الثلاثاء , نوفمبر 19 2024
مدحت عويضة

اللاجئون السوريون أول سقوط لترودو

بعد انتهاء الانتخابات الفيدرالية والتي انتهت باكتساح كبير للحزب الليبرالى وحصوله علي أغلبية لم يكن يحلم بها، ارتفعت أسهم تردو وظهر في أكثر من مشهد نال إعجاب الكنديين أظهرت بساطة الرجل وعدم تكلفه فرفعت أسهمه بدرجة أكبر من النسبة التي حصل عليها في الانتخابات فعبر 70 % من الكنديين عن رضائهم عنه كرئيس للوزراء.
ولكن وبسرعة كبيرة أتت الرياح بما لا تشتهي سفينة مؤيدي الليبرال، فقد شهدت باريس أحداث إرهابية راح ضحيتها عدد كبير من الأبرياء، هذا الحدث الذي هز كل العالم وتعاطف الكنديون مع فرنسا والفرنسيين، ثم أظهرت التحقيقات الأولية أن أحد الإرهابيين تسلل لاوربا عن طريق اليونان في شهر أكتوبر الماضي، مما تسبب في رعب الكنديين من استضافة بلدهم ل 25 الف لاجئ قبل نهاية العام أي بعد خمس أسابيع من الآن.

أولا: لا يوجد كندي يرفض مساعدة بلاده للاجئين السوريين فهي مسألة إنسانية وكندا لها باع طويل في حقوق الإنسان والمساعدات الإنسانية، ولكن الكنديين طالبوا بتأجيل عملية إحضار اللاجئين حتي تتمكن كندا من التحري الجيد عنهم حتي لا يحضر بينهم إرهابيون، كما أن الكنديين طالبوا باستمرار مشاركتهم في الحرب علي داعش وعدم سحب القوات الكندية من العراق بعد أن اظهرت عمليات باريس الإرهابية مدي حاجة العالم للتخلص من داعش.
ثانيا: كانت ردود تردو محبطة للكنديين حيث أنه أصر علي سحب الطائرات الكندية من العراق، كما أنه أصر علي استكمال برنامج احضار اللاجئين قبل نهاية العام، فسقط تردو في أول اختبار له فظهر بأنه شخصية متعجرفة مستكبرة ديكتاتورية عنيدة وهو الشئ الذي كان سببا فى كراهية الكنديين لهاربر.
ثالثا: أحداث باريس أظهرت مدي بعد نظر رئيس الوزراء السابق “هاربر”، وأنه كان علي حق وشعر كثير من الكنديين بالندم علي عدم التصويت لهاربر لدرجة أن كل المحليين السياسيين يعتبرون أن ترودو محظوظ بأن أحداث باريس حدثت بعد نهاية الانتخابات ولو كانت هذه الاحداث قبل الانتخابات لكانت النتائج قد انقلبت بالكامل لصالح هاربر وهو الشئ الذي يعتبر سقوط لتردو وهبوط حاد في شعبيته.
أول الذين إنقلبوا علي تردو هم مقاطعات شرق كندا “أتلانتيك كندا” والذين جاءت نتائجهم بنسبة 100% لصالح الليبرال فكسب الحزب ال 33 مقعد من 33 مقعد، ظهر سخط هؤلاء علي تردو ووزير دفاعه بعد أحداث باريس، لدرجة أن وزير الدفاع هدد المعلقين علي صفحته بملاحقتهم قانونيا بتهمة العنصرية!!!. وهو الشئ المضحك لأن عندما أراد هاربر تشديد قانون الإرهاب وتتبع الذين يؤيدون الإرهاب علي شبكات التواصل الاجتماعي، هاج الليبرال ووصفوا ذلك أنه تعدي علي حرية الكنديين، ولكن عندما عبر الكنديون عن سخطهم وخوفهم من جلب لاجئين بدون مسح أمني كافي هددهم الليبرال بالملاحقة القانونية مع أن دافعهم هو خوفهم علي بلادهم وأمن بلادهم.
يري الكنديون أن تردو ليس بالعنيد ولا بالديكتاتور فقط بل هو لعبة في يد من دعموه في انتخابات الحزب الداخلية والذين دعموه للوصول لقيادة الحزب الليبرالي، كما أنهم يشكون أن جماعة الضغط هذه لها علاقة بمنظمات إرهابية!!!، وهو الأمر الذي يخيفهم علي مستقبل أولادهم.
في المقابل قول الليبرال بأنهم سيحضرون النساء والأطفال من المخيمات لم يزيل الخوف من الكنديين، فالمخيمات – اولاً – لا يوجد بها الأقليات السورية لأنهم لا يستطيعون العيش فيها لشدة تطرف من هم بالمخيمات فهناك اعتداءات تمت علي لاجئين سوريين مسيحيين وغيرهم أدت لخوف كل الأقليات من التواجد بالمخيمات، ثانيا لو احضرنا سيدة وأطفالها اليوم، ثم ظهر بعد حضورها أن زوجها كان مفقودا وتم العثور عليه، (وربما يكون قد ترك المخيم لتثبت هي أنها أرملة) ثم جاءت هذه السيدة وطالبت بإحضار الزوج بالقانون ستحضره ولن يستطيع أحد منعها، ثانيا لو ذهبت سيدة أرملة أخري وتزوجت لنا “داعشي” ثم عادت وطالبت حسب القوانين الكندية بإحضاره لكندا هل يستطيع أحد منعها؟؟.
في النهاية سقط تردو في أول اختبار له وسقطت معه شعبيته وخسر معظم الذين كانوا يؤيدونه وظهر للكنديين أن هاربر كان علي صواب، ولا شك أن شعبية تردو ستنهار مع أول حدث إجرامي يرتكبه أحد المهاجرين الذين أحضرهم إلي كندا، ولكن سقوط شعبية تردو سيكون ثمنها غاليا جدا لأنه لا يوجد ما هو أغلي من الدماء الكندية، وأن لم تحدث عمليات إرهابية في كندا وهذا ما نتمناه، ستزداد عملية سقوط شعبية تردو مع زيادة الخوف في قلوب الكنديين مع وقوع أي حادثة إرهابية في العالم وبالذات لو كان أحد المشاركين فيهااحد اللاجئين..

شاهد أيضاً

رحمة سعيد

كيف نحمي البيئة من التلوث؟

بقلم رحمة  سعيد متابعة دكتور علاء ثابت مسلم  إن البيئة هي عنصر أساسي من عناصر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.