ما دفعنى للكتابة فى موضوع اليوم هو قراءة احصائية عن حالات الطلاق فى 2014 حيث وصلت الى 18 ألف حالة أى متوسط حالات الطلاق 15 ألف حالة شهريا ولا خلاف على أنه أبغض الحلال ولكن النسبة مفزعة جدا ولا بد من مناقشة الموضوع بشكل يعمل على تقليل هذه النسبة المفزعة .
وعنوان المقال بعيدا عن السياسة هو ابتعاد عن مناقشة قضايا الوطن وسياسات الدول والأحزاب وكل مايخص الحياة السياسية التى بها كثير من الزخم فى الفترة الحالية .
وفى واقع الأمر موضوع اليوم أيضا سياسة ولكنها من نوع اخر لأن كل موضوع يخص أمورنا الحياتية هو سياسة بداية من الطفل الذى يسيس أموره المنزلية مع والديه للحصول على احتياجاته من مصروف ولعب ومرورا بالطالب فى المدرسة بمشاركته فى الانشطة المدرسية المختلفة وممارسة الديمقراطية بشكل مصغر عن طريق انتخابات أمين الفصل وصولا الى الطالب الجامعى الذى يمارس الحياة السياسة بمفهومها الكامل بشكل أكبر من خلال الأسر الجامعية واتحاد طلاب الجامعة وبعد التخرج يصطدم بسياسة المؤسسات التى يعمل بها .
اذن كل فرد فى المجتمع يلعب سياسة ولكن دعونا نتفق أن أهم أنواع السياسات هى سياسة الأسرة التى لو توافر عند وضعها الأسس والقواعد بشكل منهجى به كثير من العمق لايجاد المساحات المشتركة بين الزوجين لتجنب هذه النسبة المفزعة من حالات الطلاق فى العام الماضى .
ولأهمية الموضوع يتعين على كل مقدم على الزواج أن يضع كلا الطرفين تصور كامل للطرف الاخر ولا يتم الارتباط الا مع وجود الحد الأدنى من ذلك التصور وبعدها يبدأ كل طرف فى ايجاد المساحة المشتركة من خلال التأثير والتأثر بالاخر لتلاقى الأفكار القابلة للاختلاف
ولا ننسى أن هناك ثوابت لا تقبل الاختلاف بحكم الشرع والقيم المنبثقة من تعاليم ديننا وصبغتنا الشرقية التى لا يمكن اغفالها وما دون ذلك فهو وجهات نظر قابلة للاختلاف وحتى نستطيع أن ننمى ثقافة الاختلاف لا بد من اغتيال شخصية سى السيد لأنها شخصية افتراضية كان لها دور فى تدمير الكثير من الأسر وهذه الشخصية ليست من ديننا فى شئ لأن القران الكريم وضع اللبنة الأساسية بأن أساس الزواج مودة ورحمة وقد كان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم زوج ديمقراطى جدا يحترم ووجاته ويقدرهم جدا وفى المقابل يجب على كل زوجة الاقتناع بان هناك بعض الأمور لا يفصل فيها الا الزوج من خلال خبراته التراكمية واحتكاكه الخارجى تتولد عنده حكمة يجب عليك أن تستمعى لها وأن تستحضرى انصاتك لوالدك فى مثل هذه المواقف .
اذن الموضوع بسيط جدا لو كل طرف عرف ما له وما عليه واحترم الاخر بالشكل الواجب ستنجح التجربة الأسرية وينتج عنها أطفال أصحاء نفسيا يكونوا نواة لجيل يصنع المستحيل ويضع وطننا الغالى فى حجمه الطبيعى فى مصاف الدول الكبرى وكفانا تشدقا بالحضارة التى وقفنا عندها وتقدمنا بخطى السلحفاة
عفوا وجدت نفسى مضطرا فى النهاية ان أعود الى ذكر وطننا الغالى الذى يفرض نفسه على تفكير أبنائه رغم أن العنوان بعيدا عن السياسة .