعوب و مسيحي العالم ولا يحق لهم مباشرة حقوقهم وإستخدام حريتهم الشخصية وممارسة كافة طقوس إيمانهم. الناس نضجت ومش محتاجين لوصايتكم. ولا ينتظرون أحداً يكفرهم لأن لمؤاخذة المسيح طلع رجل يهودي، وأنت عارف إن بيننا وبين اليهود ماصانع الحداد، ومشكلة سياسة مستعصية لن تُحل أبداً، فالحداد طلع رجل قريبنا وصنع لنا سيفاً نرفعه في وِشْ كل من يحاول أن يخالفنا الرأي ونشهره في وجه كل من تتعارض مصالحه الشخصية مع سياستنا ومع دولة المؤمنين!. وسيبك يا قبطي من دين أم دي شغلانة وأخرجوا من دينكم ودين أبوكم أفواجاً !

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

مُبادرة مُطران لوس أنجلوس الذهبيِّة

ماجد سوسلا يوجد ما هو أهم من أولادنا وخلاص نفوسهم وأرواحهم التي استأمنا الله عليها، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.