قال الحكيم منذ آلاف السنين عن الافراد “من يحفر حفرة يسقط فيها ومن يدحرج حجرا يرجع عليه” وأيضا تكلم عن خبث ومؤامرات الأمم والحكومات “تورطت الامم في الحفرة التي عملوها. في الشبكة التي اخفوها انتشبت ارجلهم.”
ضحايا حوادث فرنسا تدمى القلب، وشعور عدم الامان في اوروبا مرعب لمواطنيها، ولقد شاركت فرنسا أمريكا وبريطانيا في مخطط قلب الشرق الأوسط، وان لم تشارك في غزو العراق، وها هو الارهاب يضرب في باريس عاصمة النور ليحولها لظلام كما حذر منه كثير من العقلاء، لأن الذي يستثمر بالشر ينال منه، ويدفع المواطن البسيط ثمن أخطاء قادته سواء الحاليين ام السابقين.
ولقد سحب هذا الحادث الأنظار عن حادث الطائرة الروسية في شرم الشيخ، فليست مصر فقط هي المنكوبة بالإرهاب ولكن اوروبا أيضا، ومن الامثال “الخانس غلب الحارس”
ولقد سارع الكثيرون كالعادة بفصل الإسلام عن الإرهاب، وما يقوله شيخ الازهر في هذه المسألة يتعارض تماما مع ما يدرسونه لطلبة الازهر، لأن كتب التراث التي يلقونها للطلبة بها منابع وفكر وكل مصادر الإرهاب، وعندما انتقدها البعض مثل إسلام البحيرى والشيخ زيزو وغيرهما اقام البعض لهم المشانق وطلب الازهر محاكمتهم.
ولقد اجتمع مجلس الامن وأقر مكافحة الإرهاب ولكنه لم يشر للطريقة، وما سمعناه ان المبادرة الفرنسية انتصرت على الروسية ولو أرادت الأمم حقيقة ان تحارب الإرهاب فلتحرم وتحارب الجهات التي تلقنه وتسقيه بالمعلقة لأفرادها مثل الازهر والسلفية وغيرهما، ولتجرم كذلك الدول التي تموله وتسانده وتدعى انها تحاربه.
المجزرة الفرنسية والطائرة الروسية وغيرهما في اوروبا حوادث اليمة جدا ينفطر لها القلب… وأيضا قتلى مالى ومجازر بوكو حرام في افريقيا هم حوادث اليمة كذلك… والرب لا يفرق بين هذا وذاك ولكن البشر يفعلون… وحوادث فرنسا بالرغم من بشاعتها فهى لا تقارن ببشاعة ما فعله ويفعله هؤلاء الوحوش في سوريا والعراق ويقابلها الغرب باستنكار بارد ويكتفون بإلقاء بومب الأطفال عليهم وادعاء محاربتهم بينما يمدونهم بالأسلحة الحقيقية الفتاكة.
ولقد سألته… لماذا تسمح بهذه الأشياء؟ لأننى اعرف واستوعب واؤمن انك القادر على كل شيء، وكان في مقدورك ان تمنع هذا ولكنك سمحت به… ولن أقول لك مثل الآخرين المخطئين انك كتبت هذا لهم… وأيضا لن أقول لك مثل من ضعف ايمانه وقتها وقال لماذا تختفى وقت الضيقة؟
وكان رده مفحما حيث ذكرنى بفيلم “باشون اوف كريست” حيث سمح لنفسه بأكثر بكثير وبما لا يقارن بما أصاب هؤلاء الضحايا…. والبشر وقت الصلب شاهدوا المعاناة كلها وألام الجلد والصلب والاستهزاء به، ولكنهم لم يروا ما صنعه في هذا الوقت من فتح أبواب الفردوس واسترداد كل اروح الأبرياء الذي قبض عليهم ابليس في الجحيم…..
وذكرني أيضا بآلام الشهداء الذين كانوا يلقون بهم للوحوش والأسود لكى تفترسهم…. قائلا ولكن الناس لم ترى الامجاد والاكاليل الذين تكلل بها هؤلاء الشهداء… وافحمنى عندما قال لى “هل تذكر عندما سمحت للإخوان أن يحكموا مصر لكى يلفظهم المصريون بعدها للأبد؟” وعاتبني بعدها مؤنبا ومطمئنا” لماذا انت قصير النظر ولا ترى ترتيبى!” وناشدني بعدها ان نستمر ننادي بالمحبة للمخطئين وحتى لهؤلاء الأشرار، وان كانت صعبه علينا فهو قادر على ان يعطينا هذه القدرة، لكى لا نشمت فيهم لأننا سوف نرى انهيار نظامهم الشرير.
الواضح الآن بعد احداث فرنسا ان هؤلاء الوحوش قد وضعوا أياديهم بأنفسهم في عش الدبابير، وعلى الدبور الآن ان يغير خططه للشرق الأوسط، وأن يرى في اهله انهم بشر مثلهم مثل مواطنيهم حتى ولو كانوا لا يشاركون في انتخابهم.
تعازينا القلبية لكل من أصابه نائبة سواء من فرنسا او روسيا او العراق وسوريا ونيجيريا ومالى وليبيا ومصر…
د. رأفت جندي